أرشيف صحيفة البلاد

نزيف الانقلاب يستمر .. والحوثي يغتال مستقبل 23 ألف طفل

عواصم ــ وكالات

أكدت دولة الإمارات، في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن الدولي على التزام تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة، بالخطة الإنسانية والعمل الإغاثي للشعب اليمني، لاسيما في محافظة الحديدة، مشيرة إلى خطة الطوارئ التي أعلن عنها التحالف لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

واتهمت الرسالة ميليشيات الحوثي بمفاقمة الوضع الإنساني في الحديدة عبر زرع الألغام ومنع وصول المساعدات، واستخدام الملف الإنساني كورقة مساومة.

كذلك أكدت إنشاء التحالف لثلاث مستشفيات رئيسية و19 مركزاً صحياً في الحديدة وتعزيزها بالإمدادات الطبية، وتجهيز فرق ومعدات بناء الميناء والخدمات اللوجستية لإصلاح أي ضرر تسبب به الحوثيون في ميناء الحديدة.

وطالبت المجتمع الدولي بإدانة انتهاكات الحوثي وجرائمه ضد الشعب اليمني، مؤكدة دعم التحالف للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث.
وأشارت إلى أن الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على السعودية وصلت إلى 150 وتؤثر على حياة المدنيين.

الى ذلك نقلت “قناة العربية” عن موفدها في نيويورك، ان الميليشيات رفضت مقترحات الأمم المتحدة بالانسحاب من الحديدة ومينائها، وتسليم إدارتها للأمم المتحدة. وقد أبلغ غريفيث مجلس الأمن الدولي رفض الحوثيين.

من جانبه، اكتفى مجلس الأمن بالمطالبة ببقاء ميناء الحديدة مفتوحاً أمام المساعدات الإنسانية، داعياً كل الأطراف للمضي قدماً نحو حل سياسي.

في غضون ذلك كشفت الحكومة اليمنية عن أرقام مخيفة لتجنيد الانقلابيين الحوثيين لأطفال يمنيين، للزج بهم في المعارك التي يخوضونها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل.

وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال، إن الحوثيين قاموا “بتجنيد ما يزيد عن 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية العام الحالي 2018”.

وأضافت: “إن استمرار مليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، واختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك تمثل جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل”.
وأكدت أن الانقلابيين تسببوا في دفع أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل، جراء ظروف الحرب.

وأشارت إلى أن الميليشيات الموالية لإيران “حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين”.

واتهمت الوزيرة الحوثيين “بقصف وتدمير ألفين و372 مدرسة جزئيا وكليا، واستخدام أكثر من 1500 مدرسة أخرى كسجون وثكنات عسكرية”.

ويأتي لجوء الميليشيات الانقلابية إلى استخدام الأطفال في ساحات القتال إلى تراجع ونقص أعداد المجندين لديها، وذلك بعد مقتل أعداد كبيرة منهم، وامتناع كثيرين عن المشاركة في الحرب العبثية التي يخوضونها بالنيابة عن إيران.

وفى السياق أفادت مصادر عسكرية وطبية لـ”سكاي نيوز عربية”، امس “السبت” بمقتل أكثر من 45 عنصرا من ميليشيات الحوثي الإيرانية بغارات مقاتلات التحالف العربي في مديرية التحيتا، جنوبي محافظة الحديدة في الساحل الغربي لليمن خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

وذكرت المصادر أنه جرى أسر عدد من مسلحي الميليشيات الانقلابية، كما استقبلت مشافي الحديدة عشرات القتلى والجرحى من المليشيات.

وكانت ساعات الليل الماضية قد شهدت مواجهات بين قوات الشرعية والحوثيين، حيث حاول الانقلابيون استعادة المواقع التي خسروها في مديرية التحيتا، فيما شنت مقاتلات التحالف عدة غارات استهدفت تجمعات ومواقع الانقلاب في المنطقة.

ونجحت قوات لاشرعية وبإسناد من مقاتلات التحالف، وبعد عملية التفاف، من اقتحام المدينة من الجهة الشمالية عبر محور المجيليس.

واستمرت المواجهات لساعات طويلة حتى تمكنت قوات دعم الشرعية من التقدم والسيطرة على مباني مصنع التمور وصولا إلى إدارة الأمن وإدارة التربية والاتصالات والبريد، وقامت بقطع طريق إمداد الحوثيين في مثلث زبيد التحيتا المغرس، حيث دارت مواجهات عنيفة تراجع خلالها الحوثيون إلى الجهة الغربية من المدينة، وتحصنوا في بعض المباني ومنها الجامع الكبير وجامع الشيخ.

وردا على تقدم قوات الشرعية في المنطقة، قام الحوثيون بتفخيخ بعض المباني، حيث أفادت مصادر ميدانية بتدمير مدرسة في مركز مديرية التحيتا، كما قصفت الميليشيات الموالية لإيران خزان المياه الرئيسي في المدينة، ما أدى إلى زيادة معاناة المواطنين في المدينة.

وسيساهم تحرير مديرية التحيتا في قطع طرق التسلل الحوثية إلى الخط الساحلي في الفازة والمجيليس والطور، كما أنها تمثل نقطة لانطلاق القوات المشتركة لتنفيذ عمليات عسكرية باتجاه الجراحي وزبيد.