اقتصاد

من الفضاء إلى الترفيه.. ولي العهد بأمريكا .. اتفاقيات عمقت الشراكة وعززت التعاون

إعداد ــ فاطمة آل عمرو
جددت الزيارة الرسمية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حرص البلدين الصديقين على ترسيخ الشراكة الاستراتيجية، وتوطيد العلاقات الثنائية الممتدة لنحو أكثر من 80 عامًا، وتكتسب زيارة سموه أهمية كبرى في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة؛ مما يتطلب تبادلا للآراء وتنسيقا للمواقف بين البلدين ذوي التأثير الدولي المتميز، إلى جانب دفع عجلة الاقتصاد والانطلاق به إلى آفاقٍ أرحب، تتوافق مع الرؤية الطموحة للمملكة 2030.
وحرصاً من سموه على توسيع استثمارات المملكة في مختلف المجالات، ونقل التقنيات والمعارف وتوفير فرص عمل للشباب السعودي الوثاب، جاء لقاء سموه بعدد من رؤساء الشركات الأمريكية العملاقة في مختلف المجالات المعرفية والتقنية والفنية والإعلامية.
وإدراكاً من سموه للدور الذي يمكن أن تلعبه السينما في تشكيل وجدان الشعوب وثقافات الأمم، حرص على توقيع اتفاقيات عدة في المجال والتى من شأنها توسيع الإنتاج الإبداعي للفنانين السعوديين، ورجال الأعمال في مجال الترفيه، وجلب الاستثمارات الأجنبية الخارجية للاستثمار في صناعة السينما السعودية وقطاع الترفيه، جاءت زيارته لمدينة “لوس أنجلوس” ؛ إذ كان الاختيار منطقياً لمعقل السينما الأمريكية، ومقابلة كبار منتجي الترفيه والسينما.
وللأهمية تلك الاتفاقيات والتفاهمات الثنائية، أفردت “البلاد” هذه المساحة للتعريف بالبعض من تلكم الشركات، التى من المنتظر مشاهداتها قريباً في السوق السعودي.
Warner Bros :
تأسست قبل نحو مائة عام، ويقع مقرها الرئيسي في (بوربانك) بولاية كاليفورنيا، وتعد من أكبر امبراطوريات الإعلام والترفيه، وواحدة من أكبر شركات الأفلام في العالم، وثالث أقدم استديو سينمائي في أمريكا، المتخصصة في الإنتاج والتوزيع السينمائي والتلفزيوني والموسيقي، تأسست الشركة في عام 1923م، واشتهرت بسلسلة الرسوم المتحركة ” لوني تيونز”، وتُعتبر من الاستوديوهات الستة الكُبرى في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتفرع منها عدة شركات فرعية. إذ تمتلك الشركة نصف شبكة سي دبليو التلفزيونية، و العديد من الاستوديوهات المميزة، التي تم تصوير أفلام نالت شهرة عالية فيها، منها فيلم “جودزيلا” وأفلام كرتون معروفة مثل The Jazz Singer.
وارنز برذرز :
عملاق صناعة السينما، مبدعة سلسلة الرجل الوطواط الشهيرة “Batman”، والسلسلة الأسطورية المعروفة باسم سيد الخواتم “Lord of The Rings”، وتملكها شركة تايم وارنر “Time Warner” الإعلامية الكبيرة، التي يرأس مجلس إدارتها المليارديرالشهير جيفري بيكس، وتضم العديد من الشركات الفرعية؛ من ضمنها استديوهات: “وارنر برذرز، ودي سي كومكس، ونيو لاين سينما، وغيرها”؛ حيث تأسست الشركة في عام 1923 على يد الإخوة وارنر “هاري، وألبرت، وسام، وجاك”.
في الثلاثينيات اشتهرت هذه الشركة العملاقة بأفلام العصابات والأفلام الميلودرامية التي أنتجتها، ولأن توجه الشركة لم ينل الإقبال من قبل الرقابة، تحولت إلى إنتاج الأفلام التاريخية. وأسست في ذات الوقت شركة مستقلة لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة حملت اسم Warner’s cartoon.، قامت الشركة في اقتباس المسرحيات الرائجة، وحققت نجاحا ملحوظا في انتاج المسلسلات التلفزيونية.
: Sony pictures
أما Sony pictures ، الحائزة على جائزة الأوسكار، في فن التأثيرات البصرية والرسوم المتحركة الشركة، مقرها في كلفر سيتي، ولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تابعة إلى شركة سوني لإنتاج الصور الرقمية، والتي تشرف على الإنتاج الرقمي وأصول الترفيه عبر الإنترنت من سوني بيكتشرز انترتينمنت.
