مكة المكرمة – احمد الاحمدي
طالب عدد من المطوفات بمكة المكرمة وزارة الحج بانصافهن ورفع الظلم عنهن وعدم تهميشهن واختصار دورهن في العمل التطوعي بل العمل على تفعيل دورهن الرسمي واشراكهن في انتخابات مجالس مؤسسات الطوافة ليكون لهن حضورهن الفاعل داخل هذه المؤسسات والمشاركة الفعالية في صناعة القرار واكدن في حديثهن في الندوة التي نظمتها (البلاد) عبر مكتبها بمكة المكرمة الى ان المطوفة اصبحت حقوقها مهضومة وليس لها دور في مهنتها الا بالاسم فقط (مطوفة) واوضحن في احاديثهن الى ان المطوفة اليوم ليس كالمطوفة بالامس فهي تمتلك خبرات تراكمية طويلة ومشاركة في خدمة الحاجات عن قرب من خلال عملها منذ الصغر مع اسرتها المطوفة علاوة على ان المطوفة اليوم اصبحت متعلمة تعليماً عالياً وتحمل اعلى الشهادات العلمية والاكاديمية.
واشارن الى ان من ضمن معاناة المرأة المطوفة اليوم مطالبتها من قبل مؤسسات الطوافة باحضار وكيلاً لها وفق اشتراطات اقل ما يقال عنها انها تعجيزية الامر الذي جعلهن يعزفن عن هذه المهنة وعلى طريقة مكره اخاك لا بطل بعد ان استطاعت مؤسسات الطوافة ان تقف حجر عثرة امام ممارسة حقوقهن كمطوفات رضعن حب هذه المهنة الشريفة المباركة منذ فتوتهن واوضحن انهن لا يطالبن باعطائهن الرئاسة اذا لم يتوفر ذلك رغم ان هذا من حقهن ولكنهن يطالبن بأن تكون لهن مشاركة رسمية وفعالة في ادارات ومكاتب المؤسسة الى جانب الرجال حتى ولو كنا يعملن تحت رئاسة الرجل فالمرأة المطوفة لابد ان يكون لها مشاركة فعالة في خدمة الحاجات من بنات جنسها فاغلب الحاجيات او بعض الامور الدقيقة التي تخص منسك المرأة الحاجة وامورها الشخصية تخجل ان تسأل عنها الرجال فلابد من وجود المرأة المطوفة التي لا تخشى الحاجة ان تسألها عن مثل هذه الامور لانها من بنات جنسها. كما طالبن مؤسسات الطوافة بحفظ حقوقهن وحقوق ابنائهن واحفادهن في تملك اسهمهن في المشاريع الاستثمارية التي نفذتها وتنفذها هذه المؤسسات كعمائر استثمارية لذا فلابد من منحهن وثائق وخطابات موثقة ومعتمدة تثبت ملكيتهن لهذه العقارات الاستثمارية وتوضح عدد اسهمهن فيها ليثبتن حقوقهن في هذه الاستثمارات ليس لهن شخصياً ولكن لابنائهن واحفادهن فالدنيا اليوم حياة وغداً موت فلابد من حفظ حقوقهم في توريث استثمارهم في هذه المشاريع الاستثمارية فكما ان مهنة الطوافة تأتي عن طريق التوريث فان حقوق هذه المشاريع العقارية الاستثمارية تأتي للاجيال المتعاقبة هي ايضا عن طريق توريث اسهم ابائهم وامهاتهم المطوفات فلابد من ايجاد وثيقة رسمية معتمدة تسلمها مؤسسات الطوافة للمطوفين والمطوفات المستثمرين في هذه العقارات من اجل حفظ حقوقهن وحقوق ابنائهم واحفادهم لان هؤلاء المساهمين في هذه العقارات الاستثمارية يفتقرون اليوم لمثل هذه الوثائق التي تضمن حقوقهن وحقوق ابنائهم من بعدهم فهذه العقارات مسجلة عبر المحاكم الشرعية باسم مؤسسات الطوافة لا باسم المساهمين والمساهمات فيها.
