طهران ــ وكالات
تجددت التظاهرات في إيران احتجاجا على سوء الخدمات في البلاد، وبصفة خاصة مرفق المياه الذي يعاني من التلوث.
واشتبكت قوات الأمن مع متظاهرين جنوب غرب إيران، امس “الاثنين” احتجاجا على تلوث المياه.
وجاءت الاشتباكات بعد يوم من إصابة عدد من المحتجين في مواجهات ليلية مع الأمن الإيراني احتجاجا على تلوث المياه، حسبما أقرت بالأمر وسائل إعلام إيرانية رسمية.
وسلطت وكالة الأنباء الفرنسية الضوء على الأحداث، حيث أشارت إلى اندلاع التظاهرات الأخيرة في عبادان الواقعة على بعد 12 كلم من مدينة خرمشهر، ما أسفر عن إصابة 11 شخصا، جراء فتح النار عليهم.
واحتج المتظاهرون على نوعية المياه السيئة في مدينتي خرمشهر وعبادان حيث “أصبحت غير صالحة للشرب بسبب ارتفاع درجة ملوحتها”.
ط
فيما توعدت السلطات الإيرانية المحتجين، ونقلت وكالة أنباء “إيرنا” الإيرانية عن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فاضل قوله “نبذل الجهود لإنهاء هذه الاحتجاجات بأسرع ما يمكن وسط ضبط نفس من جانب الشرطة وتعاون السلطات، لكن إذا حدث العكس ستقوم الجهات القضائية وقوات إنفاذ القانون بواجبها”.
وسمع دوي إطلاق نار في تسجيلات مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي عن الاحتجاجات في خورمشهر التي تشهد احتجاجات منذ ثلاثة أيام إلى جانب مدينة عبدان المجاورة. حسب رويترز.
وذكرت وسائل الإعلام أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في حين أضرم المحتجون النار في جسر وحديقة تحيط بمتحف عن الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات.
واندلعت الاضطرابات بعد أن تظاهر نحو 500 شخص معظمهم من الشباب، في الساحة الرئيسية في مدينة خورمشهر ليطلبوا من السلطات التحرك لصيانة خط لأنابيب المياه أدى تلوثه إلى جعلها غير صالحة للشرب.
وتواجه إيران صعوبات اقتصادية منذ أشهر، وانخفضت قيمة عملتها بنحو 50% مقابل الدولار خلال الأشهر الستة الأخيرة كما ارتفع التضخم.
ويعيش في إقليم خوزستان الغني بالنفط الذي تقع به مدينة خورمشهر العديد من أفراد الأقلية العربية في إيران الذين يشكون منذ فترة طويلة من التمييز ضدهم والتشديد الأمني.
فيما اختتمت فعاليات المؤتمر السنوي لـ”المعارضة الإيرانية”، في العاصمة الفرنسية باريس، امس “الاثنين” بعد 3 أيام على التوالي من النقاشات وجلسات العمل، التي دارت حول بحث سبل التخلص من نظام ولاية الفقيه القمعي مع تصاعد الاحتجاجات داخليا.
كما ناقش المؤتمر التصدي للأنشطة العدائية للنظام الإيراني ولا سيما المليشيات المسلحة ببلدان عدة مثل العراق، وسوريا، واليمن، إضافة إلى رسم خارطة طريق لمستقبل طهران في ظل حكم ديمقراطي بديل بعد سقوط نظام “الملالي”.
وخرج مؤتمر باريس السنوي للمقاومة الإيرانية بـ 4 توصيات رئيسية، هي تشكيل جبهة داخلية موحدة من كافة قوى المعارضة الإيرانية لإسقاط نظام الملالي، ودعم الانتفاضة في الداخل الإيراني، وطرد مليشيات الحرس الثوري من المنطقة والعمل على إيجاد “البديل الديمقراطي لإيران غير نووية ومحبة للسلام”.
وعلى مدى ثلاثة أيام، ناقش مؤتمر المقاومة الإيرانية في باريس آفاق التغيير في إيران، حيث بحث سياسيون ومنظمات غير حكومية دولية في اليوم الثالث والأخير من المؤتمر خطر الحرس الثوري الداعم لمليشيات إيران التخريبية والعبثية بالمنطقة، لاسيما بأمن واستقرار سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، والبحرين.
