مريم الأحمدي
فعليًا لا يحتاج الكاتِب أو الشاعر إلى أجواء شاعرية بحتة؛ حتى يكتب قصيدته.
القهوة الساخنة، الورود، الموسيقى الهادئة، المزاج المستقر، أو “الرايق”، رائحة العطر المفضل تعُم أرجاء الغرفة، والمطر يتساقط في الخارج.. زقزقة العصافير، المروج الخضراء، النسيم البارد، والبط يجول في البحيرة.. جميعها ليست ذات أهمية بالغة، لتكتب قصيدتك، ولكنها حقًا أجواء جميلة.
كـ شاعر لا تحتاج إلى ظروف معينة أو جو معين لتكتب فيه الكثيرن والكثير من القصائد.
قد تكتب قصيدة “رائعة جدًا” وأنت تجلس على مقعد صغير في حافلة مكتظة بالركاب، أو أثناء المحاضرة في الجامعة، أو في أحد أروقة المستشفى.
أذكر أنني كتبت إحدى قصائدي وأنا في قاعة الاختبار، أزحت ورقة الامتحان قليلاً، كتبت أبيات القصيدة، ثم أكملت حل الامتحان.. كان وقتًا غير شاعري أبدًا.. ولكنها القصيدة متى ما أتت لا تنتظر أن تكون في المكان المناسب، أو في الجو المناسب، أو حتى في المزاج المناسب.. هي تأتي، وتأتي فقط، وهذا هو المهم.