الطوافة في القدم
في بداية الحديث مع المطوفات تحدثت المطوفة نور الهدى توفيق عن الطوافة قديماً فقالت: ارتبطت بعمل الطوافة قبل اكثر من (40) عاما لانني زوجة رجل مطوف حيث عاصرت طوافة الافراد قبل عصر طوافة نظام المؤسسات فالطوافة في السابق كانت تعتمد على جهد المطوف واسرته في خدمة الحجاج والحاجات منذ وصولهم الى مكة المنكرمة او النقل الى المطار بجدة او الميناء وحتى مغادرتهم لهذه المنافذ بعد استكمال مناسك حجهم وحسب ما يرويه لنا الاباء والاجداد كانت وسائل نقل الحجاج بين مكة المكرمة وجدة وبين المدينة المنورة ومكة المكرمة ومناطق المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة هي الجمال حيث يتعاقد او لنقل يتفق المطوف مع عدد من الجمالين ويطلق هذا الاسم على اصحاب الجمال من ابناء البادية للقيام بنقل الحجاج التابعين للمطوف واستمر ذلك حتى عصر السيارات الذي بدأ في الستينات الهجرية على ما اعتقد حيث ظهرت الاتوبيسات الكبيرة عبر شركات النقل والتي من اقدمها الشركة العربية للسيارات.
زمن السؤال
وكانت هناك علاقات قوية تبنى بين المطوف وحجاجه فالمطوف يسافر الى دول حجاجه لعقد صداقات وتعارف معهم حتى اذا وصلوا الى جدة لاداء الحج يسألون عن المطوف باسمه لانهم حجاجه يتبعون له ويقوم المختصون في مكتب الوكلاء بجدة بالاتصال على المطوف وزف له البشرى بوصول حجاجه ويذهب الى جدة لاحضارهم الى داره الخاصة بمكة المنكرمة بعد ان يستنفر كافة افراد اسرته لتجهيز لهم وجبة الضيافة من غداء او عشاء حسب وقت وصولهم من جدة الى مكة وعند الوصول للمنزل تجد الاسرة ترحب بالحجاج فتذهب النساء الحاجات لمجلس النساء من اسرة المطوف ويذهب الرجال من الحجاج لمجلس الرجال فيؤتى بالقهوة والشاهي والحلويات وماء زمزم وسط ترحيب كبير والدعوات بأن يستكملوا حجهم بكل يسر وسهولة وان يعودوا لاوطانهم سالمين غانمين ويستضيف المطوف واسرته الحجاج والحاجات في منزلهم لمدة ثلاثة ايام تسمى ايام الضيافة بعد ذلك يذهب المطوف او ابنائه او اخوانه بالبحث عن سكن مناسب لاستئجاره لهؤلاء الحجاج على ان يكون قريب من منزل المطوف ليتمكن من زيارتهم باستمرار والسهر على راحتهم وخدمتهم.
في المشاعر المقدسة
وتواصل المطوفة نور قائلة: وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة يذهب المطوف بحجاجه الى مشعر منى لقضاء يوم التروية بعد ان تمكن بمساعدة ابنائه او اخوته وصبيانه من نصب الخيام وتجهيزها بكافة مستلزماتها ويعمل لهم الغداء الذي يتكون من الرز باللحم او الايدامات والفواكه والعصيرات والماء المبرد في الازيار الفخارية او في ثلاجات قوالب الثلج والانارة عن طريق الاتاريك او الفوانيس وفي يوم عرفة ينتقل المطوف واسرته مع حجاجه الى مشعر عرفات لقضاء يوم الوقفة الكبرى على صعيد عرفات الطاهر وتكون هناك خيمة خاصة بالرجال واخرى للنساء الحاجات مع نساء المطوف يعملن على خدمتهن ثم يقوم المطوف باعداد وجبة الغداء بالتعاون مع اسرته وطباخيه حيث يتم ذبح الخرفان وطبخها مع الرز اضافة الى الايدامات حسب رغبات الحجاج وقبيل الغروب يذهب المطوف بحجاجه على مخيمات مزدلفة لقضاء ليلة المشعر الحرام ومع الفجر لرمي الجمرة الكبرى ومن ثم العودة للمخيمات المعدة مسبقاً.
اعداد الحجاج
وعن اعداد الحجاج في ذلك الزمن تقول المطوفة نور الهدى الاعداد كانت لا تتجاوز الخمس والثلاثين حاجاً وفي احد المواسم حدثت مفاجأة اذ وصل اعداد حجاج احد المطوفين الى (100) حاج وكان هذا العدد الكبير محل احاديث الناس واستغرابهم ولم يعلموا انه يأتي عصر وهو عصرنا هذا يصل عدد حجاج المطوف الواحد او لنقل مكتب الخدمة الواحد الى ثلاثة الاف حاج. انه عصر التطور.
