جدة – عبدالهادي المالكي
تصوير – احمد عبدالهادي
انجذب زوار مهرجان جدة التاريخية (رمضاننا كدا 21) الى المنازل القديمة والتي كان قد فتح بعضها امام الزوار لكي يتعرفوا على مكوناتها وطريقة عيش اهلها في السابق ومنها بيت المتبولي وبيت باديب وبيت باعشن وبيت السلوم وبين نصيف.
وقد تعرف الزوار على المقعد الذي كان في مقدمة البيت وكيف كان يستقبل زواره سواء كان من اهل الحارة او شخص غريب وقد اعجب الزوار بغرفة الطالب في بيت السلوم والذي كانت تحتضن فراش النوسم وجلسة ومكتب صغير وتلفزيون.
هذا وقد بنى اهالي جدة القديمة بيوتهم من الحجر المنقبي الذي كانوا يستخرجونه من بحيرة الاربعين ثم يعدلونه بالآلات اليدوية التي كانت متوفرة في ذلك الوقت بالاضافة الى الاخشاب التي كانت تردهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة بالاضافة الى ما يتم استيراده من الخارج عن طريق الميناء وخاصة من الهند كما استخدموا الطين الذي كانوا يجلبونه من بحر الصين ويستعملونه في تثبيت الحجار وكان البناء بطريقة رص الحجارة في مداميك يفصل بينها قواطع من الخشب (تكاليل) لتوزيع الاحمال على الحوائط.
وقد ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور مئات السنين وتميزت هذه البيوت بوجود مواقف على كافة الغرف في البيت وايضا استخدم الوشان بأحجام كبيرة واستخدمت الاخشاب المزخرفة في الحوائط بمسطحات كبيرة ساعدت على تحريك الهواء وانتشاره في ارجاء البيت والقاء الظلال على جدران البيت لتلطيف الحرارة كما كانت البيوت تقام بجوار بعضها البعض وتكون واجهاتها متكسرة لالقاء الظلال على بعضها.
وعن الترميم القائم في المنطقة التاريخية قال المعلم احمد الاحوس ان العمل قائم على قدم وساق من اجل ان يعم الترميم جميع مواقع المنطقة التاريخية الا ان الذي يعيقنا في بعض المنازل هي ندرة الحجر المثقبي والحمد لله قطعنا شوط كبير وإن شاء الله مع كل مهرجان جديد يقام سوف يلاحظ زواره ان هناك تغيرا كبيرا في الموقع وقال ان بعض المنازل عليها مشاكل ما بين الورثة وخاصة التي يتعدد فيها الاشخاص الواثين ولكن كلنا امل في ان تحل تلك المشكلة وتصبح هذه المنطقة جديرة بان تنظم الة هيئة التراث العالمي.