الرياضة

مهدي علي حقق ما عجز عنه الآخرون وأجبر الاتحاد الاماراتي على التجديد معه

متابعة ـ أحمد البهكلي
(مهدي علي (المولود في 20 أبريل 1965 والذي اتجه لعشقه كرة القدم من خلال نادي أهلي دبي والذي قضى بين أروقته ما يقارب الـ(15) عاما.. واقتصرت مسيرته الدولية على نحو خمسة أعوام فقط. وبعد اعتزاله اللعب استكمل علي دراسته والتحق بالجامعة حيث درس في
مجال الهندسة الكهربائية وشارك بعد تخرجه في تصميم مترو دبي ليترك بصمة في عالم الهندسة قبل أن يتحول لمهندس من نوع آخر ويقود أكثر من منتخب لبلاده إلى إنجازات مختلفة.
وبدأ علي مسيرته التدريبية كمدرب مساعد في المنتخب الإماراتي للناشئين (تحت 16 عاما) ثم تولى منصب المدير الفني لمنتخب الشباب وقاده إلى إنجاز رائع بإحراز لقب بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 19 عاما) وهي البطولة التي قدم فيها عددا من المواهب التي تسطع حاليا في المنتخب الإماراتي الأول مثل المهاجم أحمد خليل.
وبعد فترة قصيرة في تدريب أهلي دبي والمنتخب الإماراتي للشباب (تحت 20عاما) لم يتردد الاتحاد الإماراتي في منحه الفرصة الثمينة وتكليفه
بالمهمة الأصعب حيث قاد المنتخب الأولمبي الإماراتي في التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 كما فاز بالميدالية الفضية لدورة الألعاب الأسيوية 2010 واجتاز مهدي علي الاختبار بنجاح وقاد الفريق لحجز تأشيرة التأهل للأولمبياد للمرة الأولى في تاريخ الكرة الإماراتية على المستوى الأولمبي علما بأن المنتخب الإماراتي الأول سبق له المشاركة في بطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا.
وخلال مشاركة الفريق في أولمبياد لندن نال لاعبو الإمارات إشادة بالغة
بعد العروض القوية التي قدموها في الإمارات مما دفع الاتحاد الإماراتي
إلى إعطاء الضوء الأخضر لمهدي علي (مهندس نهضة الفريق) للاستمرار
بالفريق وتطعيمه ببعض العناصر المخضرمة ليكون المنتخب الأول وذلك بعد فترة قصيرة من تولي مواطنه عبد الله مسفر قيادة المنتخب الأول.
وكان مهدي علي عند حسن الظن به حيث أحرز مع الفريق ، بعد شهور قليلة من تكليفه بهذه المسؤولية ، لقب خليجي 21 بالبحرين بعد عروض رائعة في مختلف مباريات البطولة.
ورغم العروض القوية التي قدمها الفريق في خليجي 2014 ودع الأبيض
البطولة من المربع الذهبي وفاز بالمركز الثالث ليكون ذلك دافعا إضافيا
لمهدي علي إلى البحث عن استعادة النجاح في بطولة كأس الأمم الأسيوية
التي تستضيفها أستراليا من التاسع إلى 31 يناير الحالي.
وبعد معاناة دامت طويلة للكرة الإماراتية مع المدربين الأجانب برازيليون كانوا أو أوروبيون قرر الاتحاد الاماراتي وعن قناعة الاعتماد على ابن البلد ابن الإماراتي مهدي علي لقياد المنتخب الاول لكرة القدم وذلك في عام 2012 للاستعانة بعد الإنجازات التي حققها مع فريق أهلي دبي ومع
المنتخبات الأخرى بالإمارات.. برغم أن مسيرة الدولية كلاعب مع المنتخب الإماراتي بنفس القدر من النجاح الذي حققه في السنوات الماضية من مسيرته التدريبية.. أما المنتخبات فحقق انجازات غير مسبوقة.
قاد المنتخب اﻷ‌ولمبي للوصول إلى نهائيات دورة اﻷ‌لعاب اﻷ‌ولمبية التي أقيمت في العاصمة البريطـانية لندن صـيف العام الماضي
مهدي الذي يطلق عليه لقب «مهندس اﻹ‌نجازات الكروية» حلم جماهير الكرة اﻹ‌ماراتية بوجود المنتخب في هذا الحدث العالمي الكبير إلى واقع
وأسهم وجود مهدي فترة طويلة مع ﻻ‌عبي المنتخب اﻷ‌ولمبي في تحقيق مثل هذا اﻹ‌نجاز فقد قاد عناصره منذ أن كانوا في مرحلة منتخب الشباب في 19 أكتوبر 2008.
وشكّل اﻹ‌نجاز اﻷ‌خير محطة مهمة في مسيرة هذا المدرب الذي سبق له أن قاد هذا المنتخب أيضاً إلى الفوز بلقب كأس الخليج للمنتخبات اﻷ‌ولمبية التي أقيمت في قطر في 2010.
