أرشيف صحيفة البلاد

مليونير من الحارة

أ/ سراج عمر عبدربه

في الحارة كنا صغارا وتفرقنا كبارا لكن يربطنا الحب والذكريات الجميلة. كل ذهب في طريقه، منا من باع البليلة ومنا من باع التقاطيع، ومنا من كد علي تكسي، ومنا من باع الفول، ومنا من باع الطراطيع لكن لم نترك الدراسة والطموح مع الزمن يزاداد.
سافر من سافر للدراسه ومنا من درس في الجامعات الوطنيه ومنا من تخرج طيارا او ظابطا في القطاعات العسكريه والقله من تعلم من البليله وبيعها فتمرس في البيع وعرف اسرارالتجاره وأرباحها وكثيرا من الهوايات اصبحت تجاره
كهوايه تربيه الدجاج والحمام والارانب والغنم
وهناك من نبغ في الكوره واصبح من اشهر الاعبين
وقليلا من ورث المهنه من الاباء.
توسعت البلاد وكثرت المشاريع
واستفاد منها بياعين البليله والتقاطيع وغيرها
فقد اكتسبوا الخبره منها وبرزت فئه التجار المشار اليهم بالبيان واصبحوا اصحاب ملاين ومشاريع ولم ينسوا زملاء الحاره فعملوا ليله في كل شهر نجتمع فيها واكثر ما يدور في جلساتها ذكريات الحاره
لاطبقيه ولا فوارق فالكل عيال حاره واحده
تنساب الذكريات كالنسيم ويمتليء المكان بالضحكات والقفشات وينتهي الجمع الشهري
كم من مليونير من الحاره تخرج
وكم من الوجهاء وكم الرياضيين
وكم من اداروا البلاد في زمن التكوين من الحاره
كل ذلك تذكرته في الاجتماع الشهري المنتظم
لمعظم ابناء الحاره
الحاره هي مدرسه وملتقى وكيان. مهما كتبت عنه
او من كتب عنها من ابناء الحاره انفسهم من كتاب العواميد اليوميه او كتاب القصص الدراميه او التراثيه يعجزون عن وصف الحاره بكل مافيها من حارويه وثقافه واخاء وكرم وشهامه ورجوله ولم يغيرهم بؤسهم ولا ملايينهم.
انهم اخوه الحارة. تربوا علي الايثار ولا زالت الحاره بخيرها وخربشتها علي وجوه ابنائها
اما من روسيه في مضاربه او شق في الجبهه من ضربه عصا في مزمار او خربشه في فرعه شاميه
وللكل حكايه مع الحارة والحاره حكايه
لاتنتهي واكيد كل واحد منا يتذكر مليونير من حارته
كان يلعب معه لعبه الكبوش