ذكريات جميلة
ومنحت الفرصة للمطوفة فوزية علي الملا فقالت: لي ذكريات جميلة لا تنسى مع مهنة الطوافة فقد مارستها منذ الصغر حتى عشقتها واصبح حبها يجري مجرى الدم في عروقي فوالدي مطوف وكنت ووالدتي واخواتي نعمل على خدمة الحاجات وتوعيتهم بأمور دينهم من صلاة ونسك ونقدم لهم الخدمات التي يحتاجونها وتوطدت العلاقات بيننا حتى اصبحنا كاسرة واحدة وكان الحاج والحاجة ينظرون للمطوف نظرة تقدير واحترام وهو بالنسبة لهم كل شيء. وكأنه قد نزل عليهم من السماء فبيت المطوف هو المرجع الاساسي لهم والذي يرجعون اليه في كل كبيرة وصغيرة تتعلق باداء نسك الحج او عباداتهم فهو مصدق لديهم عند اجابته على اي سؤال عن غيره من الناس فيثقون فيه وفيما يقوله ثقة تامة لانه يعني لهمن الشيء الكثير.. الكثير.. فمن لديه امانة كمبالغ مالية او مجوهرات ثمينة يضعها عند المنطوف او تضعها الحاجة عند المطوفة وتكون محل الامانة والصون يأخذون منها بقدر حاجتهم ورغبتهم حتى مغادرتهم البلاد بعد اداء مناسك الحج.
استفسارات دينية
وتستطرد المطوفة فوزية قائلة: الحاجة كثيراً ما تستفسر عن امور دينها من المطوفات في امور خاصة بالمرأة وتستحي ان تسأل الرجال عنها ولذا نحاول ان نتفقه في مثل هذه الامور التي تخص المرأة حتى تكون لدينا الاجابة الصحيحة حال سؤالنا عنها من قبل الحاجات خاصة وان غالبية الحاجات نساء غير متعلمات او متفقهات في الدين وهن قرويات اي من سكان القرى والهجر في بلدانهن بعيدات عن المساجد ووسائل التفقه في الدين وبعضهن اميات او تعليمهن بسيط ويجهلهن ابسط امورهن الدينية وخاصة المتعلقة باداء مناسك الحج الاداء الصحيح كما جاء في الشريعة الاسلامية في كتاب الله العزيز واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
العلاقات والرسائل
ونعود بالحديث للمطوفة نور الهدى توفيق وتقول: العلاقة بين المطوف وحجاجه قديماً لا تقتصر على اثناء وجودهم في مكة المكرمة بل تمتد اواصر الصداقة والمحبة بين المطوف وحجاجه وبين اسرة المطوف والحاجيات حتى وهم يتواجدون في بلدانهم فهناك رسائل ود وتقدير واحترام وسؤال عن الصحة والاولاد يبعثها الحجاج والحاجات لمطوفهم واسرته طوال اشهر العام لا تنقطع ثم بالاتصال الهاتفي مع تطور وسائل التقنية والاتصال اذكر ان الكثير من (الحوابات) الرسائل كانت تصل لنا ونرسلها نحن لحجاجنا وحاجاتنا نسأل فيها عن احوالهم ويسألون فيها عن احوالنا ونشتاق فيها اليهم ويشتاقون فيها لنا.
دور كبير وفعال
ثم اعطي الحديث للمطوفة صباح ملا فقالت: كما اشارن زميلاتي المرأة المطوفة وحسب ما سمعته من والدي ووالدتي كان لها دور كبير وفعال ومباشر في خدمة الحاجات منذ عصور قديمة فالمطوفة مسؤولة مسؤولية تامة عن الحاجيات في خدمتهن ورعايتهن والاجابة على جميع اسئلتهن واستفساراتهن واحضار كل ما يطلبونه من خدمات والتسامر معهن ونقل لهن ثقافة وتطور المرأة السعودية وانها امرأة عاملة معلمة وموظفة وصلت الى مناصب قيادية عالية ولها خصوصيتها وحقوقها التي كفلها لها الاسلام وتجد المطوفة الدعم والتشجيع من قريبها المطوف من ابن او زوج او شقيق او عم او خال او اي قريب لها للانخراط في العمل الخدمي بصورة تتناسب مع مكانتها كامرأة وفي عصر المؤسسات شاركنا نحن مجموعة من المطوفات مشاركة تطوعية في اللجان النسائية لخدمة الحاجات مثل رعاية المريضات والمنومات في المستشفيات وزيارتهن والتنفيس عنهن وتفقد احوالهن واوضاعهن ومعرفة نواقصهن وتقديم الهدايا الرمزية لهن وكذلك ارشاد الحاجات الكريمات وتوعيتهن دينياً وصحياً واجتماعياً الامر الذي استقطب هذا العمل العديد من المطوفات وبنات المطوفين والمطوفات من اجل الاسهام في مثل هذه المهام الانسانية الجليلة واستطاعن الاخوات المطوفات من خلال هذه اللجان النسائية من تقديم العديد من الخدمات للاخوات الفاضلات الحاجات واستطاعن من خلال هذه الجهود المتفانية والحثيثة والمتواصلة ان يرسمن في اذهان وافئدة الحاجات صور مشرفة عن المرأة السعودية عامة والمرأة المطوفة خاصة من الخدمات التي تقدمها المرأة لرعاية ضيفات الرحمن.
