جدة- ليلى باعطية
توفرت كافة عوامل النجاح لمشروع نيوم بإرادة سياسية من القيادة الرشيدة وشعبية ركيزتها الشباب تحت سن 30 عاما الذي يمثل 70% من الشعب السعودي لإنجاز نموذج عالمي رائد يعتمد على المبدعين والموهوبين وعلى أفكار المستقبل.
ويأتي إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة لمشروع نيوم مؤخراً ضمن رؤية حكيمة لمستقبل أفضل من خلال التركيز على 9 قطاعات تتمثل في مستقبل الطاقة والمياه والتنقل والتقنيات الحيوية و الغذاء والعلوم التقنية والرقمية والتصنيع المتطور والإعلام والإنتاج الإعلامي والترفيه ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.وسيتم دعم المشروع بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من صندوق الاستثمارات العامة بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.
إن توجه القيادة ورغبتها الصادقة في التعايش مع العالم وترسيخ الوسطية والاعتدال انطلاقاً من مبادئ المملكة وثوابتها عبر مسيرتها المباركة تتيح مشاركة واسعة للمستثمرين الأجانب في هذا المشروع العملاق وفي صياغة أنظمته وتطوير قطاعات عدة أبرزها الترفيه وتقنية الروبوتات.
كما أن تأكيد سمو ولي العهد أن الشعب السعودي الذي يملك الكثير من المبادئ والقيم العظيمة وراء تطور المملكة وتقدمها ووصولها لآفاق جديدة من شأنه تحقيق المزيد من النجاحات لتعزيز وضع المملكة على خارطة الدول المتقدمة.
وتمتاز منطقة المشروع شمال غرب المملكة بخصائص مهمة أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاثة قارات ومجاورتها للبحر الأحمر وخليج العقبة وقربها من الأسواق ومسارات التجارة العالمية إضافة إلى كونها بوابة لجسر الملك سلمان المقترح بين المملكة ومصر كما يمكن لحوالى 70% من سكان العالم الوصول إليها خلال 8 ساعات كحد أقصى.
ابواب المستقبل
وقد صرح الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة إبراهيم بن فؤاد برديسي أن إطلاق العملاق تأكيد جديد على تحولات جوهرية تبين الملامح التي رسمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – لمستقبل المملكة.
مشيراً إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تفتح أبواب المستقبل الحضاري أمام الشعب السعودي، وذلك لكونها تشكل قفزة وطنية كبرى ضمن سلسلة المشروعات التنموية التي هيأتها المملكة للمستقبل الذي يعقب عام الرؤية 2030، وهي أيقونة سعودية لمستقبل العالم، مبيناً أنها فرصة من ذهب أمام قطاعات الأعمال بمختلف أصنافها لتسلم المبادرة لقيادة الاقتصاد العالمي.
ووضح برديسي إن مشروع “نيوم” يرتكز على أبعاد مختلفة، ويشكل ملتقى جغرافي لقارات العالم في منطقة ظلت قفراً، ستتحول إلى أكثر مناطق العالم نمواً وحداثة، لتشكل أهم جواذب الاستثمارات الخاصة والشراكات الحكومية والخاصة بما يتوافق مع متطلبات العصر، محققاً للمملكة قفزات مستقبلية في بناء حضارة جديدة قوامها نظرة متفائلة، وفكر وسطي معتدل، يحقق رسالة الإسلام للبشرية لعمارة الأرض.
ولفت أمين عام غرفة مكة المكرمة أن مشروع “نيوم” هو منطقة خاصة، ووجهة حيوية جديدة تحتضنها شمال غرب المملكة، تسعى لتصبح مكاناً يجمع أفضل العقول والشركات معاً لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات، وصممت لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، إذ من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره، وهي رد عملي على المشككين في توجهات المملكة في ترسيخ قيم التسامح بحكمة القيادة وتحقيق المنجزات برؤى مدروسة.
كما دعا عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة رئيس اللجنة التجارية في الدورة السابقة حسن بن عارف كنسارة إلى ضرورة إدراج مواد تعنى بترقية الحس التجاري والصناعي ضمن المناهج الدراسية في المراحل الأولية بوزارة التربية والتعليم.
وأشار كنسارة أن إعلان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة لمشروع “نيوم” يعد تفكيراً ريادياً وغير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط، ويعزز التطلعات التي خطتها رؤية 2030 ، كما يعزز النمو الاقتصادي للمملكة بل ويتعداه إلى دولتين، الأمر الذي يتطلب جيلا مواكبا للحداثة والتطور.وقال إن المشروع تخطي حدود الابتكار إلى آفاق أكثر رحابة وتطور، من حيث القدرة التنافسية، ونمط المعيشة للأجيال المستقبلية التي ينبغي تهيئتها من الآن لمقابلة المتطلبات الحضارية، وصناعة جيل سعودي رائد على مستوى العالم، حيث ستتيح هذه الوجهة خيارات فريدة في التقنية وعالم الابتكار، موطنها هذا المشروع القاري الذي يتجاوز حدود المحلية. حيث اعتبر “نيوم” أنه يمثل التفكير الملهم وفرصةً استثنائية تميزه عن بقية المشاريع والمدن الساحلية، من خلال ما يوفره لسكانه من تقنيات حديثة ومتجددة كركيزة أساسية للبنية التحتية للمشروع، وهو بيئة مثالية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، ما يعزز من معايير الاستدامة بشكل نموذجي.
وثمن إعلان وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى بأن طلاب التعليم هم الروافد الأساسية لمشروع “نيوم”، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بالجوانب التجارية والصناعية في التربية والتعليم من خلال توفير الكوادر المدربة والمؤهلة لقيادة عجلة التنمية وفق الاستحقاقات العلمية الحديثة.