أرشيف صحيفة البلاد

نموذج لمعنى الوحدة والتضامن

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود[/COLOR][/ALIGN]

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحتفل هذا اليوم الأول من الميزان باليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية وهذا اليوم من الأيام المضيئة في تاريخ العرب الحديث فقد تحقق توحيد البلاد في وحدة اندماجية جعلت من التشتت والضعف قوة وحققت بذلك نموذجاً دائماً لمعنى الوحدة والتضامن لقد أرسى المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ورجاله الأبطال أرجاء الوطن داعماً هذه الوحدة ووضع يرحمه الله قواعد جمع شمل أبنائها.
واليوم الوطني نستذكره كل عام حيث يعيد لنا أمجاد أمتنا وبطولات رجالاتنا تحت لواء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.
لقد أمضى الملك عبدالعزيز سنين عديدة في معركة التكوين بذل خلالها جهوداً جبارة مضيئة حتى استتب له الأمر وأذعنت له أطراف الجزيرة وسلمته الأمة زمامها وبدأ معركة البناء العظيم التي نعيشها اليوم بكل دفئها وظلالها الوارفة ويجب أن يثمن الجميع الجهد المبذول في إبراز هذا الكيان الحضاري ونعمل على المحافظة عليه بالالتفاف حول قادتنا المخلصين الذين يبذلون كل جهد لإسعاد وراحة المواطن في هذا البلد والسهر على راحته وتوفير سبل العيش الرغيد له وللمقيم على ثرائه ونعمل على تنميته بالعمل الجاد المخلص الصادق مع الله ثم مع ولاة أمرنا حفظهم الله إن هذه المنجزات أمانة في أعناق الجميع يجب المحافظة عليها وأن نبذل كل ما في وسعنا من جهد لتنميتها وقاد هذه المسيرة المباركة أبناء الملك عبدالعزيز من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله جميعاً ثم جاء عهد سيدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين فأكمل المسيرة وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله ولاشك أن حلول هذه الذكرى من كل عام جديد يذكرنا ببطولة الأباء والأجداد المخلصين الذين وقفوا مع الملك عبدالعزيز في معركة التكوين والتوحيد والحمدلله لقد تحولت بلادنا في مدى سنوات قصيرة إلى دولة عصرية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان بعد أن حققت النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي وفي كل مجالات الحياة العصرية في ظل حالة من الأمن والرخاء لا مثيل لها في العالم بفضل الله ثم بفضل السياسات الرشيدة التي تنتهجها القيادة وفقها الله بحكمتها المعهودة.
في ذكرى اليوم الوطني للمملكة نلاحظ أن مملكتنا الحبيبة لم تعد إقليمية الدور والأثر بل أصبحت قوة دولية حقيقية لها اسمها وإسهاماتها المؤثرة في البناء والدفاع عن حقوق الإنسان والدول والشعوب في الحرية وفي النمو والتطور والازدهار ولها إسهامها البناء في خدمة قضايا الأمن والسلام الدوليين ولها إسهام كبير في تقديم العون بكل أشكاله المصيرية للدول الشقيقة والصديقة التي تحتاج لذلك.
وتمر علينا هذه المناسبة العزيزة على نفوسنا هذا العام وفي هذا اليوم حيث تحتفل المملكة بمناسبة علمية عالمية حيث يفتتح سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) والتي سيحضرها مجموعة من العلماء العالم ودعا إليها زعماء دول العالم وعلماؤه ومثقفوه وسيكون تجمعاً علمياً عالمياً حضارياً تضع المملكة العربية السعودية أمام العالم بأسره بأنها دولة علم وحضارة واقتصاد نسأل الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار ورغد العيش التي نعيشها في هذه البلاد الطاهرة ونحمد الله أن رد كيد الأعداء إلى نحورهم وأبطل نواياهم ومخططاتهم وفضحهم أمام خلقه وأنجى اخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من كيد الكائدين ونحمد الله على سلامته قال تعالى: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور) صدق الله العظيم نسأل الله أن يكشف ستر هذه الفئة الضالة (خوارج هذا العصر) وأن يديم علينا أمننا ورخاءنا واستقرارنا في ظل رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني يحفظهم الله جميعاً وكل الرجال المخلصين من أبناء الوطن مدنيين وعسكريين وأن ينصر دينه ويعلي كلمته إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.