الخرطوم ـ وكالات
قال نشطاء في تقرير إن العالم بوسعه توفير الطائرات الهليكوبتر التي تحتاج اليها قوات حفظ السلام في دارفور بسهولة وإن الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي وحدها يمكنها توفير ستة أمثال العدد المطلوب من هذه الطائرات . وغياب الطائرات الهليكوبتر إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه المهمة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في اقليم دارفور بغرب السودان والتي لاتزال بعيدة عن الانتشار بكامل قوتها وتكافح تأخيرات تتسبب فيها الحكومة السودانية وبيروقراطية الأمم المتحدة .
وتحتاج المهمة إلى ست طائرات هليكوبتر هجومية و١٨ أخرى للنقل وواحدة للاستخدامات المدنية لكن الدول التي طلب منها المساعدة قالت إنه ليس لديها اي طائرات متاحة .
لكن تقريرا نشر قال إن دولا كثيرة ستكون قادرة بسهولة على توفير الطائرات الهليكوبتر المطلوبة .وجاء في مقدمة للتقرير كتبها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وكبير اساقفة جنوب افريقيا ديزموند توتو ومبعوث الأمم المتحدة السابق الأخضر الابراهيمي وجراسا ماتشيل النشطة في الدفاع عن حقوق الاطفال \" كثير من طائرات الهليكوبتر تلك رابضة في حظائر يتجمع عليه الغبار أو يطير في عروض جوية في وقت يمكنها فيه أن تنقذ أرواحا في دارفور .
\" يعرض هذا التقرير للمرة الأولى الدول التي تملك طائرات الهليكوبتر الضرورية ويقدر العدد المتاح منها للانتشار في دارفور .\"
وسمى التقرير جمهورية التشيك والهند وايطاليا ورومانيا واسبانيا واوكرانيا كدول يمكنها فيما بينها توفير ٧١ طائرة نقل هليكوبتر بسهولة للمهمة .واضاف ان الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي يمكنها توفير ١٠٤ طائرات . وقال إن الهند – وهي مساهم تقليدي في مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومستثمر كبير في قطاع النفط السوداني – لديها ٢٠ طائرة هليكوبتر فائضة عن الحاجة .
وستكون المهمة المختلطة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي أكبر مهمة لحفظ السلام في العالم تمولها الأمم المتحدة حيث من المقرر أن يبلغ قوامها ٢٦ ألفا من الشرطة والجنود .غير أنه لم يتم نشر سوى نحو ٩٥٠٠ فقط حتى الآن لمراقبة اقليم دارفور الشاسع .وقال التقرير الذي جاء في ٣٦ صفحة إنه كان بوسع طائرات الهليكوبتر انقاذ الارواح خلال مكمن نصب للقوة المختلطة في الثامن من يوليو تموز قتل خلاله سبعة من أفرادها وأصيب ١٩ آخرون بجروح خطيرة .
وأعد التقرير خبير الطيران توماس ويتنجتون وأيده ٣٠ من جماعات حقوق الانسان والمركز البحثية .وقفزت دارفور الى جداول الأعمال العالمية بعدما وصفت واشنطن الصراع في عام ٢٠٠٤ بأنه ابادة جماعية .وبدأ الصراع بعدما حمل متمردون أغلبهم من غير العرب السلاح منذ نحو خمس سنوات ونصف ضد الحكومة المركزية وتشير تقديرات إلى أنه تسبب في مقتل ٢٠٠ ألف شخص وأجبر ٢٫٥ مليون آخرين على النزوح عن ديارهم .ويرفض السودان الاتهامات بحدوث ابادة جماعية وقاوم تحركات من جانب المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الرئيس عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب .وقال سالم أحمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي السابق إلى دارفور إن التقرير الجديد \" سينسف الاسطورة \" القائلة بأنه في ظل الالتزامات الدولية في حربي العراق وافغانستان فإنه لا توجد طائرات هليكوبتر كافية للقوة المختلطة في دارفور .وقال في مقال بصحيفة \" انترناشونال هيرالد تريبيون \" ان القوة المختلطة \" وصفت بأنها أكثر مهام حفظ السلام طموحا على الإطلاق .انها ايضا إحدى أقلها حصولا على الدعم .
\" القوة المختلطة بين الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة مثال لحفظ السلام بتكلفة رخيصة ..بنتائج كارثية .\"