محليات

ملتقى الخبراء يؤكد على ثقافة الحوار ومواجهة محركات العنف

الرياض- واس

على مدى يومين بمقر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في الرياض وبمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين والباحثينن ناقش ملتقى الخبراء الاستشاري حول مواجهة التطرف ، دور التعليم “في القطاعات الرسمية وغير الرسمية” بشأن التدخلات والمقاربات التعليمية اللازمة لضمان إسهام نظم التعليم بشكل مناسب وفعّال في منع التطرف العنيف.

وأكد المشاركون على أهمية مواجهة محركات التطرف والعنف ومظاهره وسبل الوقاية ، ووضع إصدارات تدريبية تخدم المدربين والمعلمين للحد من ظاهرة التطرف والوقاية منها على حد سواء، مطلعين على عدد من الإصدارات التي تمت مناقشتها باستفاضة، ومنها دليل اليونسكو الأول للمعلم حول منع التطرف العنيف، إضافة إلى دليل حقيبة تبيان الخاص بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.

وتضمن الملتقى جلسةً قام خلالها المشاركون بتحليل دليل اليونسكو الأول للمعلم حول منع التطرف العنيف، إضافة إلى دليل مشروع تبيان، وقدم المشاركون فيها بعض الأفكار والتعديلات على دليلي اليونسكو وتبيان لتطويرهما، والاستفادة منهما لمنفعة المنطقة العربية، إضافة إلى تقديم العديد من المقترحات والتوصيات التي تهدف جميعها إلى مواجهة ظاهرة التطرف عن طريق التعليم.

وأشاد المشاركون بالحقيبة التدريبية لمشروع تبيان في الوقاية من التطرف، مؤكدين أنها بمثابة منهج تربوي تعليمي نافع يتضمن تمرينات ترتقي بالعقل الناقد، تسهم في توعية الشباب وتدريبهم تدريجياً ومنهجياً على مهارات جوهرية مثل التثبت والتمحيص والتدبر وفهم الدين على نحو صحيح من جهة، ومناقشة الأحداث الجارية من جهة أخرى.

وقال اختصاصي برنامج التربية الأساسية وتعليم الكبار من مكتب اليونسكو ببيروت الدكتور حجازي إدريس: إنه لمواجهة التطرف يجب أن نمد الفتيات والشباب في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، بالتعليم الجيد، وبتطوير المهارات حول التفكير النقدي، والتركيز على التعايش والتنوع وقبول الآخر ورفض الكراهية، إضافة إلى تعزيز كفاءات الحوار والتسامح.

وأكد حجازي على الأهمية الاستراتيجية لجودة التعليم في مواجهة التطرف، مشيراً إلى دور اليونسكو في تعزيز التعليم باعتباره أداة لمنع التطرف العنيف، ولافتاً الانتباه إلى أهمية بناء توافق دولي بشأن ضرورة الارتقاء بالتزام قطاع التعليم القائم على مراعاة حقوق الإنسان في درء التطرف العنيف وتحديد ودراسة تصدي قطاع التعليم على نحو ملموس وشامل للتهديدات المتمثلة في التطرف العنيف . وأشاد بالتعاون بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومنظمة اليونسكو، الذي أثمر عن العديد من المشاريع والبرامج الناجحة،

معرباً عن أمله بأن يحقق الملتقى النتائج المرجوة منه وأن تتناسب وتتواءم التطويرات والتعديلات والتغييرات التي تم إجراؤها على دليل اليونسكو ودليل حقيبة تبيان مع مختلف السياقات الجغرافية والاجتماعية والثقافية، بما يخدم الأوطان والشعوب باعتبارهما نموذجاً يحتاج إلى أن يوضع في سياقه، ويترجم بغية تلبية حاجات المتعلمين المحددة، ومشيداً بجهود المركز ودوره الكبير في تكريسّ وتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش.

من جهتها أوضحت العميدة المساعدة لشؤون الطالبات في كلية التربية الأساسية بدولة الكويت الدكتورة لطيفة حسين الكندري، أن بناء الوطن والذود عن مصالحه والحفاظ على سلامة الناس وممتلكاتهم وحقوقهم من الكليات والضرورات الدينية والمقومات المدنية الجوهرية، ومن المطالب التربوية المهمة حتى أضحت من مقاصد السياسات الدولية.

وأفاد أنه بما أن الشباب عماد الأمن في البلاد فإن الانتاجات الموجهة لهذه الشريحة من ركائز التنمية المستدامة ولهذا فإن الدورات التدريبية من ضمن الأولويات التعليمية في المؤسسات الثقافية. مبينة أن المتابع للمخاطر والتطورات المتسارعة التي تواجه منطقة الخليج والعالم العربي يدرك أهمية العمل التربوي لتحصين الشباب من آفات التطرف، ومن هنا فإن تنظيم الملتقيات الفكرية المتخصصة لتطوير آليات واستراتيجيات قادرة على استيعاب المستجدات ومواكبة التطورات وملبية لاشتراطات العصر.

وفي ختام كلمتها ثمنت الدكتورة الكندري الجهود المميزة والمشكورة التي يقوم بها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في إعداد هذا الملتقى المهم الذي نأمل أن تكون إنتاجاته ومخرجاته نافعة للمربين، وبما يخدم الأوطان والشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *