الوطنية ليست شعاراً مؤقتاً يرفع ولا احتفالاً يندثر، بل حب يتحول إلى أفعال خير وتطوير وإخلاص مستمر.
فالوطنية، هي أن تعمل لوطنك بإخلاص وبناء حتى يدوم مئات الأعوام، وأن تنظف مكانك وتحافظ على نظافة بلدك، أن تحمي البيئة من التلوث لأجيال وطنك القادمين، أن تعمل بإخلاص ولا تهدر وقت العمل في أمورك الشخصية، أن تحافظ على ممتلكات وطنك كأنها ممتلكاتك الخاصة، أن تحرص على إيصال الخطأ للمسئولين ليحاسب المقصر.
الوطنية هي أن تسترشد في صرف المياه فهي ثروة وطنك، أن ترفض المحاباة في عملك لأي شخص كان، أن تعامل رئيسك الفاشل بصدق وتأخذ بيده للإصلاح، أن تعامل مرءوسيك باحترام وأدب حتى ينتموا ﻷعمالهم، أن تربي أبناءك على الخير والنجاح حتى يحملوا الوطن بأيديهم.
الوطنية أن لا تبحث عن بعثة بالواسطة لابنك الفاشل، أن تعلم ابنك الثبات في العمل والعطاء، أن تشعر بالفقراء في بلدك وتبذل لهم فأنت في نعمة عنهم، أن تلتزم بالقانون بدل أن تخالفه وتلعن تسديد الغرامة، أن تحافظ على بنات بلدك وتستر أعراضهن.
الوطنية أن لا نتناقل الإشاعات وقصص الانحراف في وطننا وكأنها مصدر تسلية، أن تفكر كل يوم كيف تبدع وتطور في العمل الذي بين يديك، أن تساعد من حولك في البيت والعمل ليكونوا أكثر حباً وأكثر إبداعاً وأكثر ثقة وأكثر إخلاصاً، أن تخرج من مكانك وأنت على يقين أن من خلفك يدعو لك بالخير، أن تبارك للأثرياء وتدعو لهم أن يسخروا ثرواتهم لخدمة الفقراء، أن ندعو بأن يجعل الله وطنك آمناً مطمئناً، ويسخر له كراماً صالحين ويقيض له المفلحين الصادقين.
من صفحة (تراث الحجاز)