أرشيف صحيفة البلاد

ميزانية التعليم .. في كل بيت مع بدء العام الدراسي.. أولياء الأمور بين (مقصلة التعليم الأجنبي والأهلي) .. و(الحكومى) يكسب

جدة : أميمة الفردان

ما أن يبدأ العام الدراسي الجديد حتى تقع الأسر السعودية في ” حسبة التعليم “..حيث تبدأ التخطيط المالي لميزانيتها المتعلقة بتكلفة أبنائها خلال عام دراسي كامل… واذا كانت تكلفة الطالب 21 الف ريال سعودي لكل طالب حسب آخر دراسة اجراها مجلس الشورى في عام 2015م تؤخذ من خزينة الدولة ؛ فإن الأمر يختلف كلياً اذا دخلت البيت السعودي لتسمع المبالغ الخيالية التي تشمل القسط المدرسي. ..وهذا هو حال كثير من الأسر التي اتجهت للتعليم الأهلي والتعليم في المدارس العالمية؛ ناهيك عن تكلفة القرطاسية والأنشطة والرحلات والأيام العالمية التي يتم الاحتفال بها داخل الحرم المدرسي وتتطلب مبالغ إضافية..وفوق كل ذلك تأتيك ميزانية خاصة للمواصلات يتحمل عبئها رب الأسرة لتكون الضربة القاضية لتكاليف الدراسة.

“البلاد” استطلعت المشكلة مع بعض الآباء والأمهات حول تكلفة الطالب … مدارس التعليم الأجنبي

•”الإنترناشونال سكول”.. الوجهة الوحيدة التي وجدناها تحكي معاناة الأهل الحقيقية؛ رغم اختيارالاباء لها لكونها “تضمن لأبناءنا مستقبل مشرق على مستوى فرص التعليم الجامعي والتخصصات الجيدة”
هذا ما أوضحته ولاء كابلي ام لثلاثة أبناء في المراحل التعليمية الثلاثة والتي تقول “متوسط القسط المدرسي لا يتجاوز حاجز الـ 30 الف ريال لكل مرحلة يتم دفعها على فصليين دراسيين كما هو معروف؛ وتستطرد الام ومع ذلك المشكلة ليست فى هذه التكلفة ؛ بل في المبالغ التي يتم دفعها فى امور اخرى ولا تكون ضمن الأقساط مثل تأمين مقعد دراسي بقيمة 4000 ريال للطالب المستجد؛ و2000 ريال لطالبة المرحلة الإنتقالية؛ وأيضاً هناك قيمة الكتب وتبلغ 5000 ريال؛ طبعا دون أن ننسى بند الأنشطة والرحلات والذي يضم تحته أمور كثيرة وصلت قيمتها الى 2500 ريال بعد ان كانت 600 فقط؛وتضيف كابلي مع الأسف ان المواقع الإلكترونية للمدارس تخدعنا بوضع قيمة القسط فقط وكثيرون يعتقدون أن تلك هي التكلفة الإجمالية!”.

50 ألف ريال سنويا!!
•من جهتها أوضحت سوسن الياس ام لطفلين في المرحلة الإبتدائية في الصفوف الثالث والسادس الإبتدائي؛ ان القسط المدرسي يختلف حسب المرحلة الدراسية حيث تبلغ تكلفة أبنائها سنوياً خمسين الف ريال؛ بعيداً عن مصاريف القرطاسية التي تضع لها حداً من اول العام؛ معتمدة على توفير الاحتياجات الأساسية بميزانية معقولة؛ دون الوقوع في فخ “الفشخرة”، مشيرة على اعلان جرير الذي تم تداوله مؤخراً.

وقالت “ليس من المعقول دفع 300 ريال قيمة لحقيبة مدرسية واحدة، انا شخصياً ادفع هذا المبلغ قيمة حقيبتين لعام واحد”.

36 الف ريال للسيارة فقط
• مازن كابلي أب لأربعة أبناء في مراحل دراسية مختلفة؛ بنتين وولدين يقول بثقة : “مشكلة الأقساط المدرسية اعتدنا عليها منذ سنوات واصبحت لا تشكل عبء طالما هناك تخطيط مالي لها منذ بداية العام؛ والقرطاسية على مدار العام تكلف الإبن الواحد من 1000-1500 ريال سنوياً؛ لكن هناك معضلة حقيقية هي المواصلات التي تستنزف كثيراً لعدم توفر نقل مدرسي يريحنا من عبء السائق الذي تترتب عليه مشكل اخرى هي صيانة السيارة؛ التي تكلف بين راتب السائق والصيانة والبنزين متوسط قيمة 36 الف ريال!”.

المدارس الأهلية.. بلا جودة
• ولأن تكلفة الطالب في المدارس الأهلية لا تختلف كثيراً عنها في شقيقتها العالمية… بل هناك ما هو أسوأ حسب تعبير وفاء أبو النور ام لبنت واحدة في المرحلة الثانوية والتي تبلغ كلفة تعليم ابنتها 30000 ريال، “مشكلة المدارس الأهلية أننا ندفع مبالغ كبيرة؛ لا تقل عن متوسط ما يتم دفعه للمدارس العالمية؛ لكن بإختلاف في جودة المنتج وهو ابني وبنتي؛ الأمر الذي يلعب دوراً في اختيار التخصص الجامعي بالإضافة للعقلية التي يفكر بها الطالب”.

وتشير أبو النور إلى أن القرطاسية ومشكلة المواصلات هي أمور اعتدنا عليها منذ سنوات واصبحت طقس مهم من طقوس العودة للمدارس واضافت وهي ممتنة “الحمدلله آخر بنت وآخر سنة، وسوف ندخل معمعة الرسوم الجامعية وتوابعها!”.

التعليم الحكومي يكسب
•يبدو أن كفة الميزان ترجح التعليم الحكومي؛ كونه بدون تكلفة تثقل على ميزانية الأهل؛ كون الدولة تكفلت بكل شيء؛ إلا ما يجده الأهل ضرورة من قرطاسية تغطي على الاحتياجات الأساسية للطالب؛ فيما تبقى الوجاهة و “الفشخرة” سيدة الموقف في رفع سقف الميزانية للعام الدراسي، بحسب ما اوضحت نسوم خلوفة طبيبة وام لأربع ابناء، قائلة ” لا احب أن اشتري لا بناءي وبناتي إلا ما يلزم وبقيمة معقولة؛ لكن احياناً اضعف أمام الحاح بناتي واجد نفسي مضطرة لتلبية بعض الطلبات بأسعار لا اجد لها مبرراً حقيقياً سوى رغبتهن في اقتناء حقيبة معينة او ما شابه”.