الأخيرة

من المفكرة..ولقاءات مع جيل الرواد

القاهرة – البلاد
من حسن حظي انني تعاملت في خلال مشواري الصحفي الذي يمتد لاكثر من اربعين عاما على مجموعات من الرواد سواء في مصر او في المملكة من الادباء والفنيين ورجال السياسة والاقتصاد.. وعندما اقلب في مفكرتي اليوم اتذكر بعض هذه المواقف من هنا وهناك.
•• كان لقائي الاول مع الفنانة الكويتية “حياة الفهد” وزميلتها الفنانة (سعاد عبدالله) في مصر مبهجاً لي الى اقصى درجة لم اكن في مصر قد تعرفت على فنانات (كويتيات) بهذه القدرة والفهم والنجومية والبشاشة وهن يبدأن مشوارهن الفني في القاهرة عاصمة (الفن والفنانين) كان المشهد بالنسبة لي مختلفاً وانا اعد حوارات صحفية مع حياة الفهد وسعاد العبدالله لمجلة اليمامة السعودية في القاهرة وبمشاركة عبدالحسين عبدالرضا الفنان الكويتي خلال تواجدهن في مصر لاعداد برامج فنية لم اكن اعرف هذه النجومية التي تتمتع بها الفنانات الكويتيات في منطقة الخليج الا بعد ان وصلت للمملكة وعملت فيها.
الزيدان والبحث عن “المناع”
•• عندما شرفت بالعمل في العزيزة (البلاد) في موقعها القديم في شارع الستين.. كان من حسن حظي انني تعاملت مع الاديب السعودي الكبير محمد حسين زيدان.. الذي كان يزورنا بالبلاد بصحبة عكازه الشهير وصوته “الجهوري” المجلجل والضاحك في نفس الوقت ليسأل من مدخل الباب عن (صديقه الوفي الدكتور عبدالله مناع) وبعد ذلك يدخل الى مكتب استاذنا الراحل الكبير عمنا عبدالغني قستي لكي يملي عليه واذا كان استاذنا غير موجود او مشغول فكان يأتي دوري.. في كتابة مقال الاستاذ الزيدان الذي كان يمليه علينا واحيانا على زميلي محمد الوزان رحمة الله عليه.الزيدان كان قيمة وقامة لا يمكن ان ننساها.
مع أنيس منصور وسك العملة
•• اما استاذي الراحل الكاتب الصحفي انيس منصور فان كل من يعرفه يعرف ان لديه قصصا وروايات يمكن أن يرويها ولا تملها.. من فوق (جبال التبت) الى مطعم صغير في حواري ايطاليا استاذي انيس منصور قدمت له ورقة عمل عن تحقيق صحفي عن دار سك النقود في مصر في حي العباسية والتي تعرضت مؤخرا لحادث سرقة خطير وامكن للشرطة المصرية القبض على الجناة في خلال اقل من 24 ساعة زرت دار سك النقود في حي العباسية الشهير بمصر وكان معي مصور اخبار اليوم المعروف (فاروق ابراهيم) لعمل تحقيق مصور لمجلة اخر ساعة المصرية التي اعمل فيها وهناك ابدع فاروق في اختيار مجموعة من الصور النادرة للفتثيات التي يعملن في سك النقود الذهبية والفضية وحاولت من جانبي التنقيب عن مكنوات دقيقة في هذا المكان العتيق ومنها هواية المنلك فاروق (مصر مصر) في الحصول على اول ورقة عملة (تخرج من المطبعة) الورقية او المعدنية والاحتفاظ بها من اليوم خاص.. قدمت هذا الموضوع للاستاذ انيسس منصور فبهر به ونشره على (غلاف مجلة اخر ساعة) وبالداخل اربع صفحات كاملة كانت ايام من الزمن الجميل.
صاحب المنهل في مكتبي
•• لم اشعر بالتقدير والاحترام لباحث ومؤرخ واديب كبير مثل ما شعرت به تجاه استاذنا الراحل عبدالقدوس الانصاري (صاحب مجلة المنهل) الشهيرة وصاحب موسوعة تاريخ جدة هذا الشيخ الجليل شرفت بمعرفته بعد ان وصلت للعمل بالبلاد هذا الشيخ الجليل كان حريصا على توثيق كتابه وموسوعته التاريخية (عن تاريخ جدة) بالكلمة والصورة وكان يزورني باستمرار للتأكد من معلومة لكي يوثقها في كتابه .. وكنت اخجل ان اجد هذا الشيخ ا لكبير يأتي الينا في البلاد ليبحث في ارشيفها الكبير عن معلومات كتب عنها او شخصيات يدونها في موسوعته وهكذا كان الكبار حتى اصدر (موسوعة عن تاريخ جدة يتحدث عنها الجميع بكل تقدير).
اناقة الدكتور يماني
•• معرفتي بمعالي الدكتور محمد عبده يماني لم تبدأ في المملكة بل بدأت في مصر.. وعن طريق الصديق العزيز الاستاذ عبدالله الماجد مدير تحرير صحيفة الرياض السابق جاء الدكتور يماني وكان ذا قوام رشيق ومرتدياً الملابس “الافرنجية” الى القاهرة وهو عميد لكلية العلوم لكي يرأس لجنة التعاقد مع المدرسين المصريين الذين سيسافرون للعمل في المملكة العربية السعودية في كافة التخصصات وبحكم عملي كمراسل لمجلة اليمامة السعودية في القاهرة اجريت حوارا شاملاً مع معالي الدكتور محمد عبده يماني عن ظروف هذه التعاقدات واعمال اللجنة واعداد المدرسين المسافرين الى المملكة ومن يومها اصبحت شديد الاقتراب من معاليه يوم جئت للمملكة الى ان توفاه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *