جدة- حماد العبدلي
تتضاعف مشاكل الزحام في مدينة جدة وأحيائها حتى الطرق السريعة التي تعتبر الشريان الذي يتنفس من خلاله الهاربون من الاختناقات المرورية ومع أوقات الذروة في أيام وليالي الشهر الكريم تصاب الشوارع بالشلل الكامل.
ووضع مواطنون بعض الحلول التي يمكن أن تسهم في تخفيف العبء على الطرقات بتنظيم شركات الليموزين بحيث لا تظل سيارات الأجرة تدور في الشوارع للبحث عن راكب وإنما تظل في مواقف مخصصة لها في جميع الأحياء والراكب هو الذي يأتي إليها.
ويرى العديد من الناس أن جدة إذا لم يتم تنفيذ مشروع المترو الكهربائي المعلق فيها ستكون في الفترة القادمة أكثر ازدحاما واختناقا لأن السيارات يتزايد أعدادها سنويا وبعض الطرق الحيوية لا يمكن توسعتها نتيجة قيام المجمعات التجارية والسكنية على جانبيها.
وأكد بركات بن احمد جارالله أن الزحام تسبب في تغيير سلبي في الحال النفسية لدى سائقي المركبات، ما يؤثر على أدائهم وسلوكهم مع الآخرين في المجتمع مبيناً أنه قد يؤثر مستقبلاً في الإنسان وصحته، ويجب على المواطنين والمقيمين ألا يغضبوا خاصة وهم يعيشون أيام وليالي هذا الشهر الكريم شهر الرحمة والتسامح والصبر لأن الازدحامات موقتة مشيرا إلى حلول عدة للحد من الزحام وتغيير مزاج سائقي المركبات، مقترحاً على موظفي الإدارة الواحدة أو القطاع السير بمركبة واحدة، بدلاً من ذهاب كل واحد بسيارته للتخفيف من زحام الشوارع.
وقال محمد المرحبي :”لا شك أن ازدحام الطرقات في جدة يشكل معاناة للسكان والزوار لهذه المدينة خاصة عندما ترتفع درجة حرارة الجو وتصبح السيارات عبارة عن أفران حديدية متحركة ببطء في الشوارع بسبب الازدحام المروري”.وأضاف المرحبي:” لا شك أن سوء وإغلاق بعض الطرق أدى إلى ازدحام الشوارع بملايين السيارات إلى درجة أن العامل الذي يأتي إلى المدينة ولا يمر على وجوده فيها أكثر من سنة تجد معه سيارة خاصة يدور بها طوال الليل في الشوارع ويعمل لحسابه الخاص ويعتبر ليالي الشهر الفضيل بمثابة جني الأرباح حيث يفضل بعض المواطنين عدم الخروج بسياراتهم تجنبا للزحام.
“مبينا أن وضع حركة السير في شوارع جدة يحتاج إلى حلول عملية تتمثل في إجراء دراسة ميدانية متكاملة عن أهم المواقع التي تعاني من مشاكل الازدحام المروري خاصة الشوارع القريبة من المدارس والكليات والجامعات ، وأن يوضع لهذه المناطق الحلول المناسبة لها التي تساهم في تحقيق الانسيابية المرورية دون عوائق.
ومن جانبه قال عبدالرحمن القرني معلم تربوي:.” لا شك أن وضع الحركة المرورية في معظم الشوارع يحتاج إلى حلول عاجلة حتى لا تتفاقم المشكلة ويصبح السير في شوارع جدة معضلة مع ازدياد أعداد السيارات أضعاف ما هي عليه الآن خاصة في السنوات القليلة القادمة”.
واشار القرني إن هناك حلولاً سريعة يجب البدء بها وتنفيذها بأسرع وقت للتخفيف من الضغط المروري الحالي خاصة في ساعات الذروة .. ومن هذه الحلول تنسيق الإشارات المرورية بحيث تتغير مدة فتحها وإغلاقها حسب اتجاه ضغط حركة السير واستخدام التقنية الذكية في الإشارات المرورية التي تساعد في تنظيم ذلك ، سيما وأن في شهر رمضان المبارك تشهد الشوارع على مدار الساعة أرتالا من السيارات وتتضاعف عقب صلاة العصر لمن أراد التسوق وشراء بعض مستلزمات الافطار.
وشدد سعد الزهراني على ضرورة التوسع في توفير الخدمات العامة والمرافق الصحية في جميع أجزاء المحافظة حتى لا يضطر المواطن إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أماكن هذه الخدمات بالإضافة إلى ضرورة التدرج للأماكن التجارية وإيجاد المواقع الكافية للأماكن التجارية حتى لا تصبح عبئاً على الشوارع كما هو حادث الآن.
واضاف الزهراني:”إن مشكلة الازدحام المروري التي تعاني منها شوارع مدينة جدة اليوم ، ستصبح معضلة في السنوات القادمة إذا لم تعالج المشكلة القائمة حالياً ، ونهتم بعلاجها عند الكثير من الأسواق الكبيرة ، وفي الكثير من الشوارع الرئيسية مثل طريق المدينة ، وحتى طريق الحرمين شمالا وجنوبا أصبح الزحام لا يطاق وشارع الملك فهد «الستين» وشارع الأمير ماجد «السبعين» وشارع حراء وغيرها من شوارع وسط المدينة حيث تشهد الحركة المرورية اختناقات مزعجة خاصة في ساعات الذروة في ليالي رمضان وقبيل الافطار يصل الأمر أحياناً إلى درجة تؤدي إلى حدوث الكثير من الاختناقات وتتحول السيارات إلى أفران من شدة الحرارة وقد تؤدي بعض التجاوزات المرورية من قبل بعض سائقي الشاحنات إلى إعاقة الحركة وتؤدي أخطاء سائقي الشاحنات في كثير من الأحيان إلى حدوث الكثير من الحوادث المرورية والاصطدامات الأمر الذي ينجم عنه المزيد من الاختناق في الشوارع لأن وصول رجال المرور إلى مكان الحادث يحتاج إلى ساعات ولا أبالغ إذا قلت إن البعض قد يفطر في سيارته إذا حدث عائق لاسمح الله.”
وأوضح عبدالله العتيبي من سكان المشروع الجنوبي أن زحمة السير عندنا مشكلة مؤرقة للناس وازدادت امراض الضغط والسكر واصبح المشوار الذ1ي يستغرق نصف ساعة يتضاعف ويصل إلى 4 ساعات أو ربما يعود الشخص إلى منزله ويؤجل المشوار بسبب الزحام وتفاقم المشكلة ناهيك عن البلديات وحفرياتها والمرور الذي وضع كاميرات ساهر من أجل جني الأرباح إذا تجاوزت الخط الأصفر .وبين الشمراني أن ندرة رجال المرور في الزحام تضاعف المشكلة التي تحتاج إلى رجال المرور بشكل أكبر ومركز في الأماكن التي يكثر فيها الزحام. واستغرب العتيبي من كثرة الوافدين غير المؤهلين لقيادة السيارات وهم كثر في الليموزين وأكثر الحوادث والزحام هم من ورائها ،ويرى أن الحلول تكون بإنشاء شبكة مواصلات عامة “باصات” تغطي كامل المدينة كشبكة متقدمة من إحدى الشركات العالمية .
واستطرد العتيبي:”أكثر المسببات للازدحام الارصفة الفاصلة بين الخدمة والرئيسي وأغلب التكتلات تكون عند المخارج والمداخل ناهيك عن التجاوزات واستخدام أكتاف الطريق وازدياد عدد السيارات المرتبطة بالأنشطة التجارية ويقوم بممارستها المقيمون وتعتمد على السيارات مثل توزيع البضائع والخضروات وتنشط في شهر رمضان مع زيادة أعداد الشاحنات وصهاريج المياه على الطرق كل هذه المعطيات المسببة للزحام تتضاعف في شهر رمضان وبالذات في الليل وقت الذروة والخروج إلى الأسواق والمولات وتفاقم الازدحام إلى درجة أنه إذا لم يتم التحكم فيه وتخفيضه فإنه يهدد بتعطيل وإبطاء الأنشطة الرئيسية لسكان المدينة مثل المستشفيات وأماكن العمل هذا ناهيك عن تلوث الهواء بعوادم السيارات وتهديد صحة سكان المدينة وايضا السائق له دور كبير في سبب هذا الازدحام فمثلا تجده في الجانب الأيمن في السير وفجأة يتجه إلى الجانب الأيسر والعكس صحيح وقس على ذلك من المشاهدات السلبية من السائقين.