بدأت عملياتها في 1993، كان أول مشروع لها عبارة عن فيلم قصير لمدة 5 دقائق ChubbChubbs! من إخراج اريك ارمسترونغ. وفي عام 2002، حصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير. وجاء فيلم 3 – دقيقة الشرغوف الذي ينمو الساقين قبل الشراغف الأخرى ومثار لأنه حتى ينمو بشكل غير متوقع الآخرين ساقيه أيضا. سوني ايماج ووركس اكملت أول فيلم طويل في السينما في عام 2006 وكان ذلك الفيلم هو Oprn Season سوني . وقد تم الإعلان عن مبيعات المجموعة في عام 2010 لتكون الأرباح تقرب من 7.2 مليار دولار.
استثمارات فيرجن:
اما مجموعة فيرجن البريطانية المحدودة التي أسسها ريتشارد برانسون الملياردير البريطاني، تمتلك أكثر من 400 شركة في أكثر من 30 دولة حول العالم، من ضمنها: المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وجنوب أفريقيا ودول أخرى بآسيا وأوروبا. وتوسَّعت مشاريع برانسون التجارية لتشمل شركة للقطارات، وأماكن ترفيهية، وشركة اتصالات، وشركة فيرجن جالاكتيك للسياحة عبر الفضاء، ولها رأس مال استثماري متنوع توصف في بعض الأحيان بالمنظمة التجارية.
وقد أجرى برانسون شراكة مع شركة Scaled Composites لإنشاء شركة لبناء مركبات الفضاء، والتي تعمل حاليًا على تطوير طائرة فضائية. وفي إبريل من عام 2013، حقق المشروع نجاحًا غير مسبوق مع تجربته لإطلاق طائرة SpaceShipTwo الفضائية.1984.
فيرجن جالاكتيك :
تتميز فيرجين جالاكتيك بطموحها الكبير نحو الفضاء، ويسعى مؤسسها إلى تسيير رحلات تجارية إلى الفضاء الخارجي في القريب العاجلً، وقد صممت المركبة الفضائية “سبيس شيب 2” خصيصاً للقيام برحلات القطاع السياحي الفضائية، ورؤية كوكب الأرض من الفضاء، وفي وقت سابق حصلت الشركة على ترخيص لمركبتها الفضائية من حكومة الطيران الفيدرالية الأمريكية؛ وهو ما سيسمح لها في النهاية بالقيام برحلات فضائية تجارية.
ويثق “برانسون” من أن خطط التطوير القائمة، ستمكّن “فيرجين جالاكتيك” من إبعـاث الناس إلى الفضاء، ووضع “فيرجين أوربت” الأقمار الصناعية حول الأرض، وذكر حين توقيع الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة: “سيمكننا هذا الاستثمار من تطوير الجيل القادم من رحلات الفضاء البشرية، وإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية الاقتصادية، وتسريع برنامجنا للسفر عبر الفضاء من نقطة إلى نقطة”.
ومكّنت الحكومة في الولايات المتحدة الأمريكية “فيرجين جالاكتيك” من إنشاء ميناء موهافي للطيران والفضاء في صحراء كاليفورنيا؛ لاستخدامه في إجراء تجاربها، وتسيير رحلاتها المنتظرة.
وتؤمن الشركة بأهمية السلامة ومعاييرها؛ إذ يقول ريتشارد برانسون، مؤسس المجموعة: إن المركبة الفضائية ستكون بدرجة السلامة نفسها التي تتمتع بها الطائرات المدنية اليوم، وأن 80% من الناس سيكونون مؤهلين للطيران عبرها. وتعتبر الشركة “السلامة أولاً” واحدةً من أسس هذه التكنولوجيا، وتعتمد تكنولوجيا المركبة الفضائية “سبيس شيب 2” على أن عودة المركبة إلى الغلاف الجوي المحيط بالأرض تتم عبر السباحة في الفضاء وليس باليستياً مثل المكوك الفضائي الذي يولد حرارة كبيرة جراء الاحتكاك بالغلاف الجوي، ويستخدم المحرك الهجين للصاروخ أوكسيد النيترويس وهو شبيه بالغاز المضحك إضافة إلى المطاط؛ ولذلك فإنه يتمتع بدرجة أمان أكبر من المحركات التي تستخدم الوقود القابل للاحتراق.
وتمتلك شركة “آبار” للاستثمار الإماراتية، أسهم في “فيرجن جالاكتيك”، إلى جانب صندوق الاستثمارات العامة السعودي، و”فيرجين جروب”، وتساهم هذه الاستثمارات الضخمة نحو المستقبل في تطوير أنظمة الرحلات الفضائية المأهولة، وأنظمة مستقبلية لإطلاق أقمار صناعية صغيرة ذات تكلفة منخفضة، بالإضافة إلى تطوير قدرات النقل الأسرع من الصوت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *