على الرغم من تشابه عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية خلال عيد الفطر المبارك، إلا أن لدى بعض الشعوب والدول عادات تختص بها دون غيرها.
وإن كانت صلاة العيد وزيارات الأقارب وصلة الرحم واحدة في الدول الإسلامية لأنها صادرة من تعاليم الدين الحنيف، إلا أن لكل دولة طريقة مختلفة بعض الشيء في ممارسة مثل هذه العادات والتقاليد.
ففي السودان ومنذ منتصف شهر رمضان المبارك يقوم البيت على قدم وساق للاستعداد للمناسبة العظيمة، حيث تعد أصناف الحلوى وألوان الكعك والخبز مثل (الغريبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول) بكميات وافرة تكفي إكرام الزائرين الذين يتوافدون بعيد صلاة العيد التي تؤدى في الساحات قرب المساجد والتي يشهدها الجميع حيث يتبادلون التهاني ويحلل بعضهم بعضاً ويتجاوزون عمّا سلف وكان في السابق، ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار أو أي مكان متفق عليه كل يحمل إفطاره، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن، وكذلك تفعل النساء والأطفال حيث يقضون نهار اليوم الأول في الزيارات والتهاني للجيران قبل أن ينطلق الجميع بعد الغداء وصلاة العصر لزيارة الأهل والأقارب والأصحاب في الأحياء الأخرى، وتستمر الزيارات طوال الأيام الأولى من شهر شوال حيث تنظم الرحلات العائلية والشبابية ويقضي الجميع أوقاتاً جميلة مع بعضهم البعض على ضفاف نهر النيل، ويحرص كثير من السودانيين المقيمين في المدن على قضاء عطلة العيد في قراهم ومراتع صباهم بين أهلهم وأحبابهم.
وقال أحمد إسماعيل ،صحفي و كاتب سوداني،من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد التي شكلت وجهًا مميزًا له في المجتمع السوداني – بعد أداء صلاة العيد – هو خروج الناس لصلة الأرحام وتبادل الزيارات بين الجيران والمعارف، والتهنئة بالعيد.. فالمنازل تستعد وتتم تهيئتها وتزينها بالجديد وتوضع أصناف الحلوى على المناضد لاستقبال الضيوف.. وتضع كل عائلة من العائلات برنامجها للزيارات في أيام عطلة العيد.. فاليوم الأول ـ عادة ـ هو يوم الجيران بعد العودة من الصلاة، ثم زيارة الأقارب الأدنى جغرافيًا، أو الذين يكونون في خط متقارب.. ثم الأصدقاء والمعارف..
وصلة الأرحام من الواجبات الشرعية الأساسية التي حض عليها الدين الحنيف.
ولكن إيقاع الحياة المتسارع في العاصمة السودانية الخرطوم.. وظهور أنماط جديدة من الممارسات للحياة.. و”تقاليع” وعادات مختلفة في السلوك عما كان سائدًا من قبل، كل ذلك ربما أدى إلى تغيير شكل برنامج العيد لدى عامة الناس بالزيادة أو التقليل فيه!. وضمن ذلك السائد؛ الزيارات وصلة الأرحام!!.