الثقافيـة

موقع الربذة مركز الفنون الإسلامية عالميا

الرياض- البلاد
كشفت دراسة علمية على هامش ملتقى آثار المملكة الأول، أن موقع الربذة كان من أهم المراكز الحضارية والتجارية يقع على أحد أهمّ طرق التجارة والحج في الجزيرة العربية والمعروف بدرب الأنبياء، إذ كشفت نتائج العمل الأثري في الموقع عن مواد أثرية متنوعة في مجالات الفنون الإسلامية ذات قيمة فكرية وفنية عالية، من أبرزها الأواني الزجاجية.
واستعرضت نتائج الدراسة أستاذ مساعد بقسم الآثار بكلية السياحة و الآثار بجامعة الملك سعود الدكتورة خلود بنت حمد العبيكان, بعنوان “دراسة تحليلية للأواني الزجاجية في موقع الربذة الإسلامي”، وأن المصنوعات الزجاجية بالربذة اشتملت على الأواني الخاصة بحفظ السوائل، سواء المرتبطة منها بالأطعمة، أم العطرية، أم الطبية، وكذلك أواني حِفْظ الطعام وتقديمه، إلى جانب الأدوات الطبية وأدوات الزينة.
وبينت الدراسة التي استعرضتها العبيكان خلال المؤتمر العلمي لملتقى آثار المملكة العربية السعودية الأول الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مقدار حجم العلاقات المتبادَلَة مع البلدان والحضارات المجاورة؛ وذلك من خلال قوافل الحج والتجارة بوصفها الوسائط الرئيسة الفاعلة في تمازج الحضارات؛ بحيث انعكس هذا الأمر بوضوح على تنوُّع أشكال المصنوعات الزجاجية واتجاهاتها الفنية.
وتناولت الدراسة المادة الزجاجية (الأواني) المكتَشَفَة في موقع الربذة الأثري، الذي يُعَدّ من أهم المواقع الإسلامية في الجزيرة العربية؛ حيث ارتبطت الربذة تاريخياً بكونها أحد الأحمية المخصَّصَة لإبل الصدقة في فترة صدر الإسلام، إضافةً إلى كونها إحدى أهم محطات الحج على درب زبيدة.
ومهدت الدراسات الأولية عن موقع الربذة للبَدْء في أعمال البحث والتنقيب والكشف عن آثار هذه المدينة وحضارتها، وقد جاءت نتائج العمل الأثري الذي استمر قرابةَ ثلاثة عقود، واعدة جِدًّا؛ إذ كشفت عن معلومات مهمة ذات صلة وثيقة بمكوِّنات الموقع.
وتتنوع المصنوعات الزجاجية المكتَشَفَة ما بين قوارير بأشكال وأحجام مختلفة، وكِسَر، وخَرَز، وأقداح، ومحاجم زجاجية تُستخدم ضمن الأدوات الطبية، وأدوات الطعام ونحوها.
ولا شك أن تنوُّع أشكال هذه الصناعات الزجاجية وتعدُّد استخداماتها يعزِّز أهميةَ موقع الربذة بوصفه مركزًا حضاريًّا وتجاريًّا عالمياً.
وهدفت الدراسة للتوصل إلى التعرُّف إلى أنواع المصنوعات الزجاجية المكتَشَفَة في موقع الربذة بناءً على أسلوب التحليل والتصنيف الذي تُجريه الدراسةُ، وتحليل أساليبها الفنية، إلى جانب التعرُّف على دلالاتها الحضارية والمعاني الفنية الكامنة من حيث التصاميم والألوان.
وأظهرت نتائج الدراسة حجم العلاقات المتبادَلَة مع البلدان والحضارات المجاورة؛ وذلك من خلال قوافل الحج والتجارة بوصفها الوسائط الرئيسة الفاعلة في تمازُج الحضارات؛ بحيث انعكس هذا الأمر بوضوح على تنوُّع أشكال المصنوعات الزجاجية واتجاهاتها الفنية.
وأوصت الدكتورة في دراستها بضرورة القيام بدراسات متخصصة عن الزجاج الإسلاميّ في المواقع الإسلامية والقديمة في شِبْه الجزيرة العربية؛ للتعرُّف إلى التواصُل الحضاريّ والفنيّ بين المجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *