أرشيف صحيفة البلاد

هؤلاء خلف غياب الطلاب

شهدنا سنوات طويلة زادت عن العقود الثلاثة خلال العمل التربوي التعليمي تكرار مشكلة “غياب الطلاب” خاصة ايام ما قبل الاجازة والاختبارات واصبحت ظاهرة وقفت الكثير من الجهود آمالها دون ايجاد حلول جذرية وان وجدت فهي اجتهادات من بعض المدارس لكن النسبة الغالبة هي خلو المدارس وبنسبة زادت عن الـ 50% من طلابها.. المشكلة ليست بهذه الصعوبة التي لازالت لليوم لان اطرافها البيت والنظام والمدرسة.. البيت لا يساعد كثيراً في تشجيع الطالب او الطالبة للانتظام حتى اخر يوم وهو ما يساعد على ابقاء الطالب في البيت بحجة ان الايام الباقية للاجازة او الاختبار لا تتعدى اسبوعا او اكثر بايام وهو تأثير كبير يساعد في استمرار القضية ثم النظام الذي لا يتيح عقوبة الطالب بما يمنعه من الغياب وشعور اسرته بذلك الامر الذي يدفعهم لعدم الموافقة على غيابه وما يوجد في اللائحة السلوكية خصم درجات من المواظبة لا تؤثر في الطالب او مستواه الدراسي لكن هناك عامل مشجع وخطير من المرفوض ان يتقلد الدور الاكبر وهو المدرسة ادارة ومعلمين والذين للاسف يتساهلون في تشجيع الطالب على عدم الحضور للمدرسة ليمنحوا انفسهم وقتاً يقضونه في المدرسة بدون طلاب حتى انني وقفت على حالات يقوم المدرس فيها بالايحاء للطلاب بالغياب بحجة انتهاء المنهج او عدم وجود النسبة المطلوبة من الطلاب. حتى اذا ما سئل بعض الطلاب عن اسباب غيابهم تأتي الاجابة القاتلة المعلم فلان قال لا تحضروا. وبطبيعة الحال لا يمكن فتح تحقيق مع هذا المعلم وغيره لعدم وجود اثبات لهذا سوى ما قاله الطالب.
الامر يحتاج الى نظام خاص يقضي على هذا الغياب بآلية تنظيمية تسمح بالخصم من درجات الطالب في بعض المواد واستدعاء ولي امره وقيام الادارة المدرسية بدورها المطلوب في تحقيق مناخ تربوي يتفق مع دورها الكبير.