أرشيف صحيفة البلاد

نظراً لكثرة مافيا الإنترنت .. احذري من الوقوع في فخ المنتديات

كتبت – مروة عبد العزيز
من قبل كان الأسلوب المتّبع في عملية اقتناص الفتيات الوقوف عند مدارسهن وإقامة علاقة مع فتاة يقضي معها وقته بالمكالمات ويبذل ما يستطيع من حيل ومكائد ليصل إليها ويأخذ بغيته، ومن ثم يبدأ بغيرها وهكذا، ولكن بدأت تلعب في السنوات الأخيرة المنتديات وغرف الشات دوراً في ذلك، حيث يقوم شخص أو مجموعة بإنشاء منتدى لا يكلف كثيراً ويقومون بعمل دعائي له لجذب القرّاء، وفي الغالب تكون هذه النوعية من المنتديات معروفة منذ دخولها لأول وهلة أنها لم تصمَّم لتقدِّم نفعاً فجميع مواضيعها منقولة أو مسروقة لا تميز ولا إبداع، ولا عجب لأن الغاية من المنتدى غير ذلك.
و تقوم هذه العصابات بمراقبة أعضاء المنتدى وبمجرد وجود فتاة يبدأون في متابعتها لحظة بلحظة وبمجرد ما أن تقوم هذه الفتاة بإضافة موضوع معين إلا وتجد الردود تنهال عليها بالمدح والإطراء الكاذب المزيف، ومن ثم تبدأ العصابة بجذب هذه الفتاة ببعض الخطوات لتهيئتها لعملية الاختطاف، فمثلاً يقوموا بتثبيت موضوعاتها ويوضع له وسام الشرف أو التميز .
ويتطور الأمر بعد ذلك إلى عرض الإشراف عليها نظراً لتميزها في المنتدى فتفرح الفتاة البريئة في داخلها بهذه الثقة الكبيرة إذ منحت الإشراف على قسم معين، بعدها لابد من تواصل ومراسلة خاصة بينها وبين المشرف العام على المنتدى لتدارس أمور المنتدى ويبدأون في الحديث سوياً على \"الشات\" ويبدأ التعارف ثم المقابلة التي لا تدري الفتاة بأنها مدبرة لها من البداية.
وعن آراء الفتيات حول مدى معرفتها حقيقة بعض المنتديات وإمكانية تعرضها لجريمة ووقوعها في فخ الاغتصاب والاختطاف في يوم من الأيام أوضحت نيرمين رشدي، طالبة في كلية الحقوق جامعة القاهرة، أنها لا يمكن ومن المستحيل أن تعرض نفسها لمخاطرة ومحادثة أي شخص لا تعرفه على منتدى غير معروف فهذه مجازفة خطيرة.
أما سارة سليمان، طالبة في معهد خاص، فقالت إنها حاولت من قبل التعرف على المشرف العام لأحد المنتديات وربطت بينهم تجربة صداقة قوية استمرت لأكثر من 3 سنوات وكان على خلق ومتدين وكانت تعتبره أخاً لها، فليس كل عالم الانترنت والمنتديات عصابات فيجب التأكد فقط من الشخص الذي نتحدث معه.
ولكن حبيبة سيد، طالبة في كلية الهندسة جامعة عين شمس، أشارت إلى أنها من قبل دخلت على منتدى الجامعة وتعرفت على شاب وأقنعها بأنه من طلاب الجامعة ولكن في كلية أخرى، واكتشفت عن طريق الصدفة مدى كذبه وخداعه فهو طالب في مدرسة تجارية ومنتحل شخصية شخص آخر فابتعدت عنه فوراً وفكرت بعد ذلك في أنها لو كانت تحدثت معه أكثر من ذلك لأصبحت ضحية.
وقالت سميرة شوقي، طالبة في كلية الحقوق جامعة عين شمس، إنها لا تتكلم مع أي شخص على الانترنت سوى أصدقائها، منذ أن وقعت صديقة لها في الفخ وتعرفت على شاب وتحدثت معه في أمور شخصية لها وكان يحتفظ بالكلام وبدأ ابتزازها به وتهديدها بأنه سيذهب إلى أخيها وأن يحكي له كل شيء إذا لم توافق على مقابلته.
وقالت نهى محمود، 22 سنة، لم أفكر يوماً ما في المشاركة في أي منتدى نظراً لعدم وجود الأمان فانتشرت العصابات وطرق خطف البنات بالأساليب المختلفة، فلماذا أعرّض حياتي إلى خطورة في يوم ما فلا أحد يمكن الوثوق به لدرجة 100 %، فما بالك بأشخاص لم نعرفهم ويخفون وجوههم على الإنترنت.