أرشيف صحيفة البلاد

مواطنون لـ (البلاد ): التقنية أفقدتنا الكثير من جماليات الحياة

جدة – ليلى باعطية

رغم الدور الكبير التي باتت تلعبه التقنية في حياتنا وأصبحت من الأمور التي لا يمكن فصلها عن حياتنا اليومية إلا أنها نالت من جماليات الحياة التي كنا نستمتع بها، وساهمت بشكل كبير في غياب وفقدان الكثير من المهارات والممارسات الجميلة التي كانت موجودة وتُمارس في الحياة اليومية .البلاد استطلعت آراء مجموعة من المواطنين والمختصين لمعرفة أبرز الأمور التي فُقدت وكانت التقنية هي السبب في ذلك.

“اهتمامات ووظائف اندثرت”
في البداية يقول الخبير الاقتصادي سالم باعجاجة إن التقنية رغم أهميتها في حياتنا إلا أنها لعبت دورا سلبيا في اندثار الكثير من الاشياء مثل الكتابة بالقلم والقراءة المتأنية والمتعمقة، وكذلك فُقدت وظائف كثيره تم الاستغناء عنها وتضرر الكثير من الناس واستغنت مؤسساتهم وشركاتهم عنهم وبالتالي رفعت نسبة البطالة.

ويتفق مع الرأي مبارك الغامدي ” مواطن سعودي ” مؤكدا على الرغم من دور التقنية الكبير في تسهيل أمور كثيرة في حياتنا ، إلا أنها في المقابل أفقدتنا أشياء أكثر، منها فقدان وضعف تواصل الأشخاص مع بعضهم البعض مثل الماضي، ليكون الاكتفاء فقط بالرسائل الذي أصبح بديلاً عن الاتصال أيضاً.

“فقدان معنى العائلة”
وترى السيدة تغريد الروني أن التقنية والانفتاح والسوشيال ميديا ساهمت في غياب جزء كبير من معنى العائلة واجتماع أفرادها، ليصبح كل فرد في عالم خاص به بعيد عن الآخر منشغلين بالبرامج ووسائل التقنية الحديثة .وأشارت رقيه هوساوي إلى أن التقنية جعلت الناس لا يكتبون بالقلم أبدا، والكثيرون في حال أن كتبوا ينكشف أنهم يُعانون من الأخطاء الإملائية حتى يصعب على الكثيرون قراءة حتى خطوطهم.

“تشتت الذاكرة”
وأبدت الميك آرتست سامية الأهدل استيائها حول مساوئ التقنية، وما سببته في تغير الحياة بشكل سيء من أهمها أن الناس أصبحت لا تستطيع حفظ أرقام الهواتف كالسابق فالذاكرة، أصبحت غير قادرة بسبب تشتتها بالتقنية ليصل الأمر إلى حد أن المرء إذا طلب الرقم الشخصي لآخر يقوم بفتح جواله لعدم حفظه ايّاه.

بينما يرى ناصر العنزي أن التقنية ليست السبب ولكن الاشكال يكمن في كيفية التعامل معها، فالتقنية جميله جدًا بل اصبحت مهمه، لكن بسبب سوء الاستخدام فقد الناس الكثير من الأمور منها الأمان الاجتماعات الأسرية والتواصل المحسوس.

“الايموجي بديل سيء للمشاعر”
وأكدت مها أن التقنية أفقدت الناس رؤية التعابير الصادقة عن المشاعر بين بعضهم البعض والاحساس بها وتلمّسها لتصبح رسومات الايموجي هي البديل، وازداد الأمر سوءاً بسبب قلة التجمعات مع الآخرين ويحل محلها التخاطب والتواصل عبر عالم السوشيال ميديا.

“مقاومة إغراء التقنية”
وتوجهت البلاد بآراء الناس إلى المستشارة التربوية الدكتورة هالة الهاشمي التي وضحت أن التقنية جعلت الناس تغفل عن حلاوة الاشياء من حولهم مثل مهارة التأمل وملاحظة الاشياء الجديدة في الطريق إلى المطعم وإلى التجمعات العائلية، كما أصبح هناك نقص في الانتباه وأصبح الناس يعتمدون على التقنية للتسلية أكثر من كونها للاستفادة كأدواتٍ للعلم والبحث وأصبح الاهتمام كبيراً تجاه نشر الصور الخاصة في كل وقت.

وأوضحت ” الهاشمي” أن الوضع الراهن يعتبر غير جيد، فليس كل من يتابعنا سعيد لأجلنا، وأن مقاومة اغراء هذه البرامج التقنية تكمن في وعي الإنسان بأهمية أن يبقى هو المتحكم بمنافعها وليس أن يفقد السيطرة على رغباته لتصبح هي المتحكمة، لافتة إلى أن الإنسان اذا كان مدركاً للخلل الذي قد يصيب حياته منها فسيتحكم فيها ويتحكم بالوقت الذي يستغرقه فيها، أما أن كان بدون هدف و يعيش حياته مقلدا لغيره فلن يغير من شيء لأنه لا يدرك الضرر الذي يلحق به.