جدة – بخيت طالع الزهراني
تصوير – المحرر ..
تسفلت عدة شوارع داخلية، هي بالأصل جيدة الرصف بالأسفلت، ولم تكن بحاجة إلى أسفلت جديد، وكان ذروة الدهشة أن مقاول المشروع لم يعمد «حتى» إلى الطرق الفنية «البدهية» المعروفة في رصف الأسفلت، حيث لم يتم «قشر» الطبقة السابقة، وإنما تم وضع طبقة الاسفلت الجديدة فوق القديمة، الأمر الذي رفع منسوب بعض الشوارع إلى مستويات صارت مياه الشارع أو الامطار تدخل إلى البيوت.(البلاد) تجولت في بعض الشوارع وسجلت انطباعات وآراء السكان والمواطنين فماذا قالوا لنا؟..
هدر للمال
بداية تحدث لنا المواطن محمد المطيري فقال أنا من سكان حي المساعد بقويزة وقد فوجئنا بالبلدية تسفلت شارعنا «شارع عبدالله بن أبي حسانه» القريب من مسجد العروة الوثقى، والشارع بالأصل جيد السفلتة، ولا يحتاج إلى أسفلت جديد، لأن هناك شوارع أخرى محتاجة، فأنا مثلاً أعرف شوارع غاية في الرداءة في حي الصواعد، وحي البستان وحي الحرازات تحديداً.أنا في الواقع لا أعتبر هذه خدمة، بل هو هدر للمال ولا أدري ما هو رأي قيادات أمانة جدة عندما تسفلت شارعاً جيداً ، وتترك شوارع أخرى محتاجة.
ارتفعت مناسيب الشوارع
وقال لنا عدد من السكان إن البيوت كما ترى قد اقترب منسوب أبوابها من الشارع، وبعضها صار الباب تحت مستوى ارتفاع الشارع، بحيث لو تدفقت في الشارع مياه البيارات فانها سوف تدخل لبعض البيوت، أما لو جاء المطر فإنه حتماً سيتحول من الشارع إلى البيت.وقد قمنا بتنبيه العمال عندما بدأوا السفلتة، وقلنا لهم: يا جماعة الخير اقشروا الأسفلت القديم, وضعوا مكانه الطبقة الجديدة ، بحسب ما نعرفه من بديهيات فنية لأي سفلتة للشوارع !!
لكنهم لم يستجيبوا لنا، وتوجهنا بالحديث إلى المشرف عليهم، وكان شخصاً عربياً، فقال: عليكم بمراجعة وزارة الشؤون البلدية؟!!فبا الله عليك كيف يصح هذا الأمر.. أي كيف يتم وضع طبقة أسفلت فوق أخرى، فوق أخرى، حتى ارتفع مستوى منسوب ارتفاع عدة شوارع عن المعدل العادي، إلى ما هو سبباً في ازعاج الأهالي والسكان لو حدثت أمطار، او تدفق من بيارات الجيران؟.
عشوائية الأداء
وقالوا: نحن في الواقع نعتقد أن هذا العمل يدل على العشوائية، وفعلاً هي عشوائية في العمل إذا وضعت طبقة اسفلت فوق الطبقة الأخرى، وكأن البلدية تريد أن تؤدي العمل بطريقة «كيفما اتفق» وهذا يخالف أمانة الأداء، ومسؤولية العمل، والاخلاص في الانجاز.. وهنا تكون المشكلة من عدة نواحي، فهناك في الواقع أناس قاموا برفع منسوب أبواب بيوتهم عن الشارع كأمر طبيعي حتى لا تتفق مياه الأمطار وغسيل الشوارع والمجاري من البيارات المتدفقة إلى داخل بيوتهم.
لكن في هذه الحالة، عندما تفاجئنا أمانة جدة بعمل عشوائي مثل هذا «طبقة أسفلت حوالي 7 سم فوق الطبقة الأولى في كل مرة» فإن هذا سوف يرفع منسوب الشارع عن منسوب أبواب البيوت ، ويجعلها ممراً سهلاً لأي مصبات مياه بالشارع.
أين المجلس البلدي؟
وقالوا: نتمنى من المجلس البلدي أن يبعث مندوباً من طرفه للوقوف على هذا العمل العشوائي الذي تمارسه أمانة جدة، حيث تعهد بمثل هذا العمل إلى هذا المقاول أو ذاك، ثم لا تراقبه ، ولا تتابع عمله، وهو العمل الذي يتم من دون مواصفات فنية معروفة في مثل هذه الحالات.
مطالبات الأهالي
وطالب عدد من المواطنين بالوقوف على هذا العمل، وازالة السفلتة الجديدة، والتي كانت تحتها أيضاً، ثم القيام بسفلتة جديدة وفق المواصفات الفنية المطلوبة، حتى تكون خدمة البلدية قائمة على أساس صحيح، وضمن المواصفات الفنية المعروفة عند سفلتة الشوارع، كما يجري في كل العالم من حولنا.فنحن لم نجد أحداً يضع طبقة أسفلت فوق أخرى ثم فوقها ثالثة، وإنما يتم «قشر» الطبقة القديمة ووضع الجديدة، وما عدا هذا فإنه هدر للمال، وعمل عشوائي غير مسؤول.