[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ممدوح لمفون[/COLOR][/ALIGN]
شاهدت كما شاهد الكثيرون ما آلت إليه الأحداث المؤسفة بين الدولتين مصر والجزائر بعد اللقاء الذي جمعهما في ( المريخ ) وانتهى بتأهل الجزائر لنهائيات جنوب أفريقيا 2010 ، وقد سبق و أن حذرت في مقالي السابق من إساءة استخدام الإعلام وأنه قد يكون سبباً في الانهيار ولكن للأسف لم أجد أذناً صاغية ، وها هو ما حذرت منه قد بدأ يطل برأسه بين البلدين والشعبين اللذين يجمعهما الدين قبل أي شيء آخر ولن أقول كما قال ( إبراهيم حجازي ) عبر برنامجه ( دائرة الضوء ) حين اتصل به أحد المتداخلين وقال بأن مصر والجزائر شعبين يجمعهما الدين واللغة فعلّق حجازي قائلاً ( مصر ليست كلها مسلمين وأن فيها مسيحيون ) وكأنه يتبرأ من أن يطلق على مصر ( دولة إسلامية ) بحكم أن فيها مسيحيون حسب قوله ، و بالطبع أن ما قاله يعد أمراً خطيراً إذا ما كان يعنيه بالفعل فرفضه بأن يطلق على المصريين بالمسلمين فيه إشارة شبه مؤكدة بأنه لا يفتخر بأن يقال على مصر بأنها دولة إسلامية برغم يقيني التام بأنه و إن كان بمصر شعب غير مسلم فهم قلة مقارنةً بعدد المسلمين وبالطبع أن لهم حقوق وجوار بحكم أنهم من ( أهل الذمة ) ، ومن المؤسف حقاً أن يصل الحال ببعض العرب المسلمين بأن يتفاخروا بعروبتهم ويتناسوا إسلامهم ويقدمون عروبتهم على إسلامهم لدرجة أننا نسمع كثيراً عبر وسائل الإعلام المختلفة لفظة ( الأمّتان العربية والإسلامية ) في الوقت الذي يخبرنا المولى عز وجل في كتابه العزيز بأننا أمةً واحدة ولسنا أمّتين ( عربية وإسلامية ) كما يقولون فيقول تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) ، ولكن يبدو أن ما يعاني منه معظم العرب من الذل والهوان في هذا الزمان سببه اعتزازهم بغير الإسلام والدليل أنه قد تحققت فيهم مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال ( نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ) ، ولهذا ومن خلال هذا المنبر أناشد إخوتي في الله سواءً في مصر أو الجزائر بأن يوقفوا هذه الحملات الإعلامية سواءً على مستوى القنوات الفضائية أو على مستوى الصحف الورقية أو الإلكترونية أو على مستوى الشبكة العنكبوتية وعبر المواقع و المنتديات المختلفة بشكلٍ عام ، فما يشاهده أبناء العالم الإسلامي من تراشق إعلامي بين الطرفين وقيام المصريين باختراق مواقع جزائرية وقيام الجزائريين باختراق مواقع مصرية على ( الإنترنت ) أمر مخجل يفتح المجال للحاقدين على الأمة الإسلامية ( للشماتة ) وزرع المزيد من الفرقة و الانشقاق فيما بينهم وستظل مصر والجزائر دولتين مسلمتين ولن أقول عربيتين فالإسلام أهم من العروبة شاء من شاء و أبى من أبى .
( بين السطور )
أسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يهدىء النفوس بين إخواننا المصريين و الجزائريين وأقول لهم تذكروا أن ما حدث كان بسبب ( كرة قدم ) فلا تغلقوا جميع الطرق فيما بينكم بتعرية كل شعبٍ للآخر واجعلوا لأنفسكم ( خط رجعة ) تسلكوه جميعاً إذا ما حدث الوئام المنشود وهذا متوقّع بإذن الله .
[email protected]