تجربة ثرية
اما المطوفة فاتن بنت ابراهيم محمد حسين والتي عملت سنوات طويلة رئيسة للجنة النسائية في احدى مؤسسات الطوافة العريقة التي كانت مشهورة بخدماته الراقية التي تقدمها لحجاجها. فقد قالت: تجربتي مع الطوافة النسائية تجربة ثرية فقد عاصرت طوافة الافراد وطوافة المؤسسات مع الآباء والاجداد والاقرباء وقدمت والزميلات المطوفات من اعضاء هذه اللجنة انجازات كبيرة ليست بشهادتي بل بشهادة المنصفون من خارج عمل الطوافة.
اقصاء لدور المطوفة
ولان اهتمامي بالطوافة النسائية بدأ منذ سنوات طويلة لاحظت ان هناك اقصاء لدور المرأة المنطوفة في خدمة ضيوف الرحمن وهي التي كانت العنصر الاساسي في الخدمات التي كانت تقدمها المرأة في عصر طوافة الافراد ولذا فبدأت ابحث عن الاسباب وعن الخدمات التي كانت تقدمها المرأة لضيوف الرحمن وكيف يمكن الاستفادة منها في الوقت الحاضر عصر مؤسسات الطوافة من اجل ان تقدم المطوفات خدمات متميزة لحاجات بيت الله الحرام وعبر دراسة قمت بها بالتعاون مع الدكتور مسعد الديب كان عنوانها (اعلام الطوافة “المطوفات”) من اجل اثبات الدور التاريخي للمرأة العاملة في مهنة الطوافة من نشاطات في موسم الحج ومن مشاركة فاعلة في خدمة ضيوف الرحمن بدءا من الاستقبال والاشراف على نظافة المسكن وتقديم الوجبات الغذائية والمرافقة للحرم المكي الشريف ومرافقة الحاجات في المشاعر المقدسة والعمل على تثقيهن وتوعيتهن بأمورهن الدينية خاصة مناسك الحج.
وثائق وتقارير
واستطرد المطوفة فاتن في حديثه مشيرة الى ان الدراسة شملت على وثائق وتقارير ممنوحة لبعض المطوفات للعمل في هذه المهنة مثل المطوفة سعدية محمد احمد السبحان كوفية كما شملت الدراسة على تقارير ممنوحة من السلطان العثماني لبعض المطوفين والمنطوفات لطوافة حجاج اقالينم ومدن محددة من شبه القارة الهندية وكذلك تقارير ممنحة من جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه – لبعض العوائل المكية ممن لم يكن لهم وارث. كما احتوت الدراسة على السيرة الذاتية للمطوفات اللاتي عملن بالمهنة وقد خلصت هذه الدراسة الى نتائج مهمة منها:
* رغبة عدد كبير من المطوفات بنسبة 43% في العمل في هذه المهنة لو اتيحت لهن الفرصة.
* ان الهدف من عمل المرأة المطوفة سابقاً كان من اجل مساعدة الاب والاخ والزوج وذلك في ظل الطوافة الفردية وبعضهن كانت خدمتهن اساسية للحصول على دخل من خدمة الحجاج.
صعوبات المرأة المطوفة
اما عن الصعوبات التي واجهت المرأة المطوفة فهي عديدة ولعل من ابرزها ما يلي:
* صعوبة التحدث بلغت الحاجيات.
* عدم معرفة الحاجيات للكثير من الامور التنظيمية للحج.
* عدم تأهيل المطوفة تأهيلاً مهنياً كافياً.
* عدم توفر وسائل السلامة اثناء اعداد الوجبات.
* ضياع بعض الحاجيات في الحرم المكي الشريف وعدم استطاعة المطوفة العودة بدونهن.
* تعرض بعض الحاجيات للامراض وضربات الشمس وتأخر وصول الاسعاف لنقلهن الى المراكز الصحية.
العلاقة الاجتماعية
اما عن العلاقة الاجتماعية الانسانية بين المطوفة والحاجة فقد اتضح ان المطوفات كانت لهن علاقة انسانية سامية مع الحاجات مع استمرار التواصل خاصة وان بعض المطوفات وبنات المطوفين قد زرن الحاجات في بلادهن وتوطدت بينهن علاقة كبيرة.
