د.زامل عبدالله شعراوي
إنه ثغر عروس البحر الأحمر ” جدة ” وقلبها النابض بالحب وضجيج الحياة الفاتن ، ولد معها والتصق بنبضها فشهد صباحات فرحها وبهجتها وحزنها وايام تاريخها المجيد كان ولا زال وسيظل شمسها التي تشرق على مدينة البهجة والحياة والناس الطيبين ” جدة “.
نعم كان كالنغم الذي يأتي من اعماق الروح ليطرب القلوب على مدى تاريخ طويل من البذل والعطاء والوقوف في وجه التقلبات ، اليوم في نتحدث عن أهم ميناء على البحر الأحمر .. أنه ميناء جدة الإسلامي الذي يعتبر أحد أهم المعالم البارزة والهامة .
يتميز ميناء ” جدة الإسلامي ” بموقعه الجغرافي على ساحل البحر الأحمر على طرق التجارة البحرية حيث يقع على خط عرض (21 DEG 28’N)وخط الطول (39 DEG 10’E) ، وقد أكتسب أهميته التاريخية من كون مدينة ” جدة ” هي البوابة الرئيسية للمدينتين المقدستين “مكة المكرمة ” و ” المدينة المنورة ” ويعد الميناء الأكبر بين موانئ المملكة من حيث الحجم والمناولة وحيث يتم مناولة أكثر من 65% من البضائع الواردة عبر الموانئ السعودية .
أنشئ ميناء ” جدة الاسلامي ” في عهد ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان سنة 26هـ / 646 م ليحل محل ميناء الشعيبة الواقعة جنوب غرب مكة المكرمة.ويرى البعض أن ” جدة ” ميناء قديم ويعود تاريخه إلى الفترة السابقة للإسلام وقد ازدهرت جدة وازدادت عمارتها لتصبح الميناء الرئيسي لمكة المكرمة، وبسبب قربها من الموانئ الجنوبية لشبة الجزيرة العربية ، وتوسطها بين موانئ البحر الأحمر، أصبح ميناء جدة يستقطب تجارة البحر الأحمر لقرون عدة.
أصبح الميناء معبر مهم للبضائع التجارية ، وقد حقق خطوات تطويرية ساهمت في تحسين الخدمات المقدمة وذلك بعد إنشاء المؤسسة العامة للموانئ عام 1976م بدأت خطوات تطوير ميناء جدة الإسلامي ومرافقه حيث تم التوسع من 10 أرصفة في ذلك العام إلى 62 رصيف مؤهل بأحدث التجهيزات وبأرقى المواصفات الدولية ، وحاليا تبلغ مساحة ميناء جدة الاسلامي 12.5 كم مربع , ويبلغ عدد أرصفته 62 رصيفاً بطول 3, 12 كيلومتر ذات مياه عميقة تصل إلى 18 متراً والتى تتسع لأحدث أجيال سفن الحاويات بحمولة تصل أكثر من 14000 حاوية قياسية . كما ويبلغ عدد المعدات الموفرة لمناولة البضائع بالميناء أكثر من 1752 معدة حديثة ، وقد حقق ميناء جدة الإسلامي من خلال محطة بوابة البحر الأحمر للحاويات المركز الرابع لموانئ العالم في إنتاجية الرصيف لشهر أغسطس الماضي ٢٠١٧ وذلك وفق تقييم الخط الملاحي العالمي ميرسك في نشرته الأخيرة ، وشهدت محطة بوابة البحر الأحمر بالميناء نفسه مناولة أكثر من ١.٦ مليون حاوية سنوياً بالتزامن مع استخدامها للتقنية الحديثة بالتشغيل والإدارة، وكان ميناء جدة الإسلامي قد شهد مناولة ٣٨١ ألف حاوية خلال شهر أغسطس ٢٠١٧ وبلغت الطنية الإجمالية المناولة للبضائع ٤,٩ مليون طن خلال نفس الشهر وبلغت حاويات المسافنة ١.١ مليون حاوية بزيادة ١٥.٢% خلال الفترة المنقضية من ٢٠١٧ مقارنة بالعام السابق حيث وضعته عدد من المواقع العالمية من خلال المؤشرات الإلكترونية الرسمية في مصاف الموانئ المتقدمة عالمياً في الإنجازات من حيث الحجم ومناولة البضائع، ويمتلك الميناء منظومة متكاملة ساهمت في استمرار ورفع كفاءة عملياتة البحرية لمواكبة كافة المستجدات في أعمال الموانئ وتشغيل هذه المنظومة على زوارق القطر والسحب والإنقاذ وزوارق الإرشاد والإرساء وجمع النفايات وزوارق مكافحة الحريق والزوارق الخاصة بمكافحة التلوث وسفينة إرساء عوامات إرشاد السفن بالإضافة إلى رافعات متحركة عائمة حمولة 200 طن . كما ويتم مراقبة حركة السفن من خلال برج المراقبة البحري المجهز بأحدث أجهزة الاتصالات والرادار مع نظام (VTS) المتطور لخدمة ومراقبة ملاحة السفن .
ميناء جدة الاسلامي يعتبر البوابة التجارية لجدة وكذلك يستقبل المعتمرين والحجاج من جميع انحاء العالم .
همسة ..
ميناء جدة الاسلامي ..تاريخ وانجاز عبر الزمان.