د. زامل عبدالله شعراوي
كإيقاعات الحياة التي تراقص المشاعر وتغرس الحنين والإحساس والرجولة التي تأتي مع اشتعال الدهشة واشراقات النفس ونسج اللحظة .. انها رحلة الانغام التي تسافر عبر الاجيال في رحلة بحث عن لحظة الارتواء والمساحات التي تضيء السرج في ساحات وبرحات ” جدة القديمة ” حيث .. حديث نغم المدينة حلم ساكن في قلوب ساكني هذه المدينة الفاتنة ” جدة “، اليوم أتطرق بشكل بسيط عن “المزمار” بالرغم من وجود العديد من كتب عنه ، لكن لابد عن الحديث عنه كلما ذكرنا “جدة” وافراح أهلها.
ان رقصة ” المزمار ” هذا اللون الحجازي الخالد المتوارث جيل اثر جيل وهو لون شعبي حجازي ومن أكثر الألعاب شعبية في منطقة الحجاز بشكل عام وتحديداً في ” جدة ” ” و”مكة المكرمة ” و” المدينة المنورة ” بشكل خاص . لقد اقترن ” لعب المزمار ” بمناسبات الأفراح عند أهالي جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف .
و” المزمار ” في اللغة التغني بالصوت الحسن ، وقد عرفه أهل الحجاز منذ وقت مبكر كالون شعبي تراثي مشهور له خاصية وسمة وشكل حماسي وله اصول في الاداء والنبل والرجولة والذي يمتاز به ويميزه دون الرقصات الأخرى.
ويؤدي ” المزمار ” الرجال الكبار والشباب بحركات بدنية ووقع خاص من تحريك رجل ولف عصا باليد على الإيقاعات ، حيث تتكون عدة المزمار من: ” علبة ” ” ونقرزان ” ” ومرجف ” و ” مرد ” .
” العلبة ” يكون شكلها مثل ” الدف ” إلا إنها أكبر منه، و ” النقرزان ” عبارة عن زير صغير مجوف ومغطى من الجهتين بالجلد يضرب عليه بعيدان ذات حجم صغير ، أما ” المرجف ” فهو شبيه بالعلبة في الشكل إلا أن لصوت العلبة طنين و “المرجف ” رخيم، أما ” المرد ” أو ” المرواس ” فهو مثل البرميل الصغير ووظيفته الرد على ” النقرزان ” ، كل هذه الأدوات تصنع من جلود الدواب، بالنسبة للعصا التي يديرونها بأيديهم فهي من الأشجار القوية وطولها نحو متر ونصف وتسمى بأسماء كثيرة منها: ” الشون ” و “العود ” و ” المطرق ” و ” العرق ” . ، وللمزمار قوانين وترتيب وآداب صارمة ، وتلزم الرقصة، عادة، بلباس محدد، وهو الثوب، والعمامة الحجازية الألفي – البرتقالية اللون، ويوضع على الكتف المصنف اليماني أو الحلبي (الغباني) والحزام البقشة العريض على الوسط ، لكن لم تعد تلك اليوم حاضرة كما كانت في السابق.
وقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو يوم الخميس 2 ديسمبر 2016 رقصة المزمار السعودية ضمن قائمة اليونسكو التمثيليَّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريَّة، وجاء تعريف المنظمة كالتالي:
” رقصة المزمار تعد من الرقصات التقليديَّة في منطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية، وعادة ما تمارس لإحياء المناسبات العائلية أو الاحتفالات الوطنية. وتجري هذه الرقصة بمشاركة نحو 100 رجل مصطفين في صفين مقابل بعضهما البعض ويصفقون ويرددون أغاني عن البطولة والحب. ويرقص رجلان بالعصي في وسط ساحة الرقص على إيقاع الطبول لفترة محدّدة ثم يفسحون المجال لغيرهما وهكذا. ويتم تناقل هذه الرقصة في فرق الفنون المسرحية ومراكز التراث. وتعد هذه الرقصة رمزاً من رموز هويّة المجتمع وجزء من تاريخه المشترك ” .
ويصاحب لعبة المزمار غناء معروف أو أهازيج تعرف بـ “الزومال”، غالباً ما يكون مصحوباً بأهزوجة منها وأشهرها لدى اهل جدة خاصة والغربية عامة .. “حبا حبا باللي جا ** ويا مرحبا باللي جا ”
همسة :
من أهازيج المزمار :
” يا جماله.. ودّوني جدة ، يا جماله.. بقروشي ودوني ، يا جماله.. لأهلي ودوني ” .