دولية

مونديال قطر .. عام من الرفض العالمي

جدة ــ وكالات

بدون أي تردد يمكن القول ان المقاطعة العربية لقطر نجحت في عامها الاول في تعرية إجرام الحمدين ونبهت العالم لخطورة إقامة المونديال بالدوحة، ما أدى إلى موجة من الرفض الدولي واسع تعرضت له الدويلة على مدار عام بسبب فسادها وانتهاكاتها في ملف تنظيم كأس العالم 2022، والذي ثبت أنه نتيجة لاستخدام الرشى من قبل تنظيم الحمدين لرموز فيفا.
وشهد مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم بمدينة زيوريخ تظاهرات حاشدة في يوليو 2017، للمطالبة بفتح تحقيق دولي في انتهاكات حقوق عمالة الدوحة، وفي سبتمبر من العام ذاته أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، رفضه إقامة مونديال 2022 في الدوحة واعتبرها مغامرة خطيرة، واستنكر إصرار فيفا على إقامة البطولة رغم شبهات الفساد المالي والإداري، فيما قادن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفض بلادها لإقامة كأس العالم بدويلة ملطخة بالفساد، وطالبت بفتح تحقيقات عاجلة في تجاوزات الملف القطري.

أما رئيس فيفا السابق، جوزيف بلاتر فقد شعر بتورطه مع دويلة الإرهاب، فصرح للمحققة بونيتا مرسيدس بحصول الدوحة على البطولة بالفساد، وفضح تخصيص قطر مبلغ 100 مليون دولار لشراء التصويت.
وأعلن المدير الطبي للفيفا جيري دفوراك، في فبراير الماضي، استنكر إقامة المونديال بالأراضي القطرية، وأبلغ اللجنة التنفيذية أن البطولة تمثل خطرا على اللاعبين والجماهير والمسؤولين، واعتبر أن أجواء الدوحة غير ملائمة تماما لاستضافة البطولة الأبرز عالميا.

أما صحيفة “ذا صن” فقد كشفت عن حصولها على وثائق تضع الاستضافة في مهب الريح، مؤكدة أن تنظيم قطر للبطولة خطأ كبير، بينما فتحت منظمة النزاهة الرياضية تحقيقا عاجلا في تجاوزات الفساد القطرية، لتأتي تسريبات من فيفا تؤكد طرح ملف الاستضافة للتصويت مرة أخرى قريبا.
وفى السياق نظمت منظمة النزاهة الرياضية مؤتمرا، الخميس الماضي، عقد في أحد الفنادق الكبرى في لندن لإلقاء الضوء على الفساد المستشري داخل الفيفا، والقرار غير الشرعي بمنح قطر تنظيم كأس العالم، حيث وصف المشاركون في المؤتمر قرار منح قطر تنظيم مونديال 2022 بأكبر قرار فساد تم اتخاذه في تاريخ الرياضة.

وخلال مشاركته في إحدى جلسات الحوار حول الملف القطري لعام 2010 المثير للجدل، قال الصحفي الألماني جينس فاينرايتش “لقد كان أكبر قرار فساد على الإطلاق في تاريخ الرياضة”. وأضاف “المستويات الضخمة من الأموال التي قدمتها قطر تسبب في صدمة حتى للأشخاص الذين كانوا متورطين في قرارات فاسدة أخرى في السنوات السابقة”.
وعاد الصحفي الألماني ليؤكد “أنه تم تصميم العملية برمتها للتستر على الفساد. يمكنك بسهولة تصميم عملية شفافة للتركيز على الجوانب الفنية. من السهل القيام بذلك. هناك العديد من الخبراء في جميع أنحاء العالم الذين يمكنهم القيام بذلك”.

ومن جانبه، قال النائب البريطاني داميان كولينز، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والرياضة بمجلس العموم، “إذا كان هناك دليل على وجود فساد، يجب سحب تنظيم كأس العالم من قطر ويجب أن تقام البطولة على غرار بطولة أوروبا 2020 مع عدد من المضيفين”.
وقال رئيس الاتحاد الإنجليزي السابق جريج دايك إنه لا يزال يبدو من غير المعقول بالنسبة له أن يتم اختيار قطر للتصويت من قبل اللجنة التنفيذية للفيفا في عام 2010. وأضاف أنه “منذ التصويت، رحل 18 من أصل 22 عضواً من أعضاء اللجنة التنفيذية الـ22 المصوتين في عام 2010 بسبب ادعاءات بالفساد”، مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي يشعر بالخوف والقلق من اتخاذ قرار بسحب البطولة من القطريين خوفاً من أن يجد نفسه يواجه القضاء بسبب الفساد الذي شاب عملية التصويت.

وأكد الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي الفساد المستشري داخل الاتحاد الدولي، مشدداً على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الاتحادات الوطنية الكبرى في هذا الإطار وإصلاح الفيفا وإيقاف فساده.

ومن جانبه، قال التشيلي هارولد ماين نيكولز، الذي ترأس فريق التفتيش بالفيفا لبطولتي كأس العالم 2018، 2022 إن قطر جاءت في المرتبة التاسعة من بين البلدان التسعة التي قدمت عروضاً في تقييمه، وهي الدولة الوحيدة التي تم التصويت بأن إقامة البطولة بها ذات مخاطر مرتفعة. وعلى الرغم من ذلك، فإن التقرير الذي قدمه أعلى مسؤول طبي في الفيفا جيري دفوراك، مشيرا إلى المخاطر الجدية للاعبين والمشجعين من إقامة البطولة في قطر، إلا أن القطريين حصلوا بصورة غير شرعية على تنظيم البطولة وسرقوها.

كما تحدثت حارسة مرمى المنتخب الأمريكي لكرة القدم للسيدات، هوب سولو عن تورط نظام الحمدين القطري في عمليات رشاوى من أجل استضافة كأس العالم، موضحة أن شراء الأصوات، وعدم الشفافية وصفقات الباب الخلفي، أمر مهين ومحزن في عالم كرة القدم. كما لفتت إلى أنه من المفترض أن تذهب هذه الأموال إلى المنظمات الشعبية، ليتم توجيهها إلى حيث نحتاج إليها أكثر.

وفي كلمته الختامية في المؤتمر، قال رئيس مؤسسة النزاهة الرياضية جيمي فولر “ليس هناك شك في أن النظام بأكمله معيوب بالكامل. نحن حقا بحاجة إلى إلقاء نظرة جادة على قطر”. وأضاف “الفساد هو فساد، والرشوة هي رشوة ويجب على الفيفا أن يكفر عن ماضيه. يجب أن يكون هناك تحقيق مستقل”، مضيفا أنه من الواضح بشكل قاطع أن هناك قضايا ثقافية داخل الفيفا، وليس بضعة تفاح سيئ، هذه الثقافة السامة لا يمكن أن تنتهي من خلال الفيفا فقط لكن من خلال الاتحادات الوطنية، مؤكداً الحاجة إلى إصلاح الفيفا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *