كتبت – آلاء وجدي
يظن العديد من الأشخاص أن الذكاء الفطري الطبيعي هو الأساس ولكن في الحقيقة أن الذكاء المكتسب تكمن فيه أهمية أكبر, فحل تمارين الرياضيات مثلاً يعطي القدرة والسرعة على حل تمارين أخرى ومع أن هذه التمارين الأخرى ليست لها علاقة بسابقتها إلا أن نفس الشخص يصبح سريعاً في حلها وهو في هذه الحال لم يكتسب معلومة وإنما اكتسب ذكاء.
وقد اختلف تعريف الذكاء بين العلماء في السنوات الأخيرة، فلم يعد اجتياز اختبارات الذكاء المعتادة هو المقياس الأوحد لتحديد مستوى ذكاء الفرد بل أصبح الأمر أكثر شمولية، فقد أصبح النجاح في العمل والحياة الاجتماعية والعلاقات الشخصية والتميز والحضور وسرعة رد الفعل وسعة الأفق من الأمور التي تحدد مستوى الذكاء وتسهم في تقييمه بشكل كبير.
وقدّم العديد من الأخصائيين النفسيين عدداً من النصائح لزيادة الذكاء والحضور لدى الفرد من خلال تنمية القدرات العقلية وتحسن عمل الذاكرة وزيادة القدرة على استيعاب الأمور وتحليلها تحليلا منطقيا، وقد أشارت الأبحاث العلمية الحديثة إلى أهمية ألعاب تنمية الذاكرة والتي من أهمها على الإطلاق الكلمات المتقاطعة نظراً لبساطتها وسهولة الحصول عليها، ولا ينتج عنها أي شعور بتأنيب الضمير ولها فوائد عظيمة إذا قام كل شاب بتقضية بعض الوقت يومياً في محاولة حل ألغاز هذه اللعبة ومن هذه الفوائد أنها تساعد على الوقاية من تدهور القدرات العقلية ومرض الزهايمر.
وأشارت دراسة علمية أيضاً إلى أن ألعاب الكمبيوتر والبلاي ستيشن تكسب الفرد مهارات التوافق العضلي العصبي وتزيد من سرعته في رد الفعل.
كما ينصح الأطباء بضرورة ممارسة نشاط بدني معتدل بصورة يومية مثل التمرينات الرياضية البسيطة أو الجري وذلك لتنشيط الدورة الدموية بالجسم وزيادة نسبة الأكسجين في الدم مما يعني وصول كمية أكبر من الأكسجين إلى المخ.
كما يجب أن يتجه الشباب إلى الانضمام إلى حلقات نقاشية تشتمل على آراء وأفكار مختلفة أو متابعة البرامج التي تحلل الأحداث المختلفة التي تمر بها بلاد العالم, ففي دراسة أجريت عام 2009 وجد أن الأشخاص الذين يتابعون القنوات الإخبارية المتنوعة أكثر حضورا وتفتحا من الأشخاص الذين يتابعون قناة إخبارية واحدة أو اثنتين.
وفي ظل عصر التكنولوجيا الحديثة يجب على الشباب الانتباه إلى عدم الاعتماد الكلي على استخدام أجهزة التليفون المحمول واللاب توب والآي باد وغيرها من الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي تقلل من إعمال الشخص لعقله واعتماده على الذاكرة.
كما يجب الحصول على القدر الكافي من النوم ليلاً مع الحرص على النوم لمدة ساعة في منتصف النهار فقد أشار العلماء إلى أن النوم ليلاً لا يكفي لأن العقل يصاب بالإرهاق من تراكم المعلومات ويكون في حاجة إلي شيء من الراحة لإعادة ترتيب المعلومات التي اكتسبها.
ويجب على الشباب محاولة الاعتماد على الذاكرة بأكبر قدر ممكن والتخلص التدريجي من القلم والورقة لإعطاء فرصة للذاكرة لحفظ أرقام التليفونات والمواعيد المهمة ومن الممكن أيضاً تعلم لغة جديدة فالتعلم بوجه عام يزيد من القدرة على التركيز لأن اكتساب المعلومات وتخزينها في الذاكرة ثم استدعاؤها مرة أخرى مما يعمل على تنشيط الذاكرة وزيادة كفاءتها.
وقد أكدت بعض الدراسات أيضاً أن تناول المزيد من الزبادي يعمل على زيادة مستوى الذكاء فقد أكدت دراسة أجريت مؤخراً على الفئران أن تناول الزبادي يزيد من نشاط خلايا المخ وخصوصاً تلك المسئولة عن المشاعر والذاكرة.
ويفضل أيضاً التعرض لأشعة الشمس فهي مصدر الشعور بالطاقة والتركيز لأنها تقلّل من هرمون الملاتونين الذي يدفع الشخص إلى النوم.
ومن أهم الأمور أيضاً التي يتم فيها إعمال العقل ويؤكد عليها الأطباء هي مشاهدة المسرحيات المأخوذة عن الروايات الشهيرة لكبار الكتّاب وعمل مقارنة بين الرواية والعمل الفني فالنقد والتحليل من أهم الأمور التي يتم فيها إعمال العقل.
