صنعاء ــ وكالات
بمقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، من المرجح أن يمر الصراع اليمني المحتدم منذ انقلاب ميليشيات الحوثيين على الشرعية في سبتمبر 2014، بنقطة محورية قد تغير مجراه بالكامل.
وفي الوقت الذي سيطرت حالة من الترقب داخل حزب المؤتمر الشعبي العام بعد مقتل صالح، شددت قيادته على م واصلة القتال ضد العناصر الإرهابية الموالية لإيران، حتي طردها من البلاد وبسط السيطرة على كامل أرجاء اليمن.
وجه الرئيس اليني عبدربه منصور هادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجيش الوطني إلى فتح جبهات جديدة في صنعاء، أبرزها جبهة خولان شمال شرقي العاصمة.
وأجرى هادي، حسب وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، امس الإثنين، اتصالاً هاتفياً بنائبه الفريق الركن علي محسن صالح.
وخلال الاتصال الهاتفي وجه القائد الأعلى للقوات المسلحة نائبه بفتح عدد من الجبهات لدخول العاصمة صنعاء أبرزها جبهة خولان.
وتعتبر”خولان” البوابة الشمالية الشرقية لصنعاء، والتي يستطيع الجيش اليمني الدخول إليها عن طريق حدود محافظة مأرب مع العاصمة.
اوامر:
هذا فيما صدرت أوامر من قيادة الجيش الوطني اليمني بتحريك سبعة ألوية من مأرب لفتح جبهة خولان والتحرك نحو صنعاء
وأشارت المصادر إلى أن قيادة الجيش الوطني أصدرت أوامر عاجلة للقوات المتواجدة في جبهة نهم بتكثيف عملياتها العسكرية والزحف نحو العاصمة صنعاء.
وتزامنت التوجيهات مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى نهم، وحشد قوات الجيش من مأرب لفتح جبهة خولان باتجاه صنعاء.
و كان قائد عسكري كبير في الجيش اليمني قد أعلن في وقتاً سابق عن استكمال قوات الجيش الوطني المرحلة الأولى من العمليات العسكرية الجارية في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.
وأكد قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن ناصر الذيباني أن العملية العسكرية مستمرة في المضي نحو تحقيق أهداف المرحلة التي تليها، وهي تحرير العاصمة صنعاء، ثم بقية محافظات اليمن التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال إن “قوات الجيش الوطني حققت خلال اليومين الماضيين انتصارات كبيرة في جبهة نهم”، مشيراً إلى “الاستمرار بالمضي لتحقيق النصر وتحرير العاصمة وبقية محافظات الجمهورية”، وفق تصريح نقله عنه المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.
ولفت اللواء الذيباني إلى أن قوات الجيش تقاتل بمعنويات عالية، فيما تفر ميليشيات الحوثي من مواقعها بشكل جماعي خصوصا في الأيام الأخيرة.
ودعا اللواء الذيباني قبائل طوق صنعاء للتحرك ضد ميليشيات الحوثي، وذلك حفاظا على النظام الجمهوري واستقرار اليمن.
ارتفاع عدد قتلي المواجهات :
وارتفع عدد قتلى المواجهات بين الطرفين إلى أكثر من 200 وعشرات الجرحى اغلبهم من اتباع المليشيا الانقلابية.
وأكدت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي، أن الانتفاضة مستمرة وطالبت بعدم الاستجابة للإشاعات والأكاذيب.
فيما قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيعلن قريبا عفوا عاما وشاملا عن كل من تعاون مع الحوثي وأعلن تراجعه.
وأضاف بن دغر خلال كلمة ألقاها في مهرجان جماهيري في عدن بمناسبة يوم الاستقلال الوطني أن دعم قوات المؤتمر الشعبي في حربه ضد الحوثيين سيصب في مصلحة الأمن العام لليمن لوقف التمدد الإيراني في البلاد، وأن حكومته على استعداد للوقوف بجانب أي تحرك يجهض ما تسعى له إيران في دولته
وأكد بن دغر أن ما تقوم به طهران في اليمن والمنطقة يشكل تهديدا صريحا للأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن قوات الجيش اليمني ستعمل جاهدة لفرض الأمن في المدن التي تقع تحت سيطرتها.
تايد :
واعلنت منظمة التعاون الإسلامي دعمها لانتفاضة الشعب اليمني، وكل ما يصب في مصلحته، وما يحقق تطلعاته في وحدته وسلامة أراضيه، واستقراره وأمنه.
وقالت المنظمة في بيان صحفي امس الإثنين إنها تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في صنعاء.
وفي السياق، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالدعوة إلى الحوار بين الأطراف المعنية بحل الأزمة اليمينة، وكررت موقفها الثابت في دعم السلطة الشرعية وحل الأزمة من خلال المبادرة الخليجية، وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل في اليمن، بالإضافة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وخاصة القرار رقم 2216.
وأعربت المنظمة عن أملها في أن يتجاوز اليمن الأزمة التي يمر بها، ليعود إلى ممارسة دوره المحوري بصورة كاملة، بعيدا عن الأجندة الطائفية، وبما يخدم مصالح المنطقة والأمة الإسلامية جمعاء.
نهاية المشروع الايراني :
بدوره اعتبر رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد بن صقر السلمي، أن الانتفاضة الشعبية في صنعاء، بداية لإنهاء المشروع الإيراني في الداخل اليمني.
وأرجع السلمي الانتفاضة الشعبية إلى معاناة الشعب اليمني، سيما من يقطنون في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية.
وأضاف “ظهر ذلك جلياً من خلال التفاعل الشعبي الكبير في العديد من المدن اليمنية خاصة العاصمة صنعاء، مع المبادرة الشعبية لإنهاء هذا الانقلاب، وأن من يرى حماس الشعب اليمني مع هذه الانتفاضة يدرك مدى المعاناة التي تحملها هذا الشعب منذ سيطرة تلك الميليشيات على العاصمة صنعاء”.
وقال رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية إن الشعب اليمني دلل على أن من يحرك هذه الميليشيات هو النظام القابع في طهران، منوها إلى أن هذه الانتفاضة في اليمن ستنتقل إلى بقية الدول العربية التي تشهد تدخلات إيرانية واضحة خاصة في لبنان عبر حزب الله.
وطالب دول الخليج العربي بالمساهمة سياسياً واقتصادياً وتنموياً في إعادة تأهيل اليمن والعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة والشعب اليمني لاجتثاث المشروع الإيراني من جذوره.