خالد محمد الحسيني
يتوقف الانسان امام بعض من يعرف سواء من الأقارب أو الأصدقاء ويحكم ذلك العلاقة الجميلة والحياة القائمة على التقدير والاحترام وما يجد في بعض من يعرف من صفات رائعة واجماع من الناس ويصل لذلك اعتماداً على سنوات طويلة في عمل او علاقة وصداقة فكيف اذا اجتمعت في شخص واحد.
مساء الجمعة الماضية نعى لي الصديق منصور ابو منصور وفاة الصديق والزميل التربوي موفق احمد فلمبان والذي عرفناه خلال العمل التربوي منذ اكثر من ربع قرن زميلا خلوقاً مؤدباً استطاع ان يضبط علاقته مع كل من عرفوه .. “ابو انمار” الرجل الباسم الذي تجده دائماً في اجمل صورة سواء في اناقته او في مفرداته وما يتحدث به مع الناس .. كل الناس.
عمل الموفق الذي له من اسمه نصيب مسؤولا عن مكتب التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة منذ ادارة الاستاذ المعروف سهل المطرفي مروراً بالزملاء سليمان الزايدي – منصور ابو منصور – د. عبدالعزيز خياط – عبدالله الهويمل – علوي القرشي رحمه الله – بكر بصفر ثم غادرنا بالتقاعد المبكر ..كل من عمل معه يتحدث عنه بكل خير من زملائه ومن عرفوه بمعنى ان الرجل كان بفضل الله “موفقاً” وفي مكان العزاء حضر اكثر اصدقائه التقيت بهم هناك وكنا نعزي بعضنا البعض في رحيل موفق.
دعوته في 12 – القعدة – 1434هـ لدعوة اقمتها في منزلي للاستاذ سليمان الزايدي واردت ان اجمع فيها بعض زملائنا في التربية والتعليم وحضر موفق متهلل الوجه كعادته وعندما وصله كتابي “حياة في الصحافة والتربية” اتصل بي مثمناً وعندما وجد انني اضفت اسمه مع مجموعة رجال التربية في الطبعة الثانية شعرت بامتنانه وسروره. كان موفق هادئ الحديث والحوار عبر الهاتف تحدثت معه مئات المرات اثناء العمل ولا تجده في جميع الاوقات الا مبتسماً متهللا.
التقينا كثيراً ووجدته في عقد قران ابنته “لجين” اكثر فرحاً ومسروراً وترحيباً بالحضور ويومها شاركنا في الدعوة عدد من زملائنا في العمل التربوي وبعضهم لم نرهم منذ سنوات.. لم اعلم بدخول موفق لمستشفى النور القريب من داري وعندما عاتبت شقيقه اجابني لقد طلبت منه ان ابلغ اصدقاءه فرفض خوفاً من ان “يُكلف عليهم” سبحان الله جمعت رحمك الله الخلق وحُسن التعامل حتى وانت في شدة المرض.
رحم الله العزيز الغالي موفق فلمبان والعزاء لاسرته ام انمار وانمار ونجاد ونبراس وفراس ولجين .. وداعاً ايها الزميل الحبيب على الجميع واشهد الله لم اسمع عنك الا كل خير من كل من عرفك او لم يعرفك .. جمعنا الله في جنة الخلد .. موفق بكيناك جميعاً.
وقفة:
قال الإمام الشافعي :
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس اموات