أحمد سالم العزاني
في يومنا الوطني يحق لنا أن نتفاءل وعلينا دائما أن نمسك على هذا التفاؤل ، استبشارا بمزيد من الخير والنجاحات لمسيرة الوطن في حاضره ومستقبله على كل الأصعدة، فرغم المخاطر والتحديات الإقليمية، والظروف الاقتصادية الناجمة عن انخفاض سعر البترول ، يتعاظم دور المملكة ، ويسارع الاقتصاد السعودي خطواته لمستقبل أكثر قوة وقدرة وتنوعاً.
هنا لابد أن نتوقف كثيرا عند نقاط الارتكاز والانطلاق من خلال رؤية المملكة 2030 وخطة التحول للاقتصاد الوطني 2020 والتي هي ثمرة الحكمة العالية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتوجيهاته الرشيدة ،حفظه الله ، في إعادة صياغة سياسات المملكة على كافة الأصعدة ، ورسم خارطة عمل جديدة واعدة ، انطلاقا من تعزيز قدراتها الاقتصادية بتنويع مصادر الدخل.
في هذا الحراك النشط للبناء والتنمية النوعية والقوة الشاملة للمملكة ، يقود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز تفاصيل الرؤية بعقل وثاب وروح الشباب ، ونجاحات تتجلى فيها صفاته القيادية ، والقدرة على اقتحام تحديات التحول من الاقتصاد النفطي ، إلى اقتصاد آمن متنوع المصادر، والاعتماد على القدرات الوطنية الشابة واستثمارها ، وبناء شراكات قوية مع الاقتصاديات الكبرى بدول العالم والشركات العملاقة في مختلف المجالات التنموية والتقنية الواعدة وفق استراتيجية واضحة أنجزت على الأرض الكثير مع عواصم العالم الكبرى غرباً وشرقاً.
من الصعب اختزال قراءة واقع طموح ومستقبل واعد يرعاه الملك المفدى ويتبناه سمو ولي عهده ، إن كان على الصعيد الاقتصادي والتنموي وقدرات المملكة داخليا وخارجيا، حيث يتصدى سمو ولي العهد للملفات الكبرى لخارطة الطريق وجعل المملكة رقما مؤثرا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وتحريك سريع لقطاعات الإسكان واستثمار الثروة البشرية السعودية ومشاريع البنية الأساسية ، بالتوازي مع خطوات وقرارات الإصلاح الاقتصادي وتعزيز النزاهة والشفافية، في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة الرشيدة نحو توسيع عمليات الخصخصة لقطاعات حيوية لتزيد من شراكة القطاع الخاص ، وهو قادر بخبراته وقدراته على الاستثمار وإدارة هذه القطاعات لتكون شرايين تنموية قوية للاقتصاد الوطني.
إن الصفات القيادية والرؤية الوثابة لولي العهد إنما هي قبس مضيء من نبع ميراث العبقرية الفذة للملك المؤسس طيب الله ثراه وأبنائه الملوك البررة ، والمدرسة القيادية العظيمة لخادم الحرمين الشريفين ، والتي نشأ فيها الأمير محمد بن سلمان على صفات القيادة وأمانة المسؤولية، فكان نجاح سموه وبتوجيهات القيادة الرشيدة في الانطلاقة الموفقة لخارطة الطريق، وقوة الوطن بحول الله ، في مواجهة المخاطر الإقليمية التي تتلاطم أمواجها في المنطقة بسبب التدخل الإيراني العدائي الحاقد ، وتصدي المملكة بقوة لمخاطر الإرهاب والداعمين.
وللعمل الخيري الإنساني مساحة شاسعة في قلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وليس هذا بجديد على من نشأ في العالم الإنساني الذي يمثله الملك سلمان بن عبد العزيز داخل الوطن وخارجه ويحظى باحترام وتقدير العالم والمجتمع الدولي، وفي هذا تولى الأمير محمد بن سلمان أعمالا خيرية سامية تهتم بقيمة الإنسان واحتياجاته ، وبذل سموه ويبذل الجهد والخير والتبرعات الكريمة للجمعيات الخيرية منذ سنوات مبكرة، ، وهو صاحب المواقف النبيلة في كل ميدان ، كما يتجلى حبه واحتضانه لبواسل الوطن على الحدود وعلى كل شبر من أرض الوطن ، ولطالما قام بزيارتهم وعايش معهم الأعياد ومشاركتهم الطعام فوق رمال هذه الأرض الطيبة المباركة التي يذودون عنها ضد كل معتد آثم حاقد ، ويبذلون أرواحهم ودماءهم لوطنهم الغالي ببسالة عالية.
هذا غيض من فيض الكتاب المشرق للرؤية الطموحة التي تتجلى في فكر ولي العهد بكل حيوية واقتدار.كل عام والوطن في عزة ورخاء.