الرياضة

نظرة فنية على استعدادات الأخضر المونديالية.. محللون ومدربون :قرارات الهيئة واتحاد القدم شتتا الأخضر فنيا

حوار- عبدالعزيز عركوك

أثارت نتائج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ضمن استعداده للمونديال الروسي كثيرا من وجهات النظر المتباينة بين المدربين والمحللين الكرويين.
” البلاد” استطلعت آراء عدد من مدربينا ولاعبينا السابقين عن رؤيتهم لاستعدادات وتحضيرات الأخضر لأكبر محفل رياضي في العالم .

في البداية التقينا بالمدرب الوطني عبدالعزيز العودة ، وطرحنا عليه الآتي:

• كيف تقيم أداء منتخبنا الوطني بعد نهاية المرحلة الثالثة؟
– من وجهة نظري اختيار اللقاءات الودية كانت مميزة للوقوف على أداء اللاعبين، والتي أظهرت العديد من السلبيات الفنية والتي يجب العمل عليها في الفترة القادمة لا سيما أن هناك أكثر من شهرين قبل الدخول في منافسات مونديال كأس العالم.

• ماهي أبرز السلبيات من وجهة نظرك؟
– أولا ارتفاع سقف الطموح لدينا عقب نهاية مواجهة اليابان في التصفيات، والتي أعلنت تأهل منتخبنا لكأس العالم؛ حيث شاهدنا حراكا كبيرا ورغبة في تحقيق نتيجة إيجابية في المونديال، ووضع هدف التأهل إلى أدوار الثمانية؛ ما جعل المسؤولين يتخذون العديد من القرارات العاجلة؛ لتكوين منتخب قوي في فترة وجيزة، ومنها تغيير الجهاز الفني، من المدرب الهولندي مارفيك الذي استمر لموسمين ماضيين، إلى الأرجنتيني باوزا، الذي لم يمكث طويلا، وأخيرا الارجنتيني بيتزي، الأمر الذي سبب حالة من عدم الاستقرار؛ خاصة في اختيار العناصر المناسبة بالإضافة لارتفاع عدد اللاعبين الأجانب في الدوري المحلي إلى 7 لاعبين، وأسهم في قلة المشاركة ومنح اللاعبين السعوديين الفرصة لتمثيل أنديتهم ، إضافة إلى قرار احتراف 9 لاعبين في الدوري الأسباني والذي يعد فاشلا بشتى المقاييس، بعد أن أفقد ثلاثي خط الوسط يحيى الشهري وسالم الدوسري وفهد المولد حساسية كرة القدم بابتعادهم عن المشاركة في المباريات الرسمية والجماهيرية، لأكثر من ثلاثة أشهر سابقة ؛على الرغم من الأهمية الكبرى للثلاثي في تشكيلة منتخبنا الوطني.

*ماهو تقييمك الفني للقاءي أوكرانيا، وبلجيكا ؟
– كما ذكرت سابقا من الجميع أن نشارك أمام منتخبات مميزة، ولكن يجب علينا الاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون بعد ظهورهم غير اللائق، وعدم تقديم مايشفع لهم ضمن مراحل المونديال الإعدادية، بالإضافة لاختيار التشكيلة المناسبة، ومن وجهة نظري أعتقد أن الأجدر بحراسة عرين الأخضر الثنائي ياسر المسيليم وعبدالله المعيوف، مع الإبقاء على ثلاثي منتصف الدفاع أسامة هوساوي وعمر هوساوي ومعتز هوساوي مع إعادة محمد البريك، في الظهير الأيمن، واستمرار ياسر الشهراني في الظهير الأيسر، وتكمن مشكلة منتخبنا الحقيقية في خط الوسط، لا سيما أن منتخبنا لعب المواجهة الأخيرة أمام منتخب بلجيكا صاحب المركز الرابع ضمن التصنيف الدولي، وكأنه منتخب خليجي؛ حيث لم يشرك مدرب منتخبنا محورا دفاعيا مميزا، اعتمد على الأداء الدفاعي الأمر الذي شكل مشاكل كبيرة في التنظيم ولذلك من الضروري الاستعانة باللاعب عبدالملك الخيبري، أو عبدالعزيز الجبرين لعمل ساتر دفاعي قوي إضافة إلى عودة سلمان الفرج الذي يجيد التنظيم وصناعة اللعب وترك الأطراف للثنائي نواف العابد وسالم الدوسري بعد التراجع الكبير الذي شهده مستوى اللاعب يحيى الشهري، وفي خط المقدمة لا أعتقد أن هناك لاعبا أفضل من فهد المولد ليقود هجوم المنتخب في المونديال، ومنح الفرصة أيضا لمهند عسيري بعد الظهور المتواضع للمهاجم محمد السهلاوي .

