بروكسل ــ الحديدة ــ وكالات
قال المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي: إن وتيرة العمليات العسكرية في صعدة تسير بشكل سريع، مؤكداً أن العمليات في صعدة حققت تقدما ومكاسب كثيرة على الأرض.
وقال خلال مؤتمر صحافي من بروكسل: إن الحل السياسي الدبلوماسي هو دائماً الأمثل للشعب اليمني، مشدداً على أن التحالف يواصل العمل لإعادة الشرعية اليمنية.
وقال: لدينا خيارات كثيرة في الحديدة بينها عملية عسكرية خاطفة، مشيراً إلى أن سلامة المدنيين اليمنيين تشكل أولوية قصوى لدى التحالف، وأن أي تنازل أو اقتراح من ميليشيات الحوثي يجب أن يتم عبر المبعوث الأممي.
ونوه المالكي إلى أن عمليات التحالف في الحديدة مستمرة والقوات المشتركة تسهم في إزالة الألغام، مضيفاً أن تحرير الحديدة من شأنه تأمين الملاحة البحرية في الممرات الدولية.
وأشار المالكي إلى أن الحوثيين حولوا مساكن المدنيين في الحديدة إلى تحصينات عسكرية، كما أنهم يواصلون تحويل المدنيين في الحديدة إلى دروع بشرية.
وقال: إن التحالف يقدم كافة التسهيلات لدخول المساعدات الطبية والغذائية إلى الحديدة، مؤكداً أن تحرير الحديدة سينعكس على كافة اليمنيين وسيوقف الجباية غير الشرعية.
وأضاف: نعمل على توزيع المساعدات على كافة الأراضي اليمنية دون أي تمييز، مؤكداً أن الحوثيين يفرضون قيوداً على العمل الإغاثي وموظفي الأمم المتحدة.
وقال المالكي: إن تحرير ميناء الحديدة سيؤدي إلى قطع الشريان الحيوي لتسليح الحوثيين.
في غضون ذلك نقلت قناة “اسكاي نيوز” عن مصادر في ميناء الحديدة إن ميليشيات الحوثي الموالية لإيران نهبت عشرات الحاويات من داخل الميناء.
وقالت المصادر: إن الميليشيات استولت على سيارات وبضائع أخرى كانت في الحاويات.
وأضافت أن عناصر الحوثي أقدموا على توزيع هذه السيارات والمواد على أنصارهم في المجالس المحلية ومشايخ بالمديريات لتحفيزهم على الحشد للجبهات.
وتشهد صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية انهيارات واسعة على وقع التقدم المستمر للقوات المشتركة بإسناد ودعم من التحالف العربي على معظم المحاور في جبهة الساحل الغربي وخصوصا الحديدة.
وتسعى القوات المشتركة بعد سيطرتها على مطار الحديدة للتقدم نحو المدينة لتحريرها، واستعادة الميناء الاستراتيجي والذي يعد شريان حياة لـ8 ملايين يمني شمالي البلاد، بعد أن حولته الميليشيات الانقلابية إلى نافذة لنهب التجار والمساعدات الإغاثية الإنسانية، وتهريب الأسلحة وتهديد الملاحة الدولية.
وبتحرير ميناء الحديدة، ستوجه القوات المشتركة ضربة قاصمة لميليشيات الانقلاب ومشروع إيران في اليمن والمنطقة، كما سيسمح ذلك أيضا بتدفق المساعدات والمواد الأولية إلى شمالي اليمن.
وبعد انجاز مهمة استعادة مطار الحديدة، تستعد قوات الجيش اليمني مدعومة بالتحالف للتقدم نحو ميناء الحديدة لاستعادته من ميلشيات الحوثي، حيث يستمر وصول المزيد من التعزيزات العسكرية لبدء معركة الميناء.
وبحسب شهود عيان في صنعاء، فقد لجأت الميليشيات إلى اقتياد عشرات الأطفال من صنعاء إلى الحديدة للمشاركة في القتال لتعويض خسائرها هناك.
