ملامح صبح

هدوء نسبي الشبه ونقيضه!

مريم الأحمدي

لكل دولة ومَنطقة فنونها التراثية الخاصة بها والتي تمثل تاريخها وتميزها عن غيرها.فما بين مشرق ومغرب وشمال وجنوب وفي ارجاء الدول نفسها ستجد ثقافات والوان مختلفة من الفن في مكان واحد، مُجتمعة ولكنها مختلفة.وينطبق الأمر علينا فلكل فرد منا نوعه الخاص من الفن الذي يحكي الكثير عن شخصيته وعن ماهية نظرته للحياة.كالموسيقى مثلاً..

لقد اثبت علماء النفس ان نوع الموسيقى التي يفضلها الشخص لم يقم باختيارها من باب المصادفة، بل هذا الأمر عائد الى تكوينه وشخصيته والى حالته النفسية.محبو الموسيقى الصاخبة تختلف شخصياتهم عن محبي الموسيقى الكلاسيكية، ومحبو الموسيقى الراقصة تختلف شخصياتهم عن محبي الموسيقى الفلكلورية..

وهكذا.وينطبق هذا الأمر على اللون المفضل للشخص، فالذين يفضلون الالوان الداكنة والهادئة يختلفون تماماً عن الذين يفضلون الالوان الفاتحة والفاقعة.. وايضاً نوع الافلام التي يحب الشخص مشاهدتها، والكتب التي يقوم بقراءتها، وغيرها الكثير.. من خلالها يمكن تحليل شخصية الفرد وفهم طريقة تفكيره.وان تشابه الشعراء في اللهجات والقوافي وبحور القصيد والمواضيع التي يكتبون عنها، فلن تكون قصائدهم نسخ طبق الأصل، فلكل واحد منهم اسلوب يميزه ويتفرد به دون غيره من الشعراء.

وجمهور الشعر ايضًا، كل واحد منهم يفضل نوعا معينا من القصائد، وهذه القصائد لم يمل لها قلبه عبثا.اطلب من مجموعة من الكُتاب ان يكتبوا عن امرٍ معين، واحصرهم في خيارات محدودة ليكتبوا في سياقها، رغم ذلك ستجد اختلافات شتى فيما كتبوه.

التمست هذا الاختلاف في الاساليب والشخصيات بشكل واضح عندما كنا نقوم انا وعدد من الرسامين الآخرين برسم شيء معين، تكون النتائج متشابهة جداً ولكن لا يوجد نسخ طبق الأصل، وإن امعنا النظر في اللوحات سنلاحظ اختلافها، فكل رسام يرسم بطريقته الخاصة، ليخرج بنتيجة تمثله هو فقط.جميعنا نحن البشر لن يكون بيننا اثنان يمتلكان نفس تركيبة العقل، فأدمغتنا كبصماتنا متشابهة فيما بينها ولكنها شديدة التعقيد مما يجعلها مختلفة رغم تشابهها، واستحالة ان يكون لها مثيل.والفن هو هويتنا، ولكل واحد منا هوية تميزه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *