باريس – بروكسل – وكالات
أوصى مؤتمر “الآليات الحديثة في مكافحة الإرهاب” الذي أقامه مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، بالتصدي جديًا لإشكاليات تمويل الاٍرهاب، بوصفها المعركة الفيصل في الحرب الحضارية التي تخوضها الإنسانية ضد الاٍرهاب والمنظمات الإرهابية، بمختلف توجهاتها ومرجعياتها السياسية والدينية، دون استثناء أو مداهنة أية دول أو تنظيمات متورطة في تمويل الاٍرهاب أو ممارسته.
وناشد المؤتمر، قادة وممثلي الدول المشاركين حاليا في قمة باريس لمكافحة تمويل الإرهاب، بأن يشجبوا سياسيا، وأن يعزلوا دبلوماسيا، وأن يعاقبوا اقتصاديا، الدول التي تعتمد سياسات حكومية تصب في دعم وتمويل وإيواء المنظمات الإرهابية وقادتها ، مشيرين إلى قطر، وايران باعتبارهما راعيين للإرهاب وجرائمهما في دعم التنظيمات الإرهابية، وتوفير ملاذات لها.
ووجهت التوصيات الختامية، تنبيها للدول الغربية بضرورة استلهام الدروس من أخطاء العقود الماضية، والكف عن تغليب المصالح المالية والاعتبارات الدبلوماسية على القيم والمبادئ الإنسانية، وعلى التشريعات والمواثيق الدولية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب.
قطر وداعش
في السياق نفسه، كشفت ورقة بحثية نشرها مركز بروكسل للبحوث وحقوق الإنسان، عن تأثير الأزمة مع قطر على تراجع نفوذ تنظيم داعش الإرهابي في كل من سوريا والعراق، حيث أشارت الأرقام والإحصاءات، التي تم جمعها لهذا البحث إلى انخفاض كبير في فعالية أنشطة الإرهاب في سوريا والعراق.
وأكد البحث من منظور تحليلي، أنه على مدار عام 2017، حققت قوات الأمن العراقية المدعومة من حلفائها انتصارات ساحقة ضد تنظيم داعش، حيث قامت بتحويل الخطوط الأمامية في البلاد.
وتوضح الدراسة أن سوريا هي حالة مختلفة، ففي حين كان هناك انخفاض كبير في الوفيات بين المدنيين في أغسطس 2017، تميل الأرقام إلى الارتفاع والانخفاض باستمرار؛ نظراً لتعقيدات الصراع والتدخل الأجنبي والعوامل الأخرى المرتبطة بها.
ومنذ يونيو 2017 يفقد داعش وجوده الإقليمي بشكل كبير في البلاد، ويشمل هذا الانخفاض تحولاً ملحوظاً في نشاط داعش يتضمن العنف ضد المدنيين.
وجاء في الدراسة أن “النصف الثاني من عام 2017 شهد ميلاد أزمة قطر بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب؛ كإجراء وقائي ضد سياستها الخارجية فيما يتعلق بتمويل الإرهاب”.
ووضحت الدراسة أن “اتهامات داخلية وخارجية وجهت إلى قطر بشأن احتمال دعهما للمنظمات الإرهابية بشكل غامض. ومن هنا، طالبت الدول الداعية لمكافحة الإراهب بإنهاء أي نوع من الدعم المالي والاستخباراتي أو اللوجستي للمنظمات الإرهابية، من خلال إنذار يحتوي على ثلاثة عشر بنداً”.
وقالت الدراسة: إن “المجتمع الدولي عزز هذه المبادرات لفرض تدابير أكثر صرامة بشأن التدفق غير المشروع لدعم الإرهاب الذي يقيد القدرات المالية للمنظمات الإرهابية. وقد أسهم ذلك بالإجماع ودون تقييد عوامل أخرى، في إنقاص المصدر الأساسي للقدرات المالية للإرهاب في المنطقة”.
من جانبه، كشف رولان جاكار، الخبير في مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الأوروبي، ورئيس لجنة المراقبة الدولية للإرهاب، أن قطر قامت بحماية وإخفاء من قاموا بقتل أقباط مصر في ليبيا على أراضيها في الدوحة، وأنها عملت على حمايتهم بشتى الطرق.
وخلال المؤتمر، تواصل فضح تمويل قطر لجبهة النصرة الإرهابية، عن طريق الصحفي الأمريكي ثيو بادنوس، الذي أكد في كلمته أن إسرائيل عبر حدودها كانت مكان إتمام صفقات الإفراج عن الرهائن بين “النصرة”، وقطر، حيث كانت ترسل القوائم من جانب الدوحة إلى هناك، ويتم تسليم الأموال على الحدود.
وأشار “بادنوس” الذي يجيد اللغة العربية بحكم عمله، إلى أنه كان يسمع من داخل زنزانته لدى “النصرة”، الأوامر القطرية الصادرة لقيادات التنظيم، بتعذيب الرهائن والمخطوفين.
على الصعيد الاقتصادي، اعترف الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية الأربعاء، بأن الشركة منيت بخسارة كبيرة في السنة المالية المنقضية؛ بسبب حظر عمل الشركة في دول الرباعي العربي المقاطعة للدوحة بسبب دعمها للإرهاب.
وتم منع الخطوط القطرية من الطيران إلى 18 مدينة في المملكة والإمارات والبحرين ومصر منذ يونيو، عندما قررت الدول الأربعة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر؛ بسبب دعم الأخيرة للإرهاب.