وأكدت مصادر ميدانية أن ميليشيا الحوثي لم تكتف باحتجاز المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية داخل الأحياء، بل مارست كل أنواع الترهيب ضد الراغبين في النزوح.
ويبدو أن التقدم اللافت لقوات الشرعية أصاب الانقلابيين بحالة من الفزع والهلع دفعتهم إلى تفخيخ الشوارع المؤدية إلى قلب المدينة بكمية كبيرة من الألغام.
فيما صعدت المليشيات الإرهابية من حدة وقع الأزمة الإنسانية على سكان مدينة الحديدة وعملت على حرمان جماعي للمواطنين من أبسط الخدمات الأساسية.
وتعيش المدينة حالة ذعر وخوف كبيرين، إثر الانتشار المكثف للمسلحين الحوثيين في الأحياء وأعلى المباني وقطع الشوارع، بعد أن كانت عملية حسم معركة مطار الحديدة الدولي أشبه بمصيدة ضخمة لنخبة مسلحي الحوثي، وخسارتها العسكرية التي قادتها إلى فرض حصار بنزعة انتقامية حولت حياة المدنيين إلى جحيم.
وتواصل المليشيات حفر الخنادق بين الأحياء القديمة، ما خلق أزمة مياه أوساط السكان، وأدى لانقطاعها بشكل كامل في عدة أحياء كالحي التجاري وحارة باب اليمن، بعد تدمير ممنهج طال شبكة المياه.
ويأتي هذا إضافة إلى الحرمان الدائم من الكهرباء، وهو ما يجعل صيف هذا العام الملتهب الأكثر بؤسا.
وتسبب تراجع مسلحي الحوثي من مطار الحديدة إلى حي الربصة، بإغلاق كامل لأسواق الحطب التي يرتبط مصيرها بعشرات الأفران المنتجة للخبز داخل المدينة، ما دفع الأهالي لشراء الخبز بسعر مضاعف من الأفران القليلة جدا التي تفتح وتعمل بالمشتقات النفطية.
وفى السياق أكد مشاركون في مؤتمر “صناعة السلام في اليمن” بالعاصمة البلجيكية بروكسل، عدم جدية الحوثيين في المشاركة بالعملية السياسية، بدليل عدم الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني في اليمن.
وقال الدكتور فيصل العيان، نائب مدير أكاديمية ربدان بدولة الإمارات العربية المتحدة: إن إمدادات إيران للحوثيين بالسلاح مستمرة منذ الحروب الستة التي بدأت منذ 2004 حتى 2010، مشككا في جدية الحوثيين في المشاركة بعملية سياسية تهدف للسلام باليمن، مبرهنا على ذلك بعدم التزامهم بالتشريعات والقوانين الدولية، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي.
بدوره، قال طاهر بومدرا، الخبير الأممي ورئيس بعثة الأمم المتحدة السابق في العراق، إن هناك لجانا أممية قدمت تقارير حول رفض الحوثيين الانسحاب، ووصول السلاح لهم من إيران.
وأشار إلى أن مجلس الأمن وصلت له تقارير من خبراء مستقلين عن دعم إيران للحوثيين.
وأكد بومدرا أن المطالبة بعدم استخدام القوة لإخراج الحوثيين من الحديدة لأسباب إنسانية “كلام باطل”.
وأوضح أن التقارير التي وصلت إلى مجلس الأمن تؤكد رفض الحوثيين كل الحلول السلمية المطروحة عليهم، ولذلك يجب التعامل بحلول أخرى تحت البند السابع.
وتابع: “منذ بدء الأزمة والانقلاب الحوثي، كانت هناك توصية تفرض عقوبات على الحوثيين، وأخرى تطالب الحوثيين بالانسحاب من كل المناطق وتسليم السلطة للحكومة الشرعية، ولكن ما جاءت به لجنة أممية مستقلة، هو رفض الحوثيين الانسحاب، وأنهم ما زالوا مدعومين من إيران مع وصول سلاح وتمويل لهم من طهران”.