أرشيف صحيفة البلاد

مغامرون في أعماق الحياة

بقلم : عبير صالح عطوة

تأملت أشهر المقولات الأدبية لعدد من الأدباء والناشطين، فالأمريكية هيلين كيلر تقول (الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء)، ويقول باولو كويلو (إذا كنت تعتقد أن المغامرة قاتلة فجرّب الروتين.. إنه قاتل)، وايضاً هناك أوبرا التي تقول (أكبر مغامرة يمكن أن تمر بها هي أن تحيا كما تريد)..
وتساءلت : لم َ لا تكون المغامرة سلوكاً تربويًا؟ لماذا لا نعلمها لتلاميذنا وطلابنا؟ لماذا لا نربي عليها أبناءنا؟..
فلو نظرنا للدول المتقدمة مقارنة بالدول العربية طبعًا لكان هذا ردًا على تساؤلاتي، فكل التطور السريع الذي سبقتنا به تلك الدول كان نتيجة لمغامرتها ومحاولتها للنجاح، ففي كل مرة كانت تخطأ وتصر على تصحيح الخطأ بينما نظل نحن كدول عربية (محلك سر) نكتفى بتقليدهم وتطبيق تجاربهم بعد نجاحها، وهذا يعود لخوفنا وانعدام روح المغامرة، فنطرتنا للأمور دائماً متشائمة وسلبية، بالإضافة إلى أن كل المتميزين وأصحاب العقول الراقية يصنعون ذاتاً لأنفسهم بل ويقدّرون ذاتهم فتجد روح المغامرة تسرى في روتين حياتهم من باب الطموح والكفاح والوصول لمبتغاهم..

فنحن لو أجدنا وببساطة تعريف المغامرة على أنها تجربة غير عادية، مثيرة ومشوّقة، جريئة ومحفزة للأبداع والابتكار وتعزيز المشاعر الإيجابية، فأننا بذلك قد ننجح في ترميم هذا المصطلح في مجتمعاتنا حتى نجعله سلوكاً تربويًا نعززه ونغرسه في تربية أولادنا كي يدربوا أنفسهم دائماً على الشجاعة وخوض التجارب الإيجابية، والتاريخ يذكر لنا أن كل عالم ومخترع وكل ناجح كانت لهم مئات التجارب والأخطاء الفاشلة التي غامروا بنتائجها في العديد من المرات حتى وصلوا لمبتغاهم بصدق يقينهم وإخلاصهم وإصرارهم على النجاح.

قد تكون المغامرة نافذة لأن تعرّفك على أحد الشخصيات المشهورة أو أحد القادة العظماء وأصحاب السلطات، وقد تكون المغامرة من أبسط الأشياء كرسم ابتسامة على وجه محتاج وربما تكون المغامرة هدية غريبة تفاجئ بها والديك..
باختصار أقولها لكم ومن قلب صادق.. غامروا وخوضوا التجارب، فالحياة فرص وسيندم من لا يغتنمها.