رؤى وأهداف
ومن هذه الدراسة انطلقت كمطوفة في تكوين رؤى واهداف كثيرة حول المرأة في مهنة الطوافة وكيفية اعادة دورها في الخدمة وهي ملحة لتقديم خدمات متميزة لضيفات الرحمن في الوقت الراهن خاصة وان نسبة اعداد الحاجيات ارتفعت لتصل الى 50% من المجموع الكلي للحجاج وهن بحاجة لمن تخدمهن ونرشدهن وتعيتهن وكل ما يحتاجنه من خصوصيات في حالة مرضهن اذ من الصعب تلبية بعض المطالب من قبل الرجال بل في احايين كثيرة قد يمنع الحياء الحاجة عن تقديم طلبها او الافصاح عنه للرجال.
تجربتي مع الطوافة
ولذلك فقد قمت بتأليف كتاب تكون من عدد (376) صفحة من القطع الكبير تحت عنوان (تجربتي مع الطوافة) – خطوات نحو العالم الاول – حيث ان الدافع من تأليف هذا الكتاب الضخم في شكله والدسم في محتواه هو توضيح هذه التجربة الحديثة للطوافة النسائية وذلك وفقاً لمقتضيات ومتطلبات العصر الحديث وتوثيق لتاريخ طوافة المرأة منذ العصور القديمة وعملها في مهنة الطوافة الى جانب الرجل في خدمة الحاجيات علاوة على ان الدافع ايضا من تأليف هذا الكتاب تقديم انموذج واقعي عن عمل المرأة المطوفة من اجل الافادة منه في رسم ووضع خطط وبرامنج تستند عليها الجهات ذات العلاقة في مجال الطوافة النسائية.
وهذا الكتاب هو اول مؤلف متخصص في طوافة المرأة في العصر الحديث.
توصيات بالمطالب
وفي نهاية الندوة خلصن المطوفات الى توصيات تركزت في عدة مطالب ومقترحات يرغبن العمل في تحقيقها من قبل وزارة الحج ومؤسسات الطوافة ولعل من ابرزها رفع التهميش عن المرأة المطوفة واشراكها في انتخابات مؤسسات الطوافة اسوة بالمطوفين من الرجال او على الاقل اشراكها في اعمال ادارية رسمية في مكاتب الخدمة الميدانية او داخل ادارات المؤسسة. والسماح لها بحضور الجمعيات العمومية للمؤسسات واجتماعات مجالس الادارات لهذه المؤسسات وان يصبح للمرأة المطوفة دور رسمي وفاعل في اعمال هذه المؤسسات وان تشارك في صناعة القرار مع صناع القرار من الرجال المطوفين.
كما طلاالبن بوضع التسهيلات اللازمة للمرأة في حالة مطالبتها بالتوكيل عن اعمالها كمطوفة والغاء بعض الشروط التعجيزية التي يطالبن بها عند احضار الوكيل كما طالبن مؤسسات الطوافة بتسليمهن وثائق وخطابات رسمية تثبت ملكيتهن لاسهم العقارات الاستثمارية التي نفذتها بعض مؤسسات الطوافة مع توضيح اعداد هذه الاسهم اللاتي يمتلكنها في هذه العقارات التي سبق لهن وان ساهمن فيها باموالهن الخاصة لان عدم وجود ما يثبت اسهمهن وملكيتهن في هذه العقارات سيعود بالسلب على مستقبل الابناء والاحفاد من الاجيال القادمة بعد موتهن لانه لا يةوجد لديهم وثائق رسمية تثبت توريثهم لاسهم الاباء والامهات في هذه العقارات وهنا تضيع حقوقهن واموالهم فكما ان الطوافة مهنة تعود للفرد بالوراثة فملكية هذه العقارات تعتبر ايضا موروثا يعود للابناء والاحفاء بعد وفاة الاباء والامهات اصحاب المساهمات.
صندوق تعاوني خيري
ومن التوصيات ايضا مطالبتهن لمؤسسات الطوافة بانشاء صناديق خيرية اعانات مالية للمطوفات تصرف لهن بضوابط في حالة حوادث الدهر مثل الطلاق والوفاة والتيتم والمرض وجميع غوادي الدهر وحوادث الازمات اي عبارة عن صندوق تكامل اجتماعي لخدمة المطوفات المحتاجات عن ان توضع لهذا الصندوق شروط وضوابط محكمة وادارة مؤهلة ومؤتمنة تقوم بالاشراف على ادارة عمل الصندوق وجمع التبرعات وصرفها للمستحقين.