الأرشيف محليات

نجران ..تراث حضاري وصناعات وحرف عريقة

نجران – واس
تعد منطقة نجران من المناطق الغنية بتراثها الحضاري الذي ورثته عبر مختلف مراحلها التاريخية والحضارية ويظهر ذلك جلياً في تعدد الحرف والصناعات التقليدية التي تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً عريقاً .
وفي جولة لوكالة الانباء السعودية على مواقع الصناعات التقليدية والحرف اليدوية بنجران برز تنوع وعراقة الصناعات والحرف التي شملت كل متطلبات الحياة اليومية حيث تعددت اشكالها واحجامها والوانها وموادها الخام حسب استخداماتها واغراضها وادى تعدد وتنوع الصناعات والحرف الى تنوع خصائصها الفنية التي عكست ذوق ومهارة الحرفيين وتنوع ثقافاتهم .
وتمثل صناعة الخناجر والجنابي ابرز الصناعات التي لاتزال قائمة في منطقة نجران ولها اهميتها الكبيرة لاهالي المنطقة بصفتها زياً تقليدياً هاماً حيث تعد الجنابي والخناجر قديماً ترمز للشجاعة وتستخدم سلاحاً للدفاع عن النفس واستمرت حتى الان رمزاً للاصالة ومصدر للفخر وزياً للمناسبات ولذلك لاتزال صناعة الخنجر من ابرز الصناعات التقليدية القائمة في منطقة نجران حيث تصنع من الحديد بمقبض يصنع من قرون بعض الحيوانات ويحلى بقطع فضية او ذهبية في حين يصنع الغمد من
الخشب المغطى بالجلد او بصفائح من الفضة ويثبت الغمد في حزام من الجلد ويوجد حالياً في منطقة نجران سوقاً يختص بصناعة وصيانة وبيع وشراء الخناجر .
كما تعد الصناعات الفخارية من اهم الصناعات قديماً ولاتزال تحظى باهميتها حتى الان حيث عثر على مواد فخارية في نجران تدل على ان هذه الصناعة كانت معروفة منذ الفترة السابقة لحضارة جنوب الجزيرة العربية واستمرت وتطورت مع مرور الوقت ولاتزال صناعة العديد من الاواني الفخارية بنجران رائجة حتى الوقت الحاضر ومنها البرمة وهي قدر للطبخ والتنور ويعد فرن للخبز والزير وعاء لتبريد وحفظ الماء والمدهن وعاء لتقديم الاكل والجمنة وعاء لاعداد القهوة .
اما الصناعات الخشبية فتعد من اقدم واكثر المواد التي استخدمها الانسان حيث تم استخدامها من العصر الحجري عندما كانت الفؤوس ورؤوس السهام الحجرية تثبت في مقابض خشبية ومنذ ذلك الوقت تعددت المصنوعات الخشبية خلال مختلف العصور فشملت الابواب والشبابيك والاواني المنزلية والادوات الزراعية والصناعية وغيرها وتشمل الاقداح والمكاييل والصحاف والصناديق والسرر والتي يتم تزيين العديد منها بالزخارف الهندسية والكتابات والقطع المعدنية وكان يستخدم في النجارة خشب شجر السدر – الاثل – بعد تجفيفة حيث تصنع منه الابواب والنوافذ والاقداح الخشبية .
كما تعد صناعة النسيج والحياكة في منطقة نجران احدى الفنون الهامة والتخصصات المختلفة منها ماهو ضروري في حياة السكان اليومية مثل الخدر والخيام والفرش والملابس ومنها ماهو كمالي مثل العمائم والشمائل والاقمشة التي زينت بمختلف الالوان والمناظر حيث تختلف المنسوجات باختلاف مادة النسيج حيث اشتهرت نجران بجودة صناعته واتقانها والحرص على اناقتها ومن المنسوجات الصوفية التي لازالت قائمة المجرة وهي فراش صغير ورداعة فراشاً صغيراً ايضا والهدر وهو فراش طويل وعريض والبساط وغالباً مايكون اسود والساحة وهي الفراش والخرج حاوية لحمل الامتعة والبطانة لتبطين بيوت الشعر والعذر للجمال والقلائد للخيول .
وتبرز الصناعات الجلدية في منطقة نجران كاحد الجوانب الفنية التي مارسها سكانها منذ عصورها القديمة وقد استخدمت جلود البقر والجمال والاغنام والماعز بعد دباغتها وتجهيزها ومن اشهر الصناعات الجلدية الاحذية وقرب الماء والدلاء والجراب والمزاود والعياب وهي التي تخزن بها الحبوب وصناعة السروج واللجام والرسن والميزب وهي اداة تستعمل لحمل الاطفال الرضع والمسبت وهو حزام من الجلد والمسب والعصم والرهط وهو نوع من فرش واغطية الشتاء .
وبذلك يتضح ان الحرف اليدوية والصناعات التقليدية تعد في منطقة نجران جانباً منتجاً من حياة المجتمع النجراني حيث تتداخل الحرف في مدلولها العام مع مفهوم الصناعات التقليدية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *