محليات

منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الأمريكي..من الرؤية إلى التنفيذ

نيويورك- البلاد
بدأت أمس في نيويورك أعمال منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي – الأمريكي، الذي ينظمه المركز السعودي للشراكات الإستراتيجية، تحت عنوان : عنصر التحول : من الرؤية إلى التنفيذ “، وذلك ضمن النشاطات المصاحبة لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية .ويجمع المنتدى كبار المسؤولين التنفيذيين في كبرى الشركات السعودي والأمريكية من شتى مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة، مع مسؤولين كبار من حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظها الله – .
واستعرض المشاركون في المنتدى الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين، والتي تستهدف تنفيذ رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتقدم إصلاحات اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق في المملكة.
وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أن تنويع مصادر دخل السعودية من خارج النفط بموجب مستهدفات رؤية 2030 “لا يعني تقليل الاهتمام بالقطاع الأساسي باقتصاد المملكة وهو القطاع البترولي”.
وأشار الفالح إلى أهمية النهج الذي تنفذه السعودية في تطوير استثمارات متطورة ومبتكرة في قطاعات النفط والبتروكيماويات وحتى الغاز.
كما أشار وزير الطاقة، إلى ما أكده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من سعي منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” إلى ترسيخ التعاون مع روسيا والمنتجين من خارج المنظمة، لفترات طويلة الأمد تمتد لعشر سنوات أو 20 عاماً، لتحقيق التوازن في سوق النفط.
وأوضح أن الاستثمارات التي تعتزم السعودية مواصلتها في قطاع النفط والغاز، تأتي “ليس فقط في الإنتاج النفطي ولكن أيضا في التقنيات الإنتاجية وهناك بنود واضحة للتطوير في رؤية السعودية 2030 لهذا القطاع”.
وقال إن لدى السعودية رؤية واضحة، حول كيفية الإنتاج النفطي للقرن المقبل، مؤكدا أن المحور المتعلق بحقبة ما بعد النفط من رؤية 2030 يستند في كثير من جوانبه على تطوير هذا القطاع الأساسي في اقتصاد المملكة، والاستفادة من قوة قطاع البتروكيماويات في تنويع وتطوير مصادر الدخل.
وأشار إلى أن “قطاع الطاقة سيتضاعف في المملكة، وأرامكو ستذهب للعالمية” عبر الطرح الأكبر من نوعه لحصة من أسهمها، مؤكدا على وضوح الرؤية في استثمارات قطاع البترول وهناك شراكات مهمة في هذا القطاع مع شركات أميركية تضطلع بها بالوقت الحالي كل من شركات سابك وأرامكو وصدارة وداو كيميكال، وهم يعطون مثالا واضحا للعالم على نجاح الشراكة في تطوير هذا القطاع، وجعله في صدارة تنويع مصادر الدخل المالي للمملكة.
فيما أكد وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان أن الشراكة السعودية الأميركية، ستعود بالنفع على مختلف القطاعات الاقتصادية في البنى التحتية والتنموية وفي القطاعات المالية، معلنا إطلاق برامج جديدة للقطاعين المالي والصناعي خلال العام الحالي.
وقال الجدعان في كلمته أن رؤية المملكة 2030 تطرح فرصاً استثمارية بقطاعات البنى الأساسية والتنموية، وفي مشاريع تطوير المطارات والقطارات السريعة والموانئ.
وقال الجدعان إنه في العامين الماضيين، تم إطلاق برامج عديدة لتحقيق رؤية 2030، ورفع الإيرادات غير النفطية.
وأكد أن العمل جار على تخفيض العجز في الموازنة إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، ورفع مساهمة الإيرادات غير النفطية إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي على أساس سنوي.
وشدد الجدعان أنه تم تخفيض العجز بنحو 40% في العامين الماضيين، لافتا إلى أن الإنفاق الحكومي سينمو 13 % هذا العام مع إطلاق مشاريع مثل نيوم، والقدية، ومشروع البحر الأحمر.
وعن طرح أرامكو، قال الجدعان: “إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد في مكان الإدراج في البورصات العالمية، ولكنه من المؤكد سيتم إدراجها في السوق المالية “تداول”.
