جدة -وليد الفهمي
دأبت محطات الوقود على الترويج لمياه الشرب مجاناً أثناء تعبئة السيارات بالبنزين في إجراء لجذب المستهلكين وإغراء الزبائن، غير أن ذلك العرض قوبل بالاشمئزاز والسخط من قبل بعض المواطنين، كون الأمر يتعلق بالصحة وسلامة المستهلك.
(البلاد) رصدت بالقلم والصورة هذه العملية الترويجية عن طريق توزيع عبوات مياه الصحة مع كل عشرة أو عشرين ريال بنزين يعبئها المستهلك في مركبته إلا أن ضعف الرقابة من قبل الجهات المعنية اسهمت وبشكل كبير في تفشي هذه الظاهرة دون أي تفاعل يذكر.
وأوضح عدد من العمال التقتهم (البلاد) أن تلك “العادة” كما اسموها موجودة منذ ما يقارب السبع سنوات ولم ترصد أية مخالفات ضدهم وأنها عبارة عن تحفيز لأصحاب المركبات لاستخدامها إما في تنظيف الزجاج أو شربها إن تطلب الأمر ذلك.
مصادر في أمانة محافظة جدة بينت أن الأمانة لا تترد في استقبال أي بلاغ وتعمل على التأكد من طرق التخزين وتاريخ الصلاحية وعدم تغير الخواص المكونة للمنتجات بغض النظر عن مكان التوزيع أو البيع.
(البلاد) عرضت تداعيات هذا الموضوع على اخصائية التغذية فيفان وهبي التي أوضحت بدورها أن هناك دراسات عربية وعالمية عديدة تحذر من خطر عرض عبوات المياه خارج البرادات سواء كانت في محطات الوقود أو عند الباعة المتجولين أو ترك قارورة المياه في السيارة تحت أشعة الشمس لمدة طويلة أو في المحلات الصغيرة التى تعرضها في الخارج تحت أشعة الشمس الحارقة وغالباً ما ترتبط هذه الدراسات بخطورتها على الصحة وعلاقتها بالأمراض السرطانية.
وبينت وهبي أنه بتعرض عبوات المياه للحرارة فأن المواد الكيماوية المصنعة سوف تؤثر على صحة الإنسان دون شك في ذلك، ولكنها تغيب عن ذهن المستهلك الذى يفرح بهدية قارورة المياه المعرضة طوال اليوم لأشعة الشمس في محطات الوقود مثلاً ، أو عند الباعة الجائلين الذين يعرضونها على المارة في أوقات الحر. لقد غاب عن هؤلاء خطورة شرب هذه المياه التي تغير لون مغلفاتها إثر تعرضها لوقت طويل لحرارة غير مناسبة كما أنهم غير مدركين خطورة تفاعل المواد المصنعة البلاستيكية مع أشعة الشمس .
وأضافت وهبي:” يهمنا هنا أولاً: تحلل المواد الكيميائية التي تتكون منها العبوة البلاستيكية “بولي ايثلين” نتيجة تعرضها لأشعة الشمس والتى تتحول إلى مواد مسرطنة.
وثانياً: نمو الطحالب وتكاثرها إن وجدت داخل المياه بتعرضها للأوكسجين والشمس وهما العاملان الأساسيان في عمليه التمثيل الضوئي” .