تقرير – محمود العوضي
بعد الكشف عن المرشحين النهائيين لخوض نهائي دوري أبطال آسيا لعام 2017، وهما الهلال ، وأوراوا ريدز الياباني، بعد اختتام الدور قبل النهائي، سنعود إلى أول نهائي للبطولة القارية قبل 14 عاماً، وتحديداً في 11 أكتوير، عندما تُوَج نادي العين الإماراتي بأول نسخة من بطولة دوري أبطال آسيا في شكلها الحالي.
وقد واجه العين، فريق تيرو ساسانا التايلاندي في مباراة مُثيرة، ليُصبح فريق المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو في نهاية المطاف، أول بطل قاري في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الطريق إلى المباراة النهائية
قبل عام 2002، كانت بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري البطولة الأكثر شهرة في القارة على مستوى الأندية. ولم يسبق للفريق الإماراتي أن ظهر في المباراة النهائية، كما أن النسخ التسع قبل هذه النسخة لم تشهد سوى فائز واحد باللقب من غرب آسيا، وهو نادي الهلال في موسم 1999-2000.
وكان العين قد احتل المركز الأول في المجموعة الثالثة بعد فوزه على الهلال، والسد القطري، والاستقلال الإيراني في دور المجموعات، وضمن تأهله إلى الدور قبل النهائي. وفاز العين على نظيره داليان الصيني في ذهاب الدور قبل النهائي 4-2، على ستاد طحنون بن محمد قبل أن يحقق عودة تاريخية في لقاء الإياب في شرق آسيا. وبعد تقدم الفريق الصيني بنتيجة 4-2 على أرضه، ليتعادل الفريقين في مجموع لقاءي الذهاب والإياب، نجح مهاجم العين ولاعب المنتخب الإيراني الدولي فرهاد مجيدي في تسجيل هدف ثمين قبل ثلاث دقائق فقط من نهاية الوقت الأصلي، وقبل الذهاب للأشواط الإضافية، ليحسم الفريق الإماراتي تأهله إلى النهائي بمجموع الأهداف 7-6.
أما بالنسبة لفريق تيرو ساسانا، فإن التايلانديين كانوا يتطلعون لتكرار إنجاز الفريق التايلاندي الآخر بنك فارمارز، الذي فاز بدوره بلقب بطولة الأندية الآسيوية قبل عقد من الزمان.
وأنهى تيرو ساسانا الذي يتخذ من العاصمة بانكوك مقراً له، مبارياته في دور المجموعات محتلاً صدارة المجموعة الأولى التي ضمت دايجون سيتزنز الكوري الجنوبي، وشنغهاي الصيني، وكاشيما أنتلرز الياباني.
وفاز الفريق التايلاندي على نظيره الأوزبكي باختاكور 3-2 في مجموع مباراتي الدور قبل النهائي. حيث سجل رووت سريماكا، وكوانشاي فوانغبراكوب، وثيردزاك تشايمان أهداف الفوز 3-1 في مباراة الذهاب،
على ستاد سوباتشالاساي، ليحقق تيرو ساسانا المطلوب على الرغم من الخسارة في لقاء الإياب في طشقند 0-1، بهدف أحرزه اللاعب سيرفر دجيباروف للفريق الأوزبكي المُضيف.
لقاء الذهاب من النهائي: العين صاحب المبادرة
قال المدرب المساعد والأعلى تهديفياً مع النادي الإماراتي أحمد عبد الله: كان الفريق الذي قاده برونو ميتسو جيداً جداً، ورائعاً، في ظل وجود مثل هؤلاء اللاعبين المتفانين.
وأضاف: لقد فزنا بلقب الدوري المحلي، وكنا نلعب في البطولة الآسيوية أيضاً. كانت الأمور تسير بسلاسة، ولكن بعد الدور قبل النهائي كانت التجربة في غاية الإثارة والتوتر.
في المباراة النهائية، خاض العين مرة أخرى لقاء الذهاب على أرضه، وافتتح باب التسجيل من خلال هدف سالم جوهر في الشوط الأول. بعد ذلك، تعرض لاعب الفريق التايلاندي ويتايا نوبثونغ تيرو للطرد بالبطاقة الحمراء، بعد مُضي نحو ساعة من مجريات اللقاء، قبل أن يُضيف محمد عمر الهدف الثاني، ويقود فريق المدرب ميتسو لخوض لقاء الإياب وهو متقدم بنتيجة 2-0.
لقاء الإياب: ثيردساك يحرز هدفاً، ولكن الإماراتيين يصمدون
شهد ستاد راجامانغالا في العاصمة بانكوك الحشد الجماهيري المُتوقع في مباراة الإياب، وفي مشهدٍ يحبس الأنفاس حاول فريق تيرو ساسانا أن يصبح الفريق الثاني في منطقة الآسيان، الذي يُتوج بطلاً على المستوى القاري.
هيمن الفريق المُضيف على مجريات اللعب في محاولة لتعويض الخسارة بهدفين في لقاء الذهاب، ولكنهم وجدوا أن فريق العين صعب المراس. وكان التوتر واضحاً في ظل عدم استغلال الفرص المتاحة، والتي لم تسفر عن تغيير في النتيجة.
ولكن، كان هناك الكثير من الدراما القادمة بعد أن سجل ثيردساك هدفاً من ضربة جزاء بعد مرور ساعة من اللعب، لتشهد الدقائق الـ30 الأخيرة أعصاباً مشدودة من كلا الفريقين، وألغى حكم اللقاء هدفاً غير شرعياً للاعب بيراتات فورواندي، ليُتوج العين باللقب القاري في نهاية المطاف.
وقال عبد الله: كانت التجربة في الثلاثين دقيقة الأخيرة من زمن اللقاء صعبة للغاية. ولكن بالنسبة للاعبين على أرض الملعب كان الوضع أصعب بكثير. لقد لعب فريقنا بشكل ممتاز، وبقوة للفوز باللقب، لكن ذلك لم يكن سهلاً.
وتابع: عند عودتنا إلى أرض الوطن حظينا باستقبال رائع. وكان رئيس الوزراء والعديد من المسؤولين الحكوميين في المطار لتقديم التهنئة والتحية لنا. بعد ذلك ذهبنا إلى المقر الخاص بالشيخ خليفة، وكان ذلك كالحلم لكنه كان حقيقة.
ماذا حدث بعد ذلك؟
كان العين منذ ذلك الحين منتظماً في مشاركته في دوري أبطال آسيا، وعاد للظهور في المباراة النهائية في مناسبتين، في عام 2005، ومؤخراً في العام الماضي، ولكنه خسر في كلا اللقاءين أمام الاتحاد السعودي، وتشونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي على التوالي.
وفي نسخة هذا العام من البطولة، خرج من الدور ربع النهائي على يد منافسه الهلال، بعد التعادل 0-0 في العين، قبل يتعرض للهزيمة بنتيجة 0-3 في الرياض.
أما فريق تيرو ساسانا فلم يظهر في النسختين التاليتين من دوري أبطال آسيا، ثم ودع الفريق التايلاندي البطولة من دور المجموعات في آخر مشاركتين له عامي 2004 و2005.