مكة المكرمة – احمد الاحمدي
اختتمت ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ 43 تحت عنوان “شرف الزمان والمكان .. في طمأنينة وأمان” أعمالها أمس بعد أن عقدت على مدى يومين تحت رعاية وزير الحج والعمرة رئيس اللجنة العليا للندوة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وذلك بفندق هيلتون للمؤتمرات بمكة المكرمة ، بمشاركة نخبة من كبار علماء ومفكري ومثقفي وأدباء العالم الإسلامي .
وخلصت الندوة في بيانها الختامي لجملة من التوصيات في مقدمتها التأكيد على استمرارية هذه الندوة المباركة لأنها من المظاهر الكريمة في العلم والمعرفة ومن المنافع المشهودة في الحج ، وحث الدعاة في الحج على الدعوة إلى السلام ونشر الأمان وقيم التسامح والمحبة في الإسلام معبرة عن تأييدها للمنهج الشرعي الذي تقوم عليه المملكة العربية السعودية وتطبيقها للكتاب والسنة في جميع أنظمتها وقراراتها وإجراءاتها للحفاظ على السلم ونشر الأمان .
وعبر البيان عن تثمين وتقدير المشاركين للجهود العظيمة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- لتحقيق السلم ووحدة الصف وجمع كلمة المسلمين ، حاثة على نشر نصوص الكتاب والسنة المؤصلة لتحقيق الاطمئنان والأمان ، كما أوصت العلماء والدعاة وطلبة العلم بإرشاد الناس وتوجيههم ، لا سيما الشباب إلى أهمية اجتماع الكلمة ونشر الوسطية والأمان .
كما رفع المشاركون في الندوة شكرهم وعظيم امتنانهم لسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ، وسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية على متابعته مناشط وزارة الحج وفعالياتها , فيما قدموا الشكر والعرفان لمعالي وزير الحج والعمرة ومعالي نائبه وكافة منسوبي وزارة الحج والعمرة على الجهود الكبيرة في تنظيم الندوة كما شكروا اللجان العاملة في الندوة على حسن الإعداد وجودة التنظيم وجميل العناية بالمشاركين والحضور .
وأوصوا بعمل مطويات من بعض ما ورد في أبحاث هذه الندوة مثل موضوع “الاطمئنان في الحج” وترجمتها إلى كافة لغات العالم وتوزيعها على الحجاج بقصد تثقيفهم بالقيم التي تحقق الأمان والاطمئنان في الحج والعمل على إصدار موسوعة علمية عالمية عن مصالح وغايات الحج وترجمتها إلى لغات العالم المختلفة إضافة للسعي إلى تحويل مفاهيم الأمان والاطمئنان إلى مشروع حضاري أخلاقي عملي من خلال تطبيقه عمليا على مستوى الأفراد ، والأسر ، والمجتمعات .
كما أكدت الندوة أهمية الحث على تطبيق مضامين خطبة الوداع بصفتها منهج شامل لكافة جوانب الحياة ، والاستفادة من الدروس في الحرمين الشريفين والبرامج الأكاديمية المقدمة فيهما مشددة على أهمية تقديم العلماء والمفكرين والإعلاميين مضامين ناضجة ، مدعمة بالنصوص ، ومقدمة بمهنية ، يتم من خلالها إبراز منهج السلف الصالح القويم .
ورأت الندوة أهمية تفعيل مقصد السلام والاجتماع والتآلف في منظومة التربية والتعليم ، وتضمينُ مناهج التعليم في المستويات المختلفة لنصوصٍ من الكتاب والسنة متضمنةً الأمر بالاجتماع ، ومؤكدةً الحِّفاظ على اللُّحمة الوطنيَّة، والمكتسبات المشروعة الحافظة لكيان الأمَّة ومقوماتها ونشر السلام والوئام ، ووضع خطة استراتيجية دولية لنشر أهمية الأمان والاطمئنان في الحياة و معالجة ظواهر التطرف والغلو والإرهاب .
ونوهوا بضرورة تعظيم الشعائر كما وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاهتمام بالعلم الشرعي ونشره ومحاربة الجهل ومراجعة المصطلحات الشرعية والفقهية ومعرفة مراد المتحدث واختيار ما هو أرفق بالمسلم مع مراعاة الظروف والأحوال ، منوهين بما سعت إليه ندوة الحج الكبرى في دورتها لهذا العام من إبراز الدور الثقافي والحضاري والأمني والاجتماعي الذي تضطلع به المملكة لخدمة الحج والحجيج وإلقاء الضوء على أهم الإنجازات والمشروعات الرائدة والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لخدمة المسلمين خصوصاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- .
وأشادوا بترسيخ الندوة مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج عبر تواجد هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج والتواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية وإرساء قواعد العمل الجماعي الموحد لأبناء العالم الإسلامي في الرد على الشبهات التي تحوم حول العقيدة والأمة والثقافة إضافة للتعريف بإنجازات الوزارة لخدمة الحج والحجاج والمعتمرين وذلك إسهاما منها في تنفيذ سياسة الدولة الهادفة لتقديم أفضل الخدمات لهم .