كتب – محمد الجهني
ماذا سيحل بإعلام الحمدين” ذراع الإرهاب والإرهابيين” عند انكشاف أمر الطرف الثالث؛ فيما يخص اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي ؟!
شخصيًا.. لا أعتقد أن الوجوه المنثور ماؤها، تتأثر بالنتيجة، فالهدف محصور بصراخ ممجوج وردح لمرتزقة، استحلوا أموال الشعب القطري، وتقاسموا إيرادات غاز شرق سلوى؛ نظير أدوار مفعمة بالدناءة والفجور، أهدافها بعيدة كل البعد عن تقديم الحقائق، ومرتكزة على الإضرار بالمملكة؛ عبر الاصطياد في المستنقعات.
لعلنا، ونحن نسترجع جريمة التآمر لاغتيال الملك عبدالله – رحمه الله – نستذكر الموقف المنسجم مع منهج المملكة الراسخ ، فعندما ثبتت حالة التآمر بالصوت والصورة، وبلغت مراحل التنفيذ النهائية- بما لا يدع مجالًا للشك- لم يرف جفن للقتلة، والمتآمرين، فظلت وجوههم كالحة باردة مستجدية الصفح والغفران، وبالمقابل لم تسع المملكة للانتقام، بل جاء العفو الموصوف بشيم الكرام؛ لطي صفحة وفتح أخرى، ضمن سلسلة طي الصفحات، وحلقات حب الخشوم، طوال عقدين من الزمن، على أمل أن يعي الصغار حجم تضحية الكبار، ويعود الأشرار إلى رشدهم، ضمن إطار منهج سعودي راسخ، قائم على الإيثار والعقلانية والهدوء، وردم الفجوة وإحلال المودة؛ عوضًا عن تضخيم الصدع، ولهذا ظلت المملكة مركزًا من مراكز إحلال السلام العالمي، تقول وتفعل، دون أن تلتفت، لما يقال، أو تتأثر بما يحاك في السر والعلن.
السعودية العظمى، تنمو وتزدهر، فيزداد الصغار غيظًا وكمدًا وحسدًا؛ لهذا لا نستغرب على الإطلاق خسة كتلك، التي ملأت الفضاء لخلايا عزمي وأشباهه، المدعومة بإيرادات غاز شرق سلوى، والمنثورة على موائد المرتزقة، في عبث ممنهج لمستحقات مالية خالصة للشعب القطري الشقيق المغلوب على أمره. تلك الحملة جاءت هذه المرة على طريقة” يقتلون القتيل ويمشون في جنازته” أما الهدف، فهو ذات الهدف” دولة عظمى” هي المملكة العربية السعودية، عفت وتغاضت وضحت بالغالي والنفيس لدحر الإرهاب وطرد الأشرار، وبسط التنمية في كافة أرجاء المعمورة لدعم السلام والاستقرار، ونشر الطمأنينة وتحقيق أحلام وآمال البشرية.
خاشقجي، مواطن سعودي، اختفى في شوارع اسطنبول، بعد خروجه من قنصلية بلاده؛ حيث كان على تواصل مع سفارات المملكة وقنصلياتها؛ سواء في الولايات المتحدة الأمريكية، أو أوروبا. يدخل ويخرج دون وجل، لإنهاء إجراءات ورقية معتادة ، وقد أخطأ عندما تنامت علاقاته مع جهات تتقن فنون الخسة والخديعة والاصطياد بالمستنقعات، تلك الجهات تملك سجلًا حافلًا بالتآمر على المملكة؛ قيادة وشعبًا، بلغ مرحلة متقدمة من الدناءة، ولن يسمح هؤلاء المتربصون بتفويت فرصة ثني مواطن سعودي، عن العودة لبلاده؛ خاصة وقد بدا واضحًا ما يشير إلى العودة؛ حيث عُرف عن تنظيم الحمدين الاستعانة بالشيطان الرجيم؛ لتفتيت الأمة العربية، وتمزيق أوصالها، وأصبح هم التنظيم زعزعة الأمن بأي شكل من الأشكال.