واعتبر الجدعان أن المنتدى فرصة مهمة لتسليط الضوء على مختلف المشاريع المستقبلية والفرص الكامنة في المملكة، موضحاً أن الرؤية تستهدف بناء قطاع مالي ديناميكي في المملكة، مستفيدة من تطور البنية التقنية للقطاع، وتطور التشريعات المنظمة له، وقطاع مالي قوي تتراوح قيمته بين 2 و3 تريليون دولار.
وأشار الجدعان، إلى ما قاله وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، حول قرار الحكومة السعودية طرح أرامكو بسوق الأسهم السعودية، معتبرا أن المنتدى فرصة لمناقشة هذا الطرح الضخم والفرص المتاحة من خلاله.
وأكد وزير المالية أن منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الأميركي يعزز الحوار ويكمل ما تم بناؤه قبل عام خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية.
وأشار في كلمته إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان أجرى اجتماعات عديدة خلال زيارته لواشنطن لتوطيد العلاقات بين الشعبين، وبناء فرص وخلق علاقة استراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة.
وذكر بأن السعودية قامت بعدة إصلاحات تحت مظلة “رؤية المملكة 2030” التي تهدف برامجها إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق اقتصاد متوازن، وتنمية دور القطاع الخاص كمحرك للاقتصاد إلى جانب تحسين مستوى المعيشة، مضيفاً أن هذه الأهداف تخلق تحدياً لكن هناك تقدم جيد تم إحرازه.
وفي حديثه أمس بالمنتدى، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر: “لدينا علاقة طويلة وناجحة مع شركائنا الأمريكيين منذ اكتشاف النفط في المملكة قبل 80 سنة، وإنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا اليوم بين اصدقاء يسعون جميعا لاستكشاف وتنمية فرص التعاون التجاري والصناعي والاقتصادي بين المملكة والولايات المتحدة والذي نأمل أن يحقق نجاحا استثنائيا خلال الـ80 سنة القادمة بما يخدم أجيال المستقبل”.
وأضاف الناصر: “أن نمو أعمال أرامكو السعودية وكذلك الدور الإستراتيجي لرؤية السعودية 2030، سيوفر فرصًا عديدة لتعزيز التعاون والشراكة بيننا، ولا يقتصر ذلك على قطاع النفط والغاز والتكرير والكيميائيات، بل يشمل أيضًا قطاع التقنيات الرقمية وأمن المعلومات والتعاون في مجال المحافظة على البيئة ومواجهة التغير المناخي وتنمية بيئة الابتكار والإبداع عبر ترسيخ العلاقات مع مجموعة من المؤسسات الأمريكية الرائدة في المجالات الأكاديمية والبحثية والثقافية والتي تعتبر من بين الأفضل في العالم، فضلاً عن التعاون في قطاعات البنية التحتية والتصنيع والخدمات؛ وجميعها مجالاتٌ تتميز بها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي في غاية الأهمية لإدارة وتشغيل ونمو شركة عملاقة بحجم أرامكو السعودية”.
واعتبر مشاركون في جلسات المنتدى أن الإصلاحات والمشاريع والبرامج المتضمنة في رؤية 2030، مسؤولة بالفعل عن التحول السريع والاستثمار والنمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المملكة. وبموجب خطط ومشاريع رؤية السعودية 2030، وفي سياق تشجيع الاستثمار بين البلدين، شهد منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الأميركي توقيع 36 مذكرة تفاهم بين عدة شركات بقيمة تزيد على 16 مليار دولار.
وشملت مذكرات التفاهم الموقعة أمس شراكات جديدة في مختلف القطاعات بما في ذلك الرعاية الصحية والتصنيع والترفيه والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن أبرز مذكرات التفاهم التي أعلن عنها أمس:• شراكة بين أرامكو وغوغل تركز على الخدمات السحابية الوطنية والفرص التكنولوجية الأخرى.
• مبادرة مدتها خمس سنوات بين ITHRA و National Geographic.
• شراكة بين أرامكو ورايثيون لإنشاء خدمات أمن الإنترنت الوطنية.
• مذكرة تفاهم بين SIDF و JP Morgan لبحث التعاون في التمويل الصناعي في المملكة.
• شراكة بين شركة الرشيد الدولية وشركة SOS لتوفير الخدمات الطبية في المملكة مع التركيز على عيادات المناطق النائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *