دائما في بطولات كأس العالم يبرز منتخب أو أكثر لم يكن في بال الكثيرين أنه سيحقق نتائج باهرة، وهو فريق يخرج عن دائرة المرشحين المعتادة ويفجر المفاجأة ويقصي أحد الكبار أو يذهب بعيدا في منافسات المونديال وهو ما جرى العرف على تسميته بالحصان الأسود. وكانت كوستاريكا هي الحصان الأسود في البرازيل في 2014 ووصلت للدور ربع النهائي بعدما تصدرت مجموعة ضمت إيطاليا، إنجلترا وأوروجواي ولم تخرج إلا على يد هولندا بركلات الترجيح.
وفي البطولة الحالية عدة اسماء مرشحة للعب دور البطل غير المرشح بعد الأداء المميز الذي قدمته بدور المجموعات، والذي أتى أيضا على حساب كبار القوم بانتصارات وأداء مميز. ويرشح الكثيرون كرواتيا لتكرار إنجاز مونديال فرنسا 1998 والذهاب بعيدا في النسخة الحالية بعد الأداء الصلب المقدم من طرف زملاء مودريتش وبيريزيتش بالدور الأول، ثم في دور الـ 16 أمام الدنمرك. وقد تصدر الكروات مجموعة ليست بالسهلة بالعلامة الكاملة وفي طريقه لذلك سحق المنتخب الأرجنتيني لعبا ونتيجة، وسجل سبعة أهداف ولم يتلق إلا هدفا واحدا. وأظهر فريق زلاتكو داليتش، المدير الفني، انضباطا تكتيكيا كبيرا؛ لما يملك من عناصر مميزة في كل الخطوط، وإن كان خط الوسط هو نقطة القوة للفريق بقيادة لوكا مودريتش والثنائي المتألق مارسيلو بروزوفيتش وإيفان راكيتيتش.
وبعد تخطي كرواتيا للدنمارك، فستكون على موعد مع صاحب الأرض روسيا، والفائز يلعب في نصف النهائي بعيدا عن طريق البرازيل، المرشح الأبرز للقب.
وتبدو مواجهة السويد مع سويسرا فرصة ذهبية للفريقين ليلعبا الحصان الأسود للبطولة، فالفائز سيجد نفسه في ربع النهائي أمام واحدا من إنجلترا أو كولومبيا، وهو ما يفتح الباب للذهاب بعيدا نظرا للمستوى المميز المقدم من الفريقين الأوروبيين بالدور الأول.
وقد تصدر المنتخب السويدي مجموعته وواصل إقصاء الكبار، فبعد هولندا وإيطاليا بالتصفيات، أخرج بمعاونة مكسيكية كورية حامل اللقب ألمانيا، ورغم الخسارة أمام المانشافت، ولكن “الفايكنج الأصفر” قدم عرضا قويا أكده بالانتصار الكاسح على المكسيك الذي منحه زعامة المجموعة.
وتأمل سويسرا أن تكسر عقدتها مع الدور الثاني هذه المرة، فالفريق لم يتخط حاجز هذا الدور في أي بطولة كبرى منذ 1954، ويأمل بعد عروض قوية بالدور الأول أن يتفوق على السويد ويحقق إنجازا طال انتظاره.
وتسعى كولومبيا لإثبات أنها ليست بالفريق الذي بالمتناول للإنجليز والتفوق والعبور للدور ربع النهائي، أو أبعد كما حدث في مونديال البرازيل الفائت، خصوصا مع العلم أن المواجهة ستكون مع السويد أو سويسرا، وإن كانت إصابة خاميس رودريجيز، نجم الفريق، قد تؤثر على حظوظه.
ويمنى المنتخب الروسي نفسه بأن يستمر في البطولة خاصة بعد نجاحه في تخطي المنتخب الإسباني أحد المرشحين لنيل اللقب.، ويأمل الروس أن يكون فريقهم بمساندة الأرض والجمهور هو الحصان الأسود كما فعلت كوريا الجنوبية بمونديال 2002.