ولفت محمد المطيري إلى أن استفحال أزمة حركة ووقوف السيارات بشوارع المدينة ليس فقط في ساعات الحركة المعتادة بل في كل وقت وحين ، ويتأزم وضع المرور أحيانا، فيكلف وقتا معتبرا قبل أن تتخلص طوابير السيارات المتوقفة عن الحركة رغما عن أنوف أصحابها على اختلاف أحوالهم ما بين مستعجل وغير مستعجل من قيودها التي تقيدها فجأة وعلى حين غرة ، ولقد أصبح سائقو السيارات في هذه المدينة لا يأمنون من الوقوع في مآزق المرور في كل وقت وحين ، وهي مآزق تشهدها مختلف الشوارع ، وعلى وجه الخصوص الشوارع الرئيسية التي تعد شرايين المدينة .ويضيف المطيري أن سبب ارتفاع نسبة السيارات في مدينة جدة كثرة الليموزين وكذلك السيارات الكبيرة واغلاق الطرق الرئيسية وتحويلها إلى مسارات ضيقة أما الشوارع الفرعية فقد تحولت برمتها إلى مواقف للسيارات.
كما قال احمد مبارك الزبيدي:” إن الازدحام في كل الشوارع بلا استثناء وفي كل المواقع وان الوقت لقضاء الاحتياجات أصبح بالأيام لا بالساعات من الكثافة التي تشهدها المدينة كما أن الأمر بازدياد هذا العام بشكل كبير جدا وليس نسبيا ، وهذا يتطلب حلولا جذرية وليست مؤقتة فهي لا تفي بالمطلوب”.
فيما طالب عبدالله القحطاني إدارة المرور بتحرك أكبر خاصة في مدينة تجارية وسياحية وتشهد في ذاتها عدداً كبيراً من السكان فضلا عن الزائرين والمعتمرين والمتسوقين.واوضح القحطاني أن الازدحام يشتد في أوقات الذروة على المولات والمراكز التجارية خاصة في شهر رمضان وربما تكون المشكلة اكبر لوجود مشروع قطار الحرمين الذي توقفت معه جسور عن الخدمة كما أن عدد دوريات المرور في الواقع لا يوازي اطلاقا الكثافة البشرية وعدد المركبات ولا يمكن أن يساهم في حلحلة الأمر فضلا عن سهولة السير، واضاف:” ليس هناك بديل عن المضي عبر هذه الطرق ولا مخارج أخرى فالمرء مضطر للانتظار الساعات الطوال ليقضي حاجته أو يصل إلى هدفه ، مضيفا أن المعضلة تكمن في وجود الشاحنات الكبيرة بدون مراقبة مرورية وبعض قائديها لا يلتزمون بالمسار المخصص لهم ويضايقون اصحاب المركبات الصغيرة بالتواجد في منتصف الطريق.
وقال رجل الأعمال تركي المطرفي :” مواقف السيارات الفوضوية العشوائية تجدها في مختلف شوارع جدة الحيوية كشارع فلسطين أو حراء أو المكرونة وستعرفون حجم المشكلة والمعاناة! معظم المحلات والدكاكين لا توفر مواقف للسيارات وهذه غلطة فادحة في التخطيط، إذ كيف يعطى أي محل تصريحا بدون وجود مواقف للسيارات؟ من الطبيعي أن نجد إذن الناس يوقفون سياراتهم في الشارع أو عند مداخل تلك المحلات وهذا طبعا يسبب زحاما واختناقا وفوضى لا نهاية لها عند الوقوف أو بالنسبة للسيارات التي تسير أمام تلك المحلات. والمصيبة أن تلك المواقف العشوائية غير الحضارية ليست فقط للمحلات الصغيرة بل حتى أمام البنوك… كارثة!.”
التقاطعات العائمة:
وحذر محمد جبران من خطورة التقاطعات العائمة أو التقاطعات المفاجئة! وقال:” هناك شوارع في جدة لا تعرف من أين تأتيك السيارات فيها! ولا أدري هل المشكلة من كثرة الفتحات على من وإلى كل شارع أم من غياب قانون مروري صارم يمنع تجاوزات السائقين ويحضرني مثالين وأكيد الأمثلة كثيرة جدا: تقاطع صاري على الستين مغلق وهو الأخطر هناك أشعر أن الغلبة لمن لا يهمه أن “تحك” سيارته أو تصدم وحيث الغلبة (أيضاً) للأكثر سرعة في ظل غياب رجال المرور وإشارات المرور أحيانا في بعض المداخل الحيوية.”