ادلب ــ وكالات
غابت حركة الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري، مع توقف القصف المدفعي والصاروخي على بلدات ومدن ريفي حماة وإدلب امس بشكل مفاجئ، حيث لم يسجل إقلاع أي من طائرات روسيا من قاعدة حميميم وفق المراصد.
ويسود المنطقة لاسيما التي تتعرض للقصف منذ الرابع من شهر سبتمبر الجاري بشكل مستمر، حالة حذر وترقب شديدة، تحسباً لعودة الطيران للأجواء في أي وقت، واستئناف القصف المدفعي والصاروخي، في وقت تتواصل فيه عمليات النزوح لآلاف العائلات من المنطقة باتجاه الحدود الشمالية مع تركيا.
وفي الوقت الذي تنتظر إدلب مصيرها المعلق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس النظام وداعميه من شنّ هجوم شامل على إدلب، مشدّداً على أن المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا “يجب أن لا تتحوّل إلى حمّام دم”.
وقال غوتيريس للصحافيين في مقرّ الأمم المتّحدة، إنه “من الضروري تماما” تفادي نشوب معركة شاملة، مؤكداً أن شنّ هجوم شامل على إدلب “سيطلق العنان لكابوس إنساني لم يسبق له مثيل في الصراع السوري الدموي”.
كما حث روسيا وإيران وتركيا على “ألا تألو جهدا من أجل التوصل لحلول لحماية المدنيين” في إدلب.
وخاطب غوتيريش الدول الثلاث قائلاً: “حافظوا على الخدمات الأساسية كالمستشفيات. واحرصوا على احترام القانون الدولي الإنساني”.
وقال غوتيريس: “أعتقد أن الوضع الحالي في إدلب لا يمكن تحمله كما لا يمكن التغاضي عن وجود جماعات إرهابية. ولكن محاربة الإرهاب لا تعفي الأطراف المتحاربة من التزاماتها الأساسية بموجب القانون الدولي”.
في المقابل، كررت روسيا ترويجها لما قالت إنه مسرحية “كيمياوية” تعد لها المعارضة السورية
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء تصوير محاكاة “هجوم كيمياوي” في مدينة جسر الشغور في إدلب، من قبل المعارضة، لتحميل حكومة النظام مسؤوليته، بحسب تعبيرها.
وأعلن مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان صحفي: “حسب معطيات وردتنا من إدلب، يجري في مدينة جسر الشغور الآن تصوير مشاهد استفزاز مفبرك يحاكي استخدام الجيش السوري لـ(السلاح الكيمياوي) ضد المدنيين”.
في غضون ذلك كشف محققون تابعون للأمم المتحدة عن ثلاثة حوادث لاستخدام النظام السوري غاز الكلور هذا العام، ليرتفع عدد الحالات التي وثقتها لجنة التحقيق الدولية منذ عام 2013 لاستخدام أسلحة كيماوية في سورية إلى 39.
ووقع هجومان في مناطق سكنية بمدينة دوما في الغوطة الشرقية في 22 يناير والأول من فبراير الماضيين في إطار حملة للنظام السوري لاستعادة الغوطة الشرقية، بحسب أحدث تقرير للمحققين الدوليين.
وقال التقرير إن القوات الحكومية شنت خلال معركة الغوطة “العديد من الهجمات العشوائية بالمناطق المدنية المكتظة بالسكان، وشملت استخدام أسلحة كيماوية”.
أما الحادثة الثالثة، فوقعت في الرابع من فبراير الماضي في محافظة إدلب، حين أسقطت مروحيات حكومية برميلين على الأقل من غاز الكلور في حي الطليل بمدينة سراقب ما أدى إلى إصابة 11 رجلا على الأقل بجروح.
واتهم التقرير القوات النظامية السورية والميليشيات التابعة لها بارتكاب “جرائم حرب” باستخدام أسلحة محرمة وشن هجمات عشوائية.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة رويترز إن النظام السوري مسؤول عن 33 هجوما موثقا، فيما لم تعرف بعد الأطراف المسؤولة عن الهجمات الست المتبقية.