اقتصاد

مكاسب اقتصادية واستبشار إقليمي وعالمي

جدة ــ البلاد

جذب مشروع “نيوم” العملاق الذي اطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اهتمام دوائر المال والأعمال حول العالم للفرص الاستثمارية التي يتيحها لضخامته والتوقعات الإيجابية لمستقبلة .

يتمتع المشروع وفقا للخبراء اقتصاديين، بعدد من المزايا الفريدة، منها القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية، حيث يمر بالبحر الأحمر نحو 10% من حركة التجارة العالمية، وذلك من خلال ربط آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا مع بعضها بعضا، وستتيح هذه الوجهة لـ70 في المائة، من سكان العالم الوصول للموقع خلال ثماني ساعات كحد أقصى.

قال خبراء اقتصاد واستثمار عرب ان مشروع ” نيوم” سيحدث نقلة اقتصادية بالمنطقة ويجذب استثمارات كبرى في مقدمتها الأجنبية. ترحيب دولي

قال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن السعودية تقود المنطقة في سعيها للاستقرار والتنمية، معتبرا “المشاريع الجبارة التي يعلن عنها محمد بن سلمان مثالاً للإمكانيات العظيمة للمملكة”.

وأضاف الشيخ محمد بن زايد في تغريدات على حساب رسمي باسمه على موقع “تويتر” أن “المملكة بقيادة سلمان وبما تمتلكه من رصيد حضاري، وتتمتع به من مقومات طبيعية وبشرية قادرة على تحفيز وتفعيل المشهد الاقتصادي والاستثماري العالمي”.

ومن جهته وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، خطاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتطلعه إلى المستقبل بالعقلاني والمحير للتطرف والمتطرفين.

وقال قرقاش في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إن “خطاب الأمير محمد بن سلمان بعقلانيته وتطلعه إلى المستقبل يحيّر التطرف والمتطرفين، توجه يضع المملكة في موقعها القيادي، المنطقة اليوم أكثر تفاؤلاً”.

وأبدى قرقاش إعجابه بتغطية الصحافة الغربية الإيجابية لإطلاق الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، مشروع “نيوم”، في إطار “رؤية 2030” من أجل التركيز على استقطاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع.

وقال في تغريدة أخرى “كم هو جميل أن تقرأ الصحافة الغربية هذا الصباح وتجد التغطية الإيجابية عن السعودية ومشاريعها وطموحها، التفاؤل بالسعودية تفاؤل بمستقبل المنطقة”.

واشارت وزيرة الاستثمار المصرية الدكتورة سحر نصر الى ان مشروع “نيوم” يتضمن فرصا استثمارية كبرى، وتنفيذه فرصة لتنمية وتعظيم النشاط السياحي، فضلا عن انه يعد إضافة قوية وحافزا ممتازا لكل الخطط الاستثمارية لمصر.

وكشفت وزيرة الاستثمار، في تصريحات نقلتها صحيفة المصري امس “الأربعاء”، عن مفاوضات تجرى حاليا مع المملكة وبعض صناديق الاستثمار لإنشاء صندوق استثمارى مشترك بين البلدين لتمويل مشاريع، أبرزها فى قطاعات السياحة والتشييد والبناء والعقارات والصناعات التحويلية.

فيما وصف الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب جمال بيومي ، مشروع “نيوم”، بالحلم الذي تأخر كثيرا، وقال: “طالبنا كثيرا بأن تستفيد مجموعة دول البحر الأحمر السعودية، ومصر والأردن، من موارد البحر الأحمر والطبيعية الجغرافية للمكان؛ حيث إنها غير مستغلة بالشكل المطلوب، وحان الوقت للاستفادة منها”.

وأوضح بيومي أنه من المنتظر أن يتم إنشاء الكوبري الذي يربط بين السعودية بمصر والذي سيقلب الحياة رأسا على عقب فى شبه الجزيرة العربية، وأن المشروع سيعمل على توسيع دور المملكة في المنطقة.

مميزات :
وتستهدف المملكة ان يكون المشروع مركزا رائدا بالعالم يجمع أفضل العقول البشرية في مدينة مصممة على طراز المدن الذكية ونمط معيشة متقدم مستفيدة من موقعها الاستراتيجي بين قارات العالم القديم آسيا وأوروبا وإفريقيا.

ويعد الموقع الجغرافي لمشروع نيوم حسب التقارير فريداً من نوعه، فهو أكثر برودة من المناطق المحيطة به، إذ تعتبر الحرارة فيه أقل بنحو 10 درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وتعود هذه الظاهرة إلى الطبيعة الجبلية للمنطقة المحيطة بها، إضافة إلى تيارات الرياح القادمة من البحر الأحمر وكون المدينة تقع في الشمال.

كما يقع مشروع “نيوم” في منطقة غنية بالرياح والطاقة الشمسية، إذ يشكل بيئة مثالية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، ما يتيح للمشروع أن يتم تزويده بالطاقة وبأقل تكلفة، وبها ثروة شمسية مستمرة (20 ميجا جول/متر مربع يومياً)،

وسرعة رياح مثالية (متوسط 10.3 متر/ثانية).ويقدم المشروع مزايا قيمة للشركات والأفراد، حيث يلبي احتياجات المملكة العربية السعودية ويستقطب أفضل الشركات وأصحاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم.

السوق السعودي:
ومن بعض مزايا الشركات، الوصول إلى السوق السعودي بشكل مباشر أولاً، والأسواق العالمية ثانياً، كون المنطقة مركزاً لربط القارات الثلاث، فضلا عن منظومة توريد وابتكار شاملة، والتمويل والحوافز المالية، إلى جانب بيئة تنظيمية لقطاعات خاصة ومحددة، مع قوانين تجارية مشجعة على مستوى عالمي، وبنية تحتية تحاكي المستقبل تضع الإنسان على رأس الأولويات وتُخضِع التقنيات الحديثة لخدمته ليعيش المستقبل.

ومن المزايا المهمة أيضا إعادة توجيه الإنفاق السعودي في الخارج نحو “نيوم” بشكل غير مباشر، إذ ينفق السعوديون مبالغ ضخمة على السياحة (15 مليار دولار)، والرعاية الصحية (12.5 مليار دولار)، والتعليم (5 مليارات دولار)، والاستثمارات في الخارج (5 مليارات دولار).

ومن مزايا الأفراد، وجود بيئة معيشية رفيعة المستوى، وخدمات مدنية قائمة على التقنية في قطاعات الصحة والتعليم والنقل والترفيه وغيرها، فضلا عن تخطيط عمراني متطور، وفرص عديدة للنمو والتوظيف، ومعايير عالمية لنمط العيش من حيث الجوانب الثقافية، والفنون، والتعليم، إلى جانب مكاسب هائلة للمملكة.

مكاسب اقتصادية:
وتشمل المكاسب أيضا الاستثمارات في الخارج، إذ سيوفر المشروع فرصاً إضافية أمام المستثمرين السعوديين في القطاعات التي لم تكن متاحةً في المملكة، وذلك ضمن بيئة استثمارية ذات قوانين صديقة للأعمال، ومنظومة مصممة خصيصاً لتحقيق النمو، ونتيجةً لذلك، ستتم معالجة جزء من مشكلة تسرب الاستثمارات.

وقد تصل مساهمة المشروع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030 بل قد تتجاوز ذلك، إضافة إلى أن الناتج المحلي للفرد في هذه المنطقة الخاصة سيكون الأعلى في العالم.

قطاعات اقتصادية :
ويهدف المشروع إلى تطوير قطاعات اقتصادية رئيسة للمستقبل، إلى جانب القطاعات التي تعالج مسألة التسرب الاقتصادي في المملكة والمنطقة عموماً، حيث يتم دعم هذه الشركات من قبل صناديق تنموية.

وقد تم تحديد تسعة قطاعات اقتصادية رئيسة لتعزيز الحضور الاقتصادي للمشروع، تتمثل في مستقبل الطاقة والمياه ويشمل الاعتماد بشكل كامل على الطاقة المتجددة، وحلول تخزين الطاقة، وحلول النقل، إضافة إلى التصنيع، والأبحاث والتطوير، وعلاوة على ذلك، استخدام التقنية الصديقة للبيئة لتعزيز آلية استخدام المياه بأكفأ الطرق وأمثلها.

وثانيا مستقبل التنقل ويشمل الموانئ البحرية، إضافة إلى المطارات، وحلول النقل الذاتي، كالمركبات ذاتية القيادة، والطائرات بدون طيار، وغيرها، وثالثا مستقبل التقنيات الحيوية وتشمل التقنية الحيوية، والتقنية الحيوية البشرية، وصناعة الأدوية.

ركيزة اقتصادية :
وقال الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين، عمرو علوبة إن مشروع “نيوم” ركيزة مهمة لرؤية المملكة 2030 التي تستهدف التحول لاقتصاد متنوع لا يعتمد على القطاع النفطي ورفع إيرادات القطاعات غير النفطية، مع زيادة مساهمة القطاع الخاص إلى 65% من الناتج المحلي الإجمالي. وأوضح علوبة أن “نيوم” يعد امتدادا لمشروعات المناطق الحرة والخاصة العملاقة التي اشتهرت بها الإمارات في المنطقة، وتعمل مصر أيضا على تنفيذها في الفترة الراهنة بمنطقة قناة السويس، وسيخلق المشروع أول منطقة صناعية وتجارية إقليمية تربط بين آسيا وإفريقيا، لافتا إلى أن نموذج مشروع “نيوم” يعتمد على الاستفادة من الموقع الاستراتيجي المهم للربط بين مناطق متعددة وإنشاء مجتمع صناعي متطور وموانئ وخدمات لوجيستية وإنشاء وادي للتكنولوجيا، فضلا عن استثمار المنطقة سياحيا وإنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة تضاهي المدن العالمية.

طموح :
ويطمح مشروع “نيوم” في بناء 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.

وأشاد علوبة، بالهيكل التنظيمي المتطور الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان، بإسناد إدارة المشروع إلى هيئة مستقلة تتولى الإشراف على وضع المخطط التفصيلي للمشروع ومنح التراخيص وتفعيل منظومة الشباك الواحد دون التقيد ببيروقراطية الأجهزة الحكومية؛ ما يذلل العقبات التي يمكن أن يواجها المستثمرون في الأسواق الناشئة.

وأوضح الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين، أن “نيوم” سيعيد إحياء إقامة جسر تجاري بين السعودية ومصر للنقل البري والذي بدوره سيسهم في تنشيط حركة التجارة من جانب، فضلا عن خلق تكامل مع المنطقة الاقتصادية بقناة السويس حيث سيكثف تسليط الضوء العالمي على مزايا المناطق المطلة على البحر الأحمر.

وأعرب علوبة الذي يستثمر في محطات الطاقة الشمسية في مصر، عن تفاؤله بنية المملكة في الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية للمشروع ليواكب التوجه العالمي في توفير طاقة رخيصة التكلفة وتحافظ على البيئة.
من جانبه قال رئيس قطاع الاستثمار ببنك الاستثمار الأمريكي كارتل كابيتال لمنطقة الشرق الأوسط، أيمن أبوهند إن نجاح المشروع سيحقق نقلة اقتصادية بالشرق الأوسط.

وأضاف: المستثمر الأجنبي يبحث أولا عن تشريعات حديثه تضمن حماية استثماراته وتوافر بنية تحتية متطورة لتغذية المشروعات بالطاقة والمياه وتكنولوجيا الاتصالات، فضلا عن أن ضخ استثمارات محلية ضخمة سيشجع المستثمرين الأجانب على الاستثمار وسيجعلهم أكثر قدرة على تدبير تمويلات من الخارج للمشروعات.

ويستحوذ الشق السياحي بمشروع “نيوم” على حيز كبير من اهتمام المستثمرين، وهو ما يؤكده علي غنيم خبير الاستثمار السياحي وعضو اتحاد الغرف السياحية المصرية، بأن المشروع سيرفع التصنيف السياحي العالمي للمدن المطلة على البحر الأحمر.

نقلة سياحة:
فيما قال خبراء سياحة إن مشروع “نيوم” سيحدث طفرة كبيرة على مستوى السياحة خاصة الترفيهية بالمنطقة؛ لأهمية الموقع الذي يربط بين 3 قارات وسهولة الوصول إليه من جميع بلدان العالم في فترة زمنية لا تستغرق 7 ساعات على الأقصى.

وقال رئيس جمعية المستثمرين في طابا ونويبع، سامي سليمان إن المشروع سيحدث رواجا كبيرا للمنطقة المشتركة بين السعودية ومصر والأردن، ونقلة كبيرة لواقع السياحة الترفيهية في الدول العربية.

وأضاف سليمان: “العبقرية في اختيار الموقع؛ حيث إنه أكثر برودة من المناطق المحيطة في الخليج؛ الأمر الذي يتناسب مع طبيعة أكثر بلدان العالم”.

ويضيف سليمان، يميز تلك المنطقة، وجود العديد من الجزر البكر والمناظر الخلابة والجبال شاهقة الارتفاع التي تكتسي بالثلوج مع صحراء شاسعة وممتدة إلى ساحل البحر.

من جانبه قال الدكتور مصطفى بدرة خبير الاقتصاد، إن الجانب السياحي المتمثل في إنشاء أكبر منطقة ترفيهية في العالم، سيوفر فرصا كبيرة للعمالة والسكن ويحد من البطالة في مصر والأردن.

وأضاف: “موقع المدينة متميز إذ يقع على امتداد طريق الحرير الذي تمر من خلاله معظم أساطيل السفن، التي من المؤكد أنها سترتكز في تلك المنطقة الترفيهية على غرار سواحل إندونيسيا وجزر الفلبين.

وأعلنت جمعية مستثمري السياحة المصرية عقد اجتماع، مطلع نوفمبر المقبل؛ لدراسة مشروع “نيوم” وبحث الاستفادة منه، وفقا لتصريحات تامر نبيل أمين عام جمعية مستثمري البحر الأحمر.

وقال إن المشروع يفتح الباب لتنشيط حركة السياحة الوافدة لمنطقة البحر الأحمر، ويضخ المزيد من الاستثمارات.

وتابع: “السعودية أصبحت تملك خبرة كبيرة في مجال التخطيط، كما أن مصر لديها خبرات مهمة في مجال السياحة والترفية، وتكامل الخبرات بين البلدين سينعكس بشكل إيجابي”.

وتستهدف المملكة أن يكون المشروع مركزا رائدا بالعالم يجمع أفضل العقول البشرية في مدينة مصممة على طراز المدن الذكية ونمط معيشة متقدم مستفيدة من موقعها الاستراتيجي بين قارات العالم القديم آسيا وأوروبا وإفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *