أرشيف صحيفة البلاد

معالم وذكريات (19 ).. جدة .. وبحرها

 

د. زامـل عبدالله شعـراوي

يكاد الحديث عن ” جدة “لايقف عند حدود معينة. لقد تربي أهل ” جدة ” على هذا ، بل انتموا إليه عبر أجيال وأجيال متلاحقة، حيث إنه يمثل لهم شمساً وقمراً وضوء حياة لتبقى ” جدة ” هي العروس الفاتنة، بل الشمعة المضيئة التي تسكن كل نبض وكل قلب ، وكل بيت لكل جداوي لأنهم أبناء البحر والحكايات ، والوصول ، والسفر ، والفضاء الأبعد .

” جدة ” أو ” عروس البحر الأحمر ” هكذا لقبت بهذا اللقب الفاتن وأصبح ملازماً لها وما ان تذكر ” جدة ” إلا ويحضر هذا اللقب كان خلف هذا اللقب جمالها وإطلالتها الرائعة على ” البحر الأحمر ” الذي هي هبته ” فجدة ” الرائعة تمتلك أكبر ميناء بحري على ” البحر الأحمر “وهو مخصص لتصدير البضائع غير النفطية واستيراد الاحتياجات المحلية وهو شريان مهم يربط هذه المدينة بكل أرجاء العالم يضاف إلى كل هذا دور هذا الميناء العريق في مواسم الحج وزوار بيت الله ، و” جدة ” تشتهر بكثرة الناطحات والأبراج والميادين فيها، إلى جانب العديد من الأماكن السياحية الأثرية والحديثة، وتعتبر مدينة ” جدة ” أجمل مدن المملكة من حيث السياحة والترفيه والمقومات الأساسية لمدينة تقوم على بعدين تاريخي عريق وحاضر زاهر ومستقبل أجمل ، كما تعتبر الوجهة الأولى في المملكة للزوار؛ سواءً من داخل المملكة أو من خارجها.

و” جدة ” تزخر بتفاصيل التاريخ بكل ما فية من جمال وحضارة وعراقة وهي ” البحر ” الذي ارتبط اسمه بها منذ قديم الأزل ولا سيما أنها تلقب بعروس ” البحر الأحمر ”

و” وجدة ” تمثل هوية الأنسان والمكان الذي عشقة أهلها وزوارها وخلدت الكثير من القصص والحكايات في مسارها التاريخي .

إن أكثر ما يميز ” جدة ” هو بحرها، الذي أصبح ملهماً لكل الشعراء والأدباء والفنانين والهواة ، وقد ارتبط اسم “جدة ” بالبحر دوماً، ونشأت علاقة بين أهل “جدة ” وبحرها، كلً على طريقته ..

إن بين تلك الأمواج التي ترسم ملامح الجمال من خلال موجة تتكسر على الشاطئ، فتوثق علاقة الجمال بين أهل ” جدة ” والبحر، جمالا ووفاء، يتجددان بتجدد أمواجه وغموض بحرها الآسر .
و” جدة ” متنوعة متجانسة بتنوع نبض المشاعر البشرية بين ساكنيها.

وعندما نتساءل كيف يتفاعل الناس مع البحر، نجد أن لكل منهم طريقته الخاصة، ولكنها بالتأكيد، ستتجاوز حدود الانطباع العابر، لتصل إلى الإحساس العميق، حين تتجسد كلمات في قصائد شاعر حالم ، وتكون موضوعاً للوحة فنان،إنها حكايات إبداع يبقى ” البحر ” سيدها على مر العصور.

تمتد العلاقة التاريخية مع ” البحر” ، إلى ذلك الزمن الذي اخترعت فيه السفن، وهي تتجدد إلى الآن باكتشافات عوالم البحار المذهلة، ملونة ومتصفة بروحية الألفة، بعد أن اخترق الإنسان بمعداته، تلك الصفحة الزرقاء، في محاولة منه لفك لغز أسرار ذلك العمق.

وفي ” جدة ” شكل البحر لأهلها طريقة حياتهم ، وفرز مع الزمن أشخاصاً يمتهنون مهن البحر، وأشخاصا يوثقون حياة البحر. كما ألهم مبدعين تفاعلوا مع البحر وأنتجوا أدباً وفناً رفيعاً اتسم بخصوصية المكان، الذي يحضنه ذلك الأزرق الكبير ، ليروي لنا قصص عشق وحكايات خالدة لا تنتهي .
همسة :
جدة .. بحر .. وإلهام .. وعطاء