وحصل معه أيضاً في العام نفسه على وصيف بطل دورة اﻷ‌لعاب اﻵ‌سيوية التي أقيمت في الصين.
وخطف مهدي علي الذي يعمل مهندساً في هيئة الطرق والمواصلات في دبي اﻷ‌ضواء وسجل اسمه بأحرف من نور في عالم التدريب إذ كان أول مدرب محلي يقود منتخب الشباب للفوز بكأس آسيا للشباب 2008.
ثم التأهل إلى مونديال الشباب 2009 في مصر. وهاهو يتوج مع فريقه الشاب ببطولة خليجي 21.
وقاد منتخب الإمارات للفوز في كأس الخليج 2013 في البحرين حيث أصبح الإمارات بطل خليجي 21 في البحرين.
كل هذا وذاك أجبر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم أن يعلن عن تجديد عقد مدرب المنتخب الوطني (مهدي علي) حتى 2018 بعد النجاحات التي حققها “الأبيض” تحت قيادته.
وجاء تجديد الثقة في مهدي علي ضمن خطة الاتحاد الإماراتي لتأمين الاستقرار وتحقيق حلم الصعود إلى كأس العالم 2018 في روسيا.
وسيكون مهدي بموجب العقد الجديد حالة استثنائية في كرة القدم الإماراتية التي لم تشهد استمرار أحد مدربي المنتخب على رأس عمله مدة تبلغ ست سنوات متتالية.
وقال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال “مهدي علي هو الشريك الأساسي في الإنجازات التي حققها المنتخب طوال الفترة الماضية هو يعرف كل صغيرة وكبيرة عن تشكيلته وينعم باستقرار نموذجي كان له الأثر الواضح في الجانب الفني، لذلك فإن تجديد الثقة به كان من الأمور الطبيعية”.
ورفع مهدي علي سقف طموحات منتخب الإمارات في المرحلة المقبلة وأكد أنها “لن تكون أقل من التأهل إلى كأس العالم 2018”.
وتولى مهدي تدريب المنتخب الإماراتي في أغسطس 2012 بعد النجاحات التي حققها مع منتخب الشباب الذي قاده للفوز بلقب كأس آسيا عام 2008 في الدمام كما قاد الإمارات للتأهل إلى أولمبياد لندن 2012 للمرة الأولى في تاريخها.
وتابع مهدي نجاحاته مع المنتخب الأول وقاده إلى لقب كأس الخليج 2013 في البحرين والمركز الثالث في كأس آسيا 2015 في أستراليا.
ولعل التفوق المهني الذي كان عليه المهندس مهدي علي، جعله لا يكون مدربا متفرغا قبل نهائيات كأس آسيا للشباب 2008 بل إن عشق مهدي لكرة القدم جعله يتحمل الصعاب في كيفية التوازن في وقته بين العمل والتدريب، ولذا كان مهدي في أيام كثيرة يخرج من مكتبه متجها إلى البيت ليستبدل ملابسه وربما أحيانا لا يتناول من الغداء إلا القليل ليلحق بلاعبي منتخبنا للشباب في تجمعاتهم الداخلية التي كانت تعد لهم خلال فترة التحضيرات للبطولة الآسيوية.
قبول التحدي
حقيقة نجزم بها، أن مهدي علي لم يتطلع بشغف في يوم من الأيام ليتولى مهمة المدرب الفني لمنتخبنا للشباب، كما أن مهدي من الأشخاص الذين لا يحبون أن يستقطبوا الأضواء بصورة متعمدة، ولا يحب الحديث عن نفسه. إلا أنه قوي الشخصية حينما يتعلق الأمر بمنتخبنا الوطني، لاسيما وان وطنيته في هذا الجزء تغلب عليه.
فحينما غادر المدرب التونسي خالد بن يحيى إلى الأردن لمراقبة المنتخب العراقي قبل بدء بطولة كاس آسيا لمنتخبات الشباب 2008، بهدف جمع معلومات فنية يستفيد منها كمدرب عن منافسنا في المباراة الأولى في البطولة، وبالتالي طلب من مهدي علي قيادة منتخبنا أمام السعودية في مباراته الأخيرة في الدورة الودية فقاد المنتخب كما اعتاد أن يلعب، فنجح .. “ولا يزال يواصل النجاح”.
فنال منتخبنا نقطته الوحيدة في البطولة، وحينما شعر المسؤولون في اتحاد الكرة تحسنا في أداء الأبيض بصورة ملحوظة، اتخذ قراره المناسب بإسناد المهمة لمهدي علي في «الآسيوية»، لينجح مهدي في الاختبار، كيف لا وهو يعشق التحديات، ويقول: حينما يتعلق الأمر بسمعة الكرة الإماراتية، لن أتردد لحظة في تحمل المسؤولية.
ولكن لم يستطع المدرب الوطني للمنتخب الاماراتي أن يتوفق على المنتخب السعودي طيلة مواجهات المنتخبين الشقيقين وكان يطمح لذلك ولكن لاعبو الأخضر رفضوا تحقيقه الحلم الذي طالما حلم به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *