جدة ــ وكالات
تشكل الجزر اليمنية بمواقعها الاستراتيجية، أهمية قصوى من النواحي العسكرية والتجارية، ويمثل تحريرها من قبل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة ضربة موجعة لميليشيا الانقلاب الحوثية.
وقام التحالف بتنفيذ عمليات عسكرية دقيقة في السواحل والجزر اليمنية، ما شكل غطاءً أمنياً للساحل الغربي، للحد من تهريب الأسلحة، ومكن السلطات الشرعية من استعادة السيطرة على غالبية الجزر والمناطق الساحلية، ابتداء من مضيق باب المندب، ومروراً بميناء المخا، وصولاً إلى ميناء ميدي في محافظة حجة.
وخاصة بعد محاولات الحوثي بدعم من إيران من الاستيلاء على عدد الجزر المتناثرة في المياه الإقليمية اليمنية والبحر العربي والبالغ عددها 216 جزيرة، يتواجد معظمها في البحر الأحمر بعدد 107 جزيرة، والباقي في خليج عدن والبحر العربي، منها 17 جزيرة مأهولة بالسكان، و199 غير مأهولة بالسكان بحسب تقرير إحصائي من الجهاز المركزي للإحصاء اليمني.
وكانت ميليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة من إيران تستخدم تلك الجزر لتهريب الأسلحة تحت غطاء أنشطة مختلفة مثل التجارة أو الصيد، وتمكن التحالف من ضبط الكثير من مخازن الأسلحة التي تستخدمها الميليشيا في هذه الجزر.
في غضون ذلك قتل 53 عنصرا من ميليشيات الحوثي الإيرانية، امس الثلاثاء، من بينهم قناصة وقيادات ميدانية ممن يديرون المعارك، وذلك في غارات شنتها مقاتلات التحالف، ومواجهات مع قوات المقاومة اليمنية المشتركة بجبهة البرح في مديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وكانت قوات التحالف قد شنت هجوما عسكريا على تجمعات لميليشيات الحوثي بمشاركة قوات المقاومة، وذلك بعد رصد دقيق وعمليات استطلاع واسعة لتحركات الميليشيات، ما أسفر عن مقتل عناصرها وتدمير تعزيزاتها العسكرية في عملية مباغتة لم يتوقعها الحوثيون.
ونفذت قوات التحالف عملية عسكرية نوعية كبدت الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، ورصد لعمليات حشد الميليشيات وآلياتها العسكرية منذ فترة، حيث تمكنت مدفعية التحالف بناء على إحداثيات دقيقة من استهداف تحصينات الانقلابيين، وتدمير العديد من دباباتها وآلياتها العسكرية، التي كانت تستخدمها لقصف المنشآت المدنية وترويع المدنيين من الأهالي الرافضين للمشروع الانقلابي في اليمن.
فيما قتل شخص وأصيب اثنان آخران بجروح من جراء إطلاق ميليشات الحوثي الرصاص على تجمع قبلي في محافظة البيضاء، وسط اليمن،وقالت المصادر لـ”سكاي نيوز عربية” إن محتجين من أبناء مديرية العرش رداع بمحافظة البيضاء نفذوا وقفة احتجاجية، للمطالبة بتسليم قيادي حوثي للقضاء، بعد قتله لأحد أبناء المديرية.
وكان أبناء القبيلة قد قطعوا الخط العام الرابط بين صنعاء والبيضاء وأحرقوا الإطارات، الأسبوع الماضي، احتجاجا على مماطلة الحوثيين في تسليم القاتل. وتدخلت وساطة قبلية لإقناع أولياء الدم بفتح الطريق وإتاحة الفرصة للوساطة، لإقناع الحوثيين بتسلم القاتل للقضاء، غير أن المليشيات الموالية لإيران استمرت في المماطلة بالقضية.
وتأتي الجريمة الحوثية الأخيرة في إطار مسلسل إجرامهم، الذي يروع اليمنيين في المناطق التي تحتلها الميليشيات المتمردة.
ودأبت ميليشيات الحوثي على ترهيب اليمنيين، على وقع تصاعد الغضب الشعبي والأصوات الرافضة لممارساتهم التي أدخلت المناطق المحتلة في دوامة من الأزمات.
فيما حملت 7 أحزاب يمنية ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة للحرب التي فرضتها على اليمنيين، وما نتج عنها.
وقال المؤتمر الشعبي العام، والتجمعُ اليمني للإصلاح، واتحاد الرشاد اليمني، واتحاد القوى الشعبية، وحزبُ التضامن الوطني، وحركة النهضة للتغيير السلمي، وحزب السلم والتنمية، في بيان لها، إنه كان بإمكان اليمن اليوم أن ينعم بالأمن والاستقرار لولا انقلاب الميليشيات على العملية السياسية بالقوة، ورفضها للتوافق الوطني والتسويات السياسية، وسطوها بالقوة على مؤسسات الدولة، وحكمها من خارجها، ومحاولة قهر إرادة الشعب بتصفية الشرعية، وإعلانها الحرب.
وأشارت إلى أن جماعة الحوثي تريدها حرباً مستدامة، لتعظيم المآسي الإنسانية التي تدمر اليمن دولة وشعباً، وترفض الحلول المتوافق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً.
وأعربت عن رفضها المواقف التي تبناها ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، وأية سياسات تعيق عمل الدولة، واعتبار أية خطوات تتم في هذا السياق مهددة للسلم الاجتماعي والتوافق الوطني.
وحدد البيان ملامح الاستراتيجية المشتركة وتقوم على: بناء شراكة بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي تحدد مسؤوليات كل منهما، وحصر إدارة المناطق المحررة بالحكومة وأجهزتها، وإنهاء ازدواج السلطات، وبسط نفوذ الحكومة.
واتهم الميليشيات بالنهب والسطو والاستيلاء على مدخرات وموارد اليمنيين، ورفض دفع رواتب الموظفين. وفى سياق منفصل سلمت وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن أمس الثلاثاء سبع سيارات إسعاف جاءت خصيصا لعدد لعدد من المناطق والمحافظات، وذلك بدعم من مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة في عدن.
وتم تسليم السيارات بحضور ومشاركة وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، ووكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الأولية الدكتور علي الوليدي، ووكيل وزارة الصحة الدكتورة إشراق السباعي ونائب مدير هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عدن المهندس طيب الشامسي وفقا لوكالة الانباء اليمنية الرسمية.