جدة ــ وكالات
في الوقت الذي اختارت فيه قطر العناد والسير قدما بأزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلى طريق مسدود، بدا جليا نجاعة الإجراءات ضدها في خنق وتجفيف منابع تمويل الإرهاب .
فبعد مرور أكثر من شهر على قرارات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر، بسبب سياستها المتطرفة وتورطها في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، كشفت الأحداث معاناة التنظيمات الإرهابية من التراجع نتيجة شح التمويل.
وتقدم قوات الشرعية في بعض البلدان، التي تشهد صراعات وحروبا اهلية، مثل اليمن والعراق وليبيا، وانحسار العمليات الإرهابية في بلدان أخرى بالمنطقة مثل البحرين، ما يؤكد التورط القطري في دعم حركات التمرد والتنظيمات الإرهابية في هذه البلدان بالمال والسلاح.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون، أن قرارات المقاطعة لقطر انعكست على الفور على الوضع في العراق؛ إذ انتصرت القوات الحكومية على تنظيم “داعش” الإرهابي في الموصل، كذلك الحال في ليبيا إذ تم تحرير بنغازي من المليشيات المسلحة، فضلًا عن الوضع في اليمن إذ تقدمت قوات الشرعية في مختلف الجبهات مخلفة خسائر كبيرة للانقلابيين الحوثيين.
وقال المحلل السياسي الإماراتي، ضرار بالهول الفلاسي، انه منذ بداية المقاطعة انهار تنظيم “داعش” واستقر الوضع نسبيًا في العراق وسوريا، كما حققت قوات الجيش الوطني في ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر، انتصارات كبيرة على المتمردين، وتم تطهير بنغازي من مليشياتهم، كذلك حققت قوات الشرعية في اليمن انتصارات كبيرة على المتمردين الحوثيين، وأصبحت قريبة من العاصمة صنعاء، كما الحال في البحرين؛ إذ تم القبض على كثير من الإرهابيين، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة كانت بحوزتهم.
ومن جانبه، قال نائب رئيس هيئة الأركان اليمنية، اللواء صالح الزنداني، إن مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، أعقبها تقدم غير مسبوق لقوات الشرعية في عدة جبهات، وشهدت جبهات ضرواح ومأرب تقدما لافتًا، وكذلك في تعز على الساحل الغربي، فضلًا عن جبهات نهم والجوف
وأوضح الزنداني، أنه في الأيام القريبة القادمة ستكون الانتصارات أكبر في كل الجبهات، وأضاف أن الجبهات التي تم تحريرها بين صرواح ونهم، تشكل بالنسبة لقوات الشرعية هدفًا استراتيجيًا مهما، مشيرًا إلى استسلام قيادات من الانقلابيين في بعض الجبهات، ما يدل على ضعف السيطرة الكاملة للميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح الموالية لها.
أما على الجانب العراقي، فقد كشف المستشار الإعلامي لوزير الداخلية العراقي، وهاب الطائي، أن التحقيقات أثبتت وجود بنوك ومنظمات ومؤسسات قطرية تدعم الإرهابيين في العراق، مشيرًا إلى انحسار عمليات تنظيم “داعش” الإرهابية في الموصل، والتقدم لقوات الجيش والسيطرة على المدينة، وتحريرها من التنظيم الإرهابي، موضحًا أن القضاء على التنظيم الإرهابي أصبح وشيكًا.
وفى السياق قال المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، أحمد المسماري، إن عملية تحرير بنغازي بعد سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها تجاوزت 3 سنوات، مشيرًا إلى الدور الذي قامت به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في تعطيل عمليات التمويل من جانب الدوحة لتلك التنظيمات، ومنح فرصة التقدم للجيش الليبي وتطهير بنغازي منها.
وأضاف أن ما حدث في بنغازي إنجاز عسكري غير مسبوق؛ إذ كانت معركة بنغازي الكبيرة نقطة تحول ضد الإرهاب وكسر للنظام القطري الذي لا يخجل من دعم الإرهابيين، موضحًا إن قوات الجيش الليبي ما زالت تتقدم وتحقق الانتصارات المتوالية، في ظل انهيار الروح المعنوية في صفوف الإرهابيين.