• ماهو رأيك حول انتقاد معالي رئيس هيئة الرياضة للاعبين ؟
– لا أريد الدخول في مثل هذه الأمور .

• هل ستؤثر الانتقادات الإعلامية على منتخبنا في المونديال ؟
– يجب علينا دعم المنتخب وتقديم النقد الهادف والبناء لتصحيح الأخطاء خلال اللقاءات الودية القادمة، وأن يكون ذلك الانتقاد مبينا على أسس فنية خاصة في الحديث على الجوانب الفنية.

برأيك أين سيصل منتخبنا في مونديال روسيا ؟
من جانب آخر ، طرحنا بعض الأسئلة على الدكتور صلاح السقا، فأجاب بالتالي:

• هل قرب انطلاق المونديال شكل ضغطا على لاعبي منتخبنا الوطني ؟
– من وجهة نظري، لا أرى شيء في ذلك لأن جميع لاعبي العالم ينتظرون وبفارغ الصبر انطلاق المنافسة، لكي يقدموا كل مالديهم؛ لا سيما أن العالم بأكمله سيشاهد البطولة، وبكل تأكيد هناك شغف وترقب من اللاعبين والجماهير وجميع الفئات لانطلاق صافرة البداية.

• بماذا تفسر الظهور غير اللائق في لقاءي أوكرانيا وبلجيكا ؟
– مما لا شك فيه أن جميع المنتخبات تحرص على إقامة معسكرات ولقاءات ودية؛ لاختيار الشكل المناسب قبل الظهور في المونديال وجميع ما شاهدناه لا يوحي بالمستقبل؛ كون الأخضر السعودي لا يزال في مرحلة الإعداد، ولم يستقر على تشكيلة أو أسماء معينة، إضافة لقوة المباراتين الوديتين التي كشفت العديد من الأخطاء يجب العمل عليها في القاءات الودية القادمة، لتفادي الوقوع بها مجددا وتصحيحها، ولو نظرنا إلى أفضل مشاركة لمنتخبنا الوطني كانت في مونديال 94م ، واستطعنا التأهل إلى دور الستة عشر بعد أن قمنا بإعداد معسكر طويل .

• هل تقصد بأن المعسكرات الطويلة ستقدمنا بشكل مميز ؟
– أكيد وأقولها وبكل صراحة بأن اللاعب السعودي غير منضبط خاصة في ناديه، ولذلك فهو بحاجة لمعسكر طويل يسبق المونديال يتم خلاله التركيز بشكل فني من قبل المدرب، والعمل على رفع اللياقة بشكل عاجل لجميع اللاعبين، لتحقيق النجاح والتألق كما سيسهم المعسكر في تجانس اللاعبين مع بعضهم وتنظيم الجوانب الأخرى مثل التغذية السليمة والنوم بشكل كاف، وأيضا إبعاد اللاعبين عن الضغوطات.
ماهو رأيك في انتقاد معالي رئيس الهيئة للاعبين ؟
– كان انتقادا قويا، وأعتقد أنه إيجابي لمنتخبنا وللاعبين للشعور بالمسؤولية، وتقديم كل مالديهم في الفترة القادمة والبعد عن الاستهتار، وفي وجهة نظري ما قاله معالي رئيس هيئة الرياضة يؤكد عدم رضاه على النتائج في اللقاءين الوديين كحال أغلب المتابعين.

• هل سيتأثر اللاعبون نفسيا من الانتقاد الحاد ؟
– لن يتأثروا في حالة توفر الثقة والمهارة لدى اللاعبين؛ لأن الجانب النفسي تربطه علاقة طردية قوية بالثقة والمهارة في كرة القدم، وهنا فكر اللاعب المميز والذي يمتلك الإمكانات بإمكانه تحويل ذلك الانتقاد والضغط إلى مرحلة التحدي وإثبات الوجود.

• هل يحتاج طاقم منتخبنا إلى أخصائي نفسي ؟
– الطاقم الحالي مما لا شك فيه لمنتخبنا يعتبر مميزا ومتكاملا، وفي اعتقادي منتخبنا يحتاج إلى عمل كبير فني، ولياقي .

• تأخر رواتب اللاعبين في أنديتهم.. هل تسببت في تراجع مستوى لاعبينا ؟
– مع احترامي لجميع اللاعبين، هذا أمر غير مقبول إن وجد؛ لأن الجميع مدان لدى الوطن، لتقديم الغالي والثمين ورفع راية التوحيد خفاقة من خلال العمل والجد والمثابرة مع أجل الوفاء والإخلاص للوطن؛ كونهم يمثلون وطنهم من بين الملايين فهذا شرف عظيم لكل من سنحت له الفرصة لخدمة بلاده، وفي حال توفر وجود لاعب يبحث عن المال لخدمة وطنه، فهو لا يستحق ارتداء القميص وبلا شك في المقابل سيحصل اللاعبون عن المميزات مع أنديتهم كمستحقات لهم، ومنتخبنا كتقدير لهم .

• هناك بعض اللاعبين يتخوفون من الإصابات في المباريات الودية.. ماهو تعليقك ؟
– الجميع يأمل في المشاركة في كأس العالم، ويخشى من التعرض لأي إصابة تمنعه من ذلك، ولكن نفس التفكير الذي يخشاه اللاعب بأن الإصابة تبعده من المونديال ربما يتم إبعاده، وهو سليم لأسباب فنية؛ كونه لم يقدم ما يشفع له بالانضمام ولذلك الأمور بيد الله، ويجب على الجميع الاجتهاد ثم الاجتهاد ثم الاجتهاد.

العويران: يجب الدفع بمحور دفاعي
من جانبه، أشار اللاعب الدولي السابق خميس العويران إلى أنه يجب على مدرب منتخبنا الوطني بيتزي المشاركة بلاعب محور دفاعي في المواجهات الودية القادمة لما يشكله ذلك من أمر مهم وجانب مميز لدعم خط الدفاع وربطه بالهجوم، وأضاف بأن لكل مدرب خطته وطريقته وفلسفته المختلفة التي تميزه عن غيره، ولكن بحسب وجهة نظري المتواضعة ، فإنه يفضل اللاعب بمحور دفاعي خاصة أمام المنتخبات القوية.

وأضاف العويران: إن لقاءي المنتخبين الوديين أمام أوكرانيا وبلجيكا شهدتا أخطاء فنية كبيرة، يجب تداركها في اللقاءات القادمة، ولكن مطلوب الاستقرار والثبات على التشكيلة بالاعتماد على الاسماء المتواجدة حاليا؛ كونها الأفضل على الساحة، وحتى يركز المدير الفني على المجموعة بشكل أكبر.

فوال: إعداد المنتخب سيئ
فيما أكد اللاعب الدولي السابق عبدالله فوال أن المرحلة الثالثة لمنتخبنا كانت تجربة سيئة وفاشلة؛ حيث لم يظهر الأخضر السعودي بالمستوى المتوقع والمأمول خلال اللقاءين الوديين أمام أوكرانيا وبلجيكا، مبينا أن هناك أخطاء فنية وأخرى إدارية تسبب في ذلك، ولعل من أبرزها عدم التجديد والمحافظة على المدرب السابق فان مارفيك الهولندي، الذي استطاع قيادة المنتخب إلى بر الأمان ضمن التصفيات، وتمكن من الصعود والتأهل للمونديال وكان من الأجدر المحافظة عليه والوصول إلى حلول وسطية؛ من أجل الإبقاء على خدماته، بحثا عن الاستقرار الفني لمعرفته الكاملة باللاعبين، وأضاف: إن هيئة الرياضة واتحاد القدم أيضا أخطآ في قرار إرسال اللاعبين المميزين إلى الدوري الأسباني وخاصة الثلاثي فهد المولد وسالم الدوسري ويحيى الشهري؛ لاسيما أنهم الأفضل على مستوى خط الوسط بالنسبة لمنتخبنا ولكن بقاءهم ضمن دكة البدلاء أو خارج التشكيلة لفترات طويلة أفقدهم التركيز والانسجام وحساسية الكرة، وذكر فوال بأن المنتخب بحاجة إلى معسكرات طويلة قبل المونديال لتجهيز اللاعبين فنيا ولياقيا ونفسيا بشكل أفضل مشيرا بأن العناصر المتواجدة حاليا هي الأفضل للمشاركة في المونديال مع عودة اللاعبين سلمان الفرج ونواف العابد للقائمة المشاركة؛ لما يقدمانه من مستويات وعطاءات كبيرة.
وطالب المسؤولين والإعلاميين بالوقوف مع اللاعبين ودعمهم خاصة في الفترة الحالية بالابتعاد عن الانتقادات، أو إثارة المواضيع التي لا تخدم الكرة السعودية وتأجيل الانتقادات إلى مابعد الانتهاء من كأس العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *