منها الكراهية وحب الانتقام .. أفعال خاطئة تؤدي بالمراهقات إلى طريق التوتر والحزن الدائم

كتبت – أماني ماهر
هناك الكثير من الأفعال والتصرفات التي قد تطغى على حياة العديد من الفتيات المراهقات، وتعمل على سرقة السعادة منهم بشكل غير مباشر، وتلقي بهم في غياهب التخبط والإحباط، ووقتها يكون عليهم الانتباه إليها والتغيير من أنفسهم سريعاً.
فهناك الكثير من الفتيات المراهقات اللاتي يتجهن بشكل مستمر نحو الاهتمام بشئون الآخرين، ونسيان الأمور الشخصية، بل إن المراهقة قد تنسى نفسها في كثير من الأحيان، ولكن في حين أن الخبراء ينصحون بضرورة مساعدة الآخرين، إلا أنه يجب أن يحدث كل ذلك بتوازن يسمح لنا بأن نهتم أيضا بأنفسنا وشئوننا.
ويشار إلى أنه يجب أن تهتم كل فتاة بوضع أهداف لنفسها، والسعي لتحقيقها، وأن تكون موجودة من أجل الآخرين، وتسمح لهم كذلك بالتواجد من أجلها، لكن بدون التدخل في شئونهم، وبدون أن تدع اهتمامها بهم يطغى على اهتمامها بنفسها وبتحقيق أهدافها في الحياة بنفسها، وبلا تدخل أو سيطرة من الآخرين أيضاً، حيث يجب أن تستخدم أفكارها ورسم طريق سعادتها.
كما أن الفتاة تخطئ كثيراً عندما تؤجل عمل أي شيء، وذلك لانتظار اللحظة المثالية لأدائه، ولكن في الحقيقة ليس هناك شيء اسمه (اللحظة المثالية)؛ لأن معظم الفرص تأتي غالباً بشكل مفاجئ وبدون توقع، وعندها لا بد لها من أن تخلق اللحظة المثالية لنفسها دون أي تباطؤ أو انتظار.
فلو أردت عمل الخير، افعليه ولا تؤجلي أو تتكاسلي، فخير البر عاجله، فقد تنوين مساعدة مريض ما بمبلغ مادي مثلاً، ولكن انتظارك للحظة المناسبة، أو خجلك من عرض المساعدة عليه قد يدمر كل شيء، فربما يموت المريض أو تسوء حالته لتأخر العلاج، كما أنه إذا نويت تعلم لغة أو مهارة جديدة، فافعلي دون تأجيل، فربما تلوح لك فجأة فرصة الحصول على منحة دراسية رائعة خارج البلاد بشرط إتقانك لتلك اللغة أو المهارة، ولو أجلت إتقانها لضاعت الفرصة منك وذهبت لغيرك.
كما أن بعض الفتيات تبتعد عن الادخار تماماً، وتصرف كل أموالها في أشياء كثيرة لا فائدة منها على الإطلاق، على الرغم من أنها تحصل على مصروف سخي من والديها، مع مكافآت تفوق ومنح إضافية من أقاربها، وذلك لأنها لا تمتلك أي هدف محدد يدفعها إلى الادخار من أجله.
ولكن يجب أن تعلم كل فتاة أنها يجب أن تتجه إلى ادخار بعض المال حتى تنفقها في كل ما يعود عليها بالخير، أو تحقيق هدف ما بعيد المدى، أو على سبيل الاحتياط لأي ظروف طارئة.
ومن ناحية أخرى، قد تساعدك مدخراتك في الحصول على ثياب أنيقة والذهاب في رحلات ونزهات ممتعة مع الأهل والأصدقاء، وشراء بعض الهدايا لأحبائك، ويمكنك إنفاق بعضها أيضاً في مساعدة الفقراء والمحتاجين. ولا بأس طبعاً من ادخار بعض المال لشراء جهاز إلكتروني حديث ترغبين في امتلاكه أو لمساعدة والديك في نفقات الكلية التي تنوين الالتحاق بها، أو ما شابه.
وأيضاً من الأخطاء التي تقع فيها الفتيات الاستسلام لمشاعر الكراهية والانتقام ورفض العفو عمن أخطأ في حقها، وعدم قبول الاعتذار، بل والرغبة في الانتقام منه، وهذا يجعلها تخسر براءتها وروحها الطيبة البريئة، فالكراهية والانتقام مشاعر سلبية تلوث صاحبها وتضره هو أولاً قبل الضحية التي وجه كراهيته وانتقامه إليها.