د . زامل عبدالله شعـراوي
عندما تبحر معاني الفنون الى عالم من الفرح والجمال المدهش ..الى عالم تسكنه الاحلام كخارطة تجمع العالم بألوانه الزاهية حيث تشرق الحياة كل يوم بلون جديد وارتياح اعمق لمدينة تسكن اهداب العين” كجدة ” العروس التي نغنيها نغماً عذاباً مع شروق وغروب كل شمس.. وهذا ما يتجسد في ” المتحف المفتوح ” في مدينة جدة .
يقع هذا المتحف في الجزء الشمالي من الكورنيش الأوسط بين مسجد ” العناني ” وقصر ” السلام ” على مساحة 7 الاف متر مربع ، إذ يعد من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم ويضم المتحف المفتوح المجسمات الجمالية في جدة ” عروس البحر الاحمر ” ويضم ستة وعشرين مجسماً جمالياً فنياً عالمياً من أعمال فنانين عالميين منهم على سبيل المثال لا الحصر الفنان البريطاني الشهير ” هنري مور” ، والفنانان الفرنسيان ” فـيكتور فزارالي Victor Vasarely ” ، و ” سيزار بلديسيني César Baldaccini” ، والفنان الألماني ” جين آرب Jean Arp ” ، والفنان الإسباني ” جوان ميرو ” ، والفنان الأمريكي ” الكسندر كالدر” ،بالإضافة الى فنانين عرب مثل الفنان المصري ” مصطفى سنبل ” ، الفنان السوري ” ربيع الأخرس ” , والتي اعيد ترتيبها وصيانتها ووضعها على مساحات متقاربه بعد ان كانت موجودة على مساحات متباعدة من الكورنيش الأوسط منذ أول الثمانينات الميلادية ، والتي اضافت رونقاً ومعلماً جميلاً لجدة اليوم .
ان هذا المتحف العالمي المفتوح كان نتاج التعاون بين أمانة محافظة جدة والقطاع الخاص فـي بادرة وطنية مجتمعية غير ربحية قامت بها مشكورة مبادرات عبداللطيف جميل، والتي استعانت بخبرات بريطانية متخصصة لصيانة المجسمات الجمالية, وإعادتها الى وضعها الاساسي, بعد إصلاح الأضرار التي أصابتها خلال الفترة الماضية وذلك بالتعاون مع الفنانين الذي صنعوها أو الهيئات الفنية التابعة لهم.
ويعود تاريخ المجسمات في جدة إلى بداية الثمانينات، حيث أنشأ معالي المهندس محمد سعيد فارسي، أمين أمانة جدة الاسبق في ذاك الوقت، نحو 620 مجسمًا، معظمها جلب من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، واستخدم في تصميمها شتى المدارس الفنية المعروفة، هذا فضلًا عن مجسمات عملاقة، مثل الدراجة والفلك والسفن والطائرة، والتي انتشرت في ميادين جدة ومنها ما هو باق للآن ومنها ما تم أزلته نصبت في التقاطعات والميادين العامة، وبعضها تم تسجيله في موسوعة غينيس، وذلك قبل أن يتم تقليص هذه المجسمات، بسبب مشاريع الجسور والأنفاق وتطوير البنى التحتية لمدينة جدة ، حيث تعد بعض هذه المجسمات كعلامات فارقة لجدة العروس .
همسة ..
جدة اليوم هي امتداد لجدة الأمس الجميل.