لقد ألمح مسئول تركي في أعقاب هوجة الإعلام القطري الإخونجي، واستباق التحقيقات والتحريات إلى “طرف ثالث”، وكأن المسئول يشير إلى نفوذ قطري إرهابي ملموس، في تلك البقعة من الأرض، عندما تطرق لصاحب المصلحة ، تلك المقولة بداية تفكيك اللغز، وخمود ثورة الأكاذيب ، هذه هي القصة باختصار شديد، ذلك أن المملكة العربية السعودية، لم يشهد تاريخها إيذاء إنسان؛ بغض النظر عمّا يطرح من آراء، وبغض النظر عن قسوة وشكل الطرح، فالمعارضون أصحاب العبارات النابية، المسيئون للمملكة، والأكثر حدة، لم تمتد إليهم اليد السعودية بالأذى، ومعظمهم عاد متأسفًا، مستفيدًا من شيم الوفاء والصفح والتسامح والإنسانية، التي تُعتبر ديدن وطن، حقق الكثير في زمن قصير، فيما لازال البعض هائمًا في غيه، طليقًا ينبح في الأزقة، و البارات، آمنًا مطمئنًا من جانب الحكومة السعودية المؤمنة بمأثورة” القافلة تسير ….. ” لتظل السعودية صاحبة السجل الحافل بالتسامح والعطف والتعامل الحسن؛ رغم أنف المال القطري السائب، ورغم أنوف المستفيدين الملفوظين من ديارهم، أصحاب الجوازات البالية، والأرصدة المتضخمة على حساب شعب قطر.
لا يقبل عاقل مدرك مقذوفات فضاء شرق سلوى، المكتنزة حقدًا وغلًا على علاتها وتناقضاتها، ولا شك أن كل قصة، وإن بدت مؤلمة، تؤدي في نهاية الأمر لاكتساب معارف؛ مثلما تؤدي لتحقيق مناعة جراء إصرار الأشرار لتحقيق أحلام بغيضة بأساليب دنيئة مفضوحة، خاصة وقد انتهى عصر طي الصفحات، فالمال السائب وراء تلك الحملات المسعورة ذات الأهداف الواضحة، وضوح الشمس، وستظل كلمة المملكة العليا – كما كانت – فلا يصح إلا الصحيح ، ولعلنا نستنتج من استنفار الإعلام القطري الإخونجي، ما يشير إلى ترتيبات مسبقة، في إطار مخطط إرهابي واسع، يشمل القتل والتشريد، وإذكاء الطائفية، ويقوم على استمرارية، ما سُمي بالفوضى الخلاّقة مدعومًا- دون شك – بأذرعٍ إعلامية، معروف عنها علاقاتها الاستثنائية الحميمية مع المخربين، فاستطاعت- دون سواها- تحقيق الانفراد بلقاءات صحفية مع كبار قادة التنظيمات الإرهابية، والجماعات المنضوية تحت عباءة داعش، والقاعدة والمليشيات الإيرانية ، بحكم وحدة الهدف والاتفاق الفكري المدمر، ففعلت ما فعلت بالأمة العربية، قبل انكشاف أمرها، وإدراك خطورتها والوقوف بحزم في وجهها لحماية الانسان والإنسانية ، ولعلنا نقف على حقيقة عزم عزمي وأذنابه على تفتيت الأمة، ولا أدل على ذلك، من تغريدات جوقة المستقدمين لذات الغرض، خلال اليومين الماضيين خاصة، وقد أكد أحدهم صراحة، أن “استقرار العالم العربي، الذي أعقب الفوضى مرحلة مؤقتة ” هكذا بالضبط.
لا مجال لإقحام اسم المملكة في كل صغيرة وكبيرة، وستتضح معالم المسرحية السمجة، وكما بدأت، لن يخجل المستنفر، ولا المستنفرون، بعد أن استمرأوا الكذب، فأصبح ديدنهم، ولن يعترفوا بأن هناك معارضين تجاوزوا حدود اللياقة والأدب، قالوا وفعلوا لسنوات طويلة، بينهم من استقر شرق سلوى، وعندما عادوا إلى رشدهم، فتحت المملكة أبوابها لمقدمهم، فأضحوا مواطنين فاعلين نادمين على ما اقترفوا من ذنب، بحق الوطن، فلم يقف مستفيد متربص في طريق عودتهم، كما في حال خاشقجي.
المملكة ليست في محل شك على الإطلاق؛ مهما نفخ الناقمون، ونعق الناعقون، وتطاول الصغار، فتاريخها ناصع، فيما يتعلق بالتعامل مع ذوي الآراء المختلفة، وقد كانت سبّاقة لإنشاء مراكز خاصة للمناصحة والتأهيل لأعتى الإرهابيين، ناهيك عن مجرد الاختلاف بالرأي، وأضحت تلك المراكز محل اقتداء دول متقدمة.