وطرحت شخصيات ووفود دولية عدة، طرقا لإنهاء تدخلات نظام ولاية الفقيه في بلدان المنطقة وتخليص شعوب الشرق الاوسط من الحروب والإرهاب، وكذلك العمل على خلق البديل الديمقراطي لمرحلة ما بعد سقوط النظام الحاکم فی إيران، إلى جانب مستقبل طهران في المنطقة.
وعبرت الوفود المشارکة بالمؤتمر عن دعمها لدور المقاومة الإيرانیة، داعية الدول العربية لدعم قوى المعارضة.
وعُقد المؤتمر برعاية لجنة التضامن العربي الإسلامي إلى جانب مجلس المقاومة الإيرانية، واستطاع أن يوحد كلمة العالم ضد إرهاب نظام “الملالي” في طهران.
في غضون ذلك كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية نقلا عن مسؤولين أفغان، أن المئات من مقاتلي حركة طالبان يتلقون تدريباتهم على أيدي القوات الإيرانية الخاصة داخل أكاديميات عسكرية في إيران.
ووفقا للصحيفة فإن التدريبات الإيرانية المكثفة وغير المسبوقة لطالبان ليست مجرد مظهر من مظاهر الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، لكنها تجسد تحولا في سياسة إيران، ورغبتها في التأثير على مسار الحرب الأفغانية.
وطبقا لمستشار سياسي لحركة طالبان في باكستان تحفظت الصحيفة على ذكر اسمه، فإن إيران تشترط أمرين على مقاتلي الحركة حتى تضمن لهم تدريبا، وهما التركيز بصورة أكبر على مهاجمة الأميركيين ومصالح الناتو.
ويوضح المستشار البالغ من العمر 38 عاما، وهو شخص دأب على صناعة القنابل في إقليم هلمند، جنوبي أفغانستان، أن إيران وطالبان بدأتا في ربيع العام الجاري مباحثات حول إرسال المقاتلين إلى إيران لتلقي تدريب على مدى ستة أشهر تحت إشراف القوات الإيرانية الخاصة.
ولجأت إيران إلى مقاتلي طالبان إثر إبداء الرئيس الأميركي قبل أشهر عزمه إنهاء العمل بالاتفاق النووي المبرم سنة 2015، جراء عدم تعقل طهران ومضيها قدما في زعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب. ومؤخرا اختارت طالبان ألمع مقاتليها وأكثرهم شبابا ثم أرسلتهم إلى إيران في مجموعات مصغرة خلال شهر مايو، حيث استقبلهم مسؤولون إيرانيون عند وصولهم، ثم جرى اصطحابهم إلى معسكرات التدريب.
وقصد عدد من المتدربين معسكرا في إقليم كرمان شاه، غربي إيران، لكن تقرير الصحيفة أشار إلى ترجيح مسؤولين في المخابرات الإيرانية أن تكون منشآت عسكرية أخرى قد استقبلت متدربين آخرين من طالبان.
وتؤكد مصادر من حركة طالبان أن أكثر من 300 تأشيرة عرضها الإيرانيون على المقاتلين في الأقاليم الأربعة والثلاثين الأفغانية، خلال العام الحالي.وقال متدرب من طالبان في إيران للصحيفة: “لقد بدأ تدريبي في كرمان شاه قبل عشرة أيام من حلول شهر رمضان”.
وأضاف الشاب البالغ من العمر 25 عاما أن هناك ما بين 500 و600 من نظرائه في عدة مواقع تدريبية بإيران. وتم استجواب المتدرب الأفغاني في أفغانستان، بعد أن عاد مؤخرا إلى منزله لقضاء إجازة عيد الفطر، حيث أوضح: “نتعلم هناك كل شيء، بدء من التكتيكات إلى مهارات القيادة والاستقطاب، وصناعة القنابل والتدرب على الأسلحة، أما المدربون فهم من القوات الإيرانية الخاصة، لكن عددا منهم يستطيعون الحديث بلغة الباشتو ويعاملوننا بشكل جيد جدا”.
وبما أن الشاب نواهد (اسم مستعار اختاره لنفسه) ذو دراية بأمور التقنية والمنصات الاجتماعية فضلا عن معرفته بصناعة القنابل ونصب الكمائن، فهو من الجيل الجديد الذي تراهن عليه طالبان بقوة، ولذلك تم منحه رتبة قائد منذ 2015، وجرى تقديمه لـ”ذا تايمز” من قبل مسؤول كبير في طالبان.
وجاء تركيز إيران على حركة طالبان بمثابة رد على تزايد الضغوط الأميركية وفرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات على إيران، فيما كانت طهران تراهن على الاتفاق النووي للتخلص من العقبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.