أرشيف صحيفة البلاد

نقل الاتفاق من دائرة الهبوط للمنافسة على البطاقة الآسيوية.. سعد الشهري يحقق ماعجز عنه الآخرون.. ويصلح ما أفسده الفاشلون

الدمام-حمودالزهراني

في الوقت الذي وضع فيه الاتفاقيون أيديهم على قلوبهم خوفاً من المصير، الذي كان يحاصر فارس الدهناء من جميع الجهات، بعد حقل التجارب لعدد من المدربين الذين تعاقبوا على تولي المسؤولية الفنية في الاتفاق منذ بداية الموسم الماضي ابتداء من الإسباني جاريدو مرورا بالصربي ميورداغ يستيش، الذي عانى معه الفريق هذا الموسم لعدم قدرته على قيادة الفريق بالصورة المطلوبة؛ حتى بات الفريق في حالة توهان وانعدام في الثقة والتوازن العام، ووصلت الأمور إلى ذروتها وسط استياء وغضب على المستوى الشرفي والجماهير، وأصبح الفريق في وضح لايحسد عليه.. إلى أن تولى القيادة الفنية المدرب الوطني الشاب سعد الشهري فنجح في تحقيق ماعجز عنه الآخرون، وإصلاح ما أفسده الفاشلون..

البداية الجيدة والانتكاسة
جمع الفريق الاتفاقي خلال الدور الأول 12 نقطة فقط، واحتل مركز لايليق بفارس الدهناء، وبعدها لم يكن أمام إدارة الاتفاق، سوى اتخاذ القرار الذي كان في محله عندما استدعت المدرب الوطني سعد الشهري الذي تولى المهمة في وقت حرج، وقبل التحدي ليبدأ المهمة في الدور الثاني أمام الأهلي، ليخسر الاتفاق 4-1 ، ولكن بالإصرار والتحدي استطاع الشهري أن يعيد ترتيب الأوراق وتوظيف اللاعبين بالصورة المطلوبة، والأهم من ذلك استعادة الثقة والروح لدى اللاعبين وعلى ضوء كل هذه العوامل نجح الفريق في العودة لنغمة الانتصارات في الجولة الخامسة عشرة، فكسب الاتفاق النصر في الدمام 3-2، ثم انتقل لمواجهة الهلال في الرياض وعاد بالتعادل 1-1 ثم خسر من الشباب 3-1 ،

وتعادل مع الباطن 1-1 ثم عادالفريق للانتصارات ليفوز على الفتح 2-1 في الجولة20 ليسجل الفريق تعادل 1-1 مع الفيحاء، وفي الجولة 23 يسجل الفريق فوزا مهما على الرائد 1-صفر، وبعدها اقتنص ديربي الشرقية في الجولة 16 المؤجلة 2-1 ، ليعزز الفريق ترتيبه بالفوز على أحد 3-2 في الجولة 23، ثم تعادل أمام الفيصلي في مؤجلة الجولة 18 ثم كان الفوز المهم والثمين أمام متصدر الدوري الهلال في لقاء الدمام عندما قدم الاتفاق مستواه الحقيقي، وكسب الزعيم 2-1 لينتقل الفريق من المركزالتاسع إلى المركز السادس رافعاً رصيده إلى 33 نقطة، ليدخل الفريق المنافسة بقوة على البطاقة الآسيوية وبالنظر للنتائج ، ومن خلال 11 جولة، نجح الشهري وبدرجة امتياز أن يحقق ماعجز عنه الآخرون، ويصلح ماأفسده عنه الفاشلون، فحقق الاتفاق مع الشهري 21 نقطة من 6 انتصارات، وثلاثة تعادلات في 11 جولة، عكس الدور الأول الذي أنهاه الفريق بـ12 نقطة.

اختيارالأجانب
خلال الفترة الشتوية، ساهم الشهري بشكل كبير في اختيار الأجانب الذين كان لهم حضور بشكل مؤثر وساهموا في الانتصارات، وأبرزهم أحمد الشيخ، وحسين السيد والحارس الدولي الجزائري مبولحي، بالإضافة للتونسي بن يوسف واستمرار العراقي أحمد إبراهيم، والسلوفاكي فليب كيش، ويعتبر أجانب الاتفاق من المميزين في الدوري السعودي للمحترفين.

توهج العبود
النجم عبدالرحمن العبود، الذي كان حبيس دكة الاحتياط مع ميودراغ ، وجاريدو، أعاد الشهري اكتشافه من جديد، ومنحه الضوء الأخضر؛ حتى أصبح أحد نجوم الكرة السعودية، ومن الأوراق الرابحة للاتفاق؛ كصانع ألعاب مميز ومهاري ومراوغ وهداف، ومزعج بشكل كبير للمدافعين ويعقد عليه الاتفاقيون آمالا كبيرة، وهو أبرز النجوم القادمين لخارطة الأخضر السعودي.

الكويكبي حالة استثنائية
النجم محمد الكويكبي، أبوشنب كما يحلو تسميته من قبل الاتفاقيين، يعتبر حالة استثنائية داخل الميدان، ومن أهم أسلحة إتي الشرقية.. لاعب فنان مهاري مراوغ يجيد التعامل بشكل ممتاز مع الكرة، يلعب في أي مكان يختاره المدرب، وهو نجم فوق العادة، ومن أهم الأوراق التي يلعب بها الوطني سعد الشهري.

جماعية الفريق
من خلال المستويات والنتائج التي قدمها ويقدمها الفريق الاتفاقي، وخاصة خلال الدور الثاني، ظهرت أكبر بصمات سعد الشهري الذي لا يعتمد على نجم واحد بل يعمد وينتهج أسلوب الكرة الجماعية، فخلق تنافسا محمودا بين لاعبي الفريق لحجز مكان في التشكيلة الأساسية للفريق.

الجماهير تعود للمدرجات
في الوقت التي كانت جماهير الاتفاق تعزف عن الحضور للمدرجات؛ خاصة بعد الاستياء، والغضب في الدور الأول، أصبحت هذه الجماهير حريصة على الحضور، وتتنقل مع الفريق في الملاعب لمؤازرته، ومساندته، وهو الأمر الذي يعتبر من الإيجابيات التي تسجل لابن الوطن الذي يستحق التقدير والتشجيع ، خاصة أن جماهير الشرقية عامة، والاتفاقية خاصة، تُكن للشهري كل التقدير والاحترام .

الإدارة تؤازر الشهري
لاشك أن الثقة التي وضعتها إدارة المهندس خالد الدبل رئيس النادي وأعضاء المجلس، في الوطني سعد الشهري ومعاونيه، وإعطاءه الضوء الأخضر، وكامل الصلاحيات في قيادة الفريق، كان لها الأثر الكبير فيما وصل إليه الفريق ، خاصة أن العمل الجماعي هو الذي ميز الاتفاقيين، فقدم الفريق خلال الدور الثاني مستويات ونتائج، وحضور في الميدان، والمدرجات.

إشادات
ماقدمة ومايقدمه المدرب سعد الشهري مع الاتفاق من تحد ومنافسة حقيقية ، ومواجهته لكبار المدربين، وحضوره الإيجابي، أنصف المدرب الوطني، وهو الأمر الذي جعل الشهري محل إشادة من النقاد والمحليين والرياضيين .

الهدف البطاقة الآسيوية
في ظل التنافس الكبير بين أكثر من 4 فرق على المركز الرابع؛ من أجل البطاقة المؤهله لدوري أبطال آسيا، والذي بات هدفا للمدرب سعد الشهري، ومعاونيه ولاعبي الفريق الأول ،خاصة أن الاتفاق لديه خبرة آسيوية؛.

إمبولحي اتفاقيا حتى 2021
لاشك أن الدور الكبير الذي لعبه الشهري، في التجديد للحارس الدولي الجزائري إمبولحي، يعتبر من الإيجابيات التي سجلها الشهري مع الفريق، خاصة أن إمبولحي يعتبر قائدا وموجها للاعبين داخل الميدان، والدليل التألق والمستوى المميز الذي يقدمه مع الفريق.

عودة الحياة والتفاف الاتفاقيين
أكد العديد من رموز الاتفاق والشرفيين أن عودة الاتفاق للمستويات والنتائج المميزة، أعاد الحياة للكرة في المنطقة الشرقية، وعاد التفاف الاتفاقيين حول فريقهم في التدريبات، وفي المدرجات، فانعكس إيجابا على الروح المعنوية للاعبي الفريق.

الاتفاق يشعل الدوري
أكد الشارع الرياضي السعودي، أن الاتفاق أشعل الدوري من جديد، وفتح باب المنافسة على مصراعيه بين الهلال المتصدر، والأهلي الوصيف في الجولة 24، وذلك بعدما قلص الفارق بين الهلال والأهلي لنقطة واحدة؛ بعدما كانت 4 نقاط، حين نجح في الفوز على الهلال 1/2.

لم يخسر من الهلال
يعتبر الفريق الاتفاقي هو الرابح الاكبر في دوري المحترفين السعودي هذا الموسم ، بعدما استطاع أن يحصل من الهلال على 4 نقاط ، من تعادل في الرياض 1-1 ، وفوز في الدمام 2-1 ، وهو الأمر الذي لم يسجله أي فريق أمام الهلال هذا الموسم.

الشهري قريب من اللاعبين
يعتبر المدرب سعد الشهري الصديق والأخ للاعبين.. يستمع إليهم ويتحاور معهم في كل صغيرة وكبيرة، و اتفق الجميع على العمل بصمت؛ من أجل فارس الدهناء، وهو ما ميز الاتفاقيين بعد تولي الشهري دفة القيادة الفنية.

الشهري.. زياني جديد
يعتبر الكثير من الاتفاقيين مايقدمه الوطني سعد الشهري مع الاتفاق حالياً امتدادا لنجاحات المدرب الوطني في الاتفاق، وهو بمثابة زياني جديد في الاتفاق، بعد السجل الذهبي الذي حققه الاتفاق مع القدير خليل الزياني على المستوى العربي والخليجي والمحلي، والإنجازات الذهبية التي سجلها التاريخ بحروف من ذهب في صفحاته، ومايقدمه الشهري مع الاتفاق يذكر الاتفاقيين بالزمن الجميل مع